بوعلي دعبل بن علي بن رزين الخزاعي ولد في عام ۱٤۸هـ. وبيته بيت علم وفضل وأدب، وقد روي: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد دعا لجده الأعلى بديل بن ورقاء إذ قال فيه: (زادك الله جمالا وسؤددا وأمتعك وولدك).كما ورد في أمالي الشيخ الطوسي من الإمامية وكتاب الإصابة لابن حجر من علماء الجمهور. أبوه يعد من شعراء عصره وكذا جده رزين، وأخوه علي بن علي الذي رافق شاعرنا إلى الإمام الرضا عليه السلام ليتبركا بمشاهدته ويتشرفا بالمثول بين يديه، حيث خلع عليه السلام على المترجم قميصا من قمصه وخاتما من خواتمه بفص عقيق ودراهم رضوية. وروي عن ابن أخيه إسماعيل: إن اسمه عبدالرحمن، وإنما لقبته دايته بهذا اللقب (دعبل) لدعابة كانت فيه. أما أصله فالكوفة، وقيل من قرقيسيا غير أن أكثر إقامته في بغداد. وكان كثير الأسفار، يخرج فيغيب سنين يدور الدنيا، وقد سافر إلى الري والحجاز، وإلى دمشق والبصرة وقم. وامتاز في حياته بخصال عدة منها صدقه في حب أهل بيت الرحمة عليهم السلام، ونبوغه في الشعر والأدب والتأريخ وما كتب في ذلك، وروايته للحديث النبوي وقد روي عنه. وقد اغتيل في الأهواز بأمر مالك بن طوق في قرية من نواحي السوس بعد صلاة العشاء وكان يومها ابن ثمان وتسعين (رحمه الله). في تائيته المشهورة يدعو دعبل الخزاعي المسلمين للتمسك بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله بابن عمه عليه السلام، ويستعرض ما أنزله الطواغيت بالعترة المحمدية الى أن يقول:
رزايا أرتنا خضرة الأفق حمرة
وردت أجاجا طعم كل فرات
وما سهلت تلك المذاهب فيهم
على الناس إلا بيعة الفلتات
ولو قلدوا الموصى إليه أمورها
لزمت بمأمونٍ عن العثرات
أخي خاتم الرسل المصطفى من القذى
ومفترس الأبطال في الغمرات
فإن جحدوا كان الغدير شهيده
وبدر وأحد شامخ الهضبات
وآي من القرآن تتلى بفضله
وإيثاره بالقوت في اللزبات
وغُر خلالٍ أدركته بسبقها
مناقب كانت فيه مؤتلفات
ويذكر دعبل الخزاعي نزول قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) في الوصي المرتضى عليه السلام: قائلاً:
نطق القرآن بفضل آل محمد
وولاية لعليه لم تجحد
بولاية المختار من خير الذي
بعد النبي الصادق المتودد
إذ جاءه المسكين حال صلاته
فامتد طوعا بالذراع وباليد
فتناول المسكين منه خاتما
هبة الكريم الأجود بن الأجود
فاختصه الرحمن في تنزيله
من حاز مثل فخاره فليعدد
إن الإله وليكم ورسوله
والمؤمنين فمن يشأ فليجحد
يكن الإله خصيمه فيها غدا
والله ليس بمخلف في الموعد
وله أيضاً يمدح أمير المؤمنين صلوات الله عليه:
سقيا لبيعة أحمد ووصيه
أعني الإمام ولينا المحسودا
أعني الذي نصر النبي محمدا
قبل البرية ناشئا ووليدا
أعني الذي كشف الكروب ولم يكن
في الحرب عند لقائه رعديدا
أعني الموحد قبل كل موحد
لا عابدا وثنا ولا جلمودا
كانت هذه إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران مقتطفات من مدائح الوصي المرتضى عليه السلام التي أنشأها الأديب المحدّث والشاعر الشهيد دعبل بن علي الخزاعي رضوان الله عليه، قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج من مدائح الأنوار، نشكر لكم طيب المتابعة والى لقاء مقبل بمشيئة الله.