البث المباشر

مرثية لدعبل الخزاعي للإمام الرضا(ع)

السبت 7 ديسمبر 2019 - 11:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 195

بسم الله وله خالص الحمد حمد الشاكرين له في السراء والضراء والعافية والبلاء، وأزكي صلوات الله علي عباده الذين اصطفي الهادي المختار وآله الأطهار.
أهلاً بكم في حلقة أخري من حلقات هذا البرنامج خصصناها طائفة من مراثي شاعر الولاء الصادق دعبل بن علي الخزاعي لمولانا الإمام الرضا (عليه السلام) والشاعر الخزاعي هو من معاصري الإمام الرضا (عليه السلام) وبمحضره قرأ قصيدته التائية الشهيرة في مصائب العترة المحمدية.
وله (رحمه الله) بعد شهادة مولاه الرضا (سلام الله عليه) قصائد مؤثرة في رثائه تحمل مضامين سامية وتتميز ببلاغة شفافة.
نبدأ بالأبيات الخمسة التالية من إحدي قصائد دعبل الخزاعي وفيها يشير الي فظاعة جريمة طواغيت بني العباس بقتلهم الرضا (عليه السلام) وعدم جدوي جعل قبره الشريف الي جوار قبر الطاغية هارون الرشيد، فيقول:

أري أميّة معذورين إن قتلوا

ولا أري لبني العبّاس من عذر

أبناء حرب وومروان وأسرتهم

بنو معيط ولاة الحقد والوغر

قوم قتلتم علي الإسلام أوّلهم

حتـّي إذا استمكنوا جازوا علي الكفر

أربع بطوس علي قبر الزكيّ بها

إن كنت تربع من دين علي وطر

قبران في طوس خير الخلق كلّهم

وقبر شرّهم هذا من العبر

ما ينفع الرجس من قرب الزكيّ وما

علي الزكيّ بقرب الرجس من ضرر

هيهات كلّ امرئ رهن بما كسبت

له يداه فحذ ما شئت أو فذر

وفي مقطوعة رثائية أخري يشير فيها الي غربة الإمام الرضا (عليه السلام) يقول الأديب الخزاعي:

يا حسرة تتردّد

وعبرة ليس تنفد

علي علي ابن موسي

ابـن جعفر ابن محمد

قضي غريباً بطوس

مثل الحسام المجرّد

يا طوس طوباك قد

صرت لابن أحمد مشهد

ويا جفوني استهلّي

ويا فؤادي توقد

ونبقي مع الشاعر الولائي دعبل الخزاعي في مراثيه لمولانا الإمام علي الرضا (عليه السلام) فنقرأ عليكم من ديوانه المقطوعة التالية التي يبدأ فيها بأشارة رقيقة للجود الرضوي ويختمها بأنذار للنواصب الذين شمتوا بقتل الإمام المحمدي؛ قال (رحمه الله):

لقد رحل ابن موسي بالمعالي

وسار بسيره العلم الشريف

وتابعه الهدي والدين كلًّا

كما يتتـّبع الالف الأليف

فيا وفد الندي عودوا خفاف

الحقائب لا تليد ولا طريف

تري سكناته فتقول غرّ

وتحت سكونه رأي ثقيف

 

له سمحاء تغدو كلّ يوم

بنائله وسارية تطوف

فأهدأ ريحه قدر المنايا

وقد كانت له ريح عصوف

أقام بطوس تلحفه المنايا

مزار دونه نأي قذوف

فقل للشامتين بنا رويداً

فما تبقي امرأ ً يمشي الحتوف

سررتم بافتقاد فتيً بكاه

رسول الله والدين الحنيف

ونختم هذا اللقاء بمرثية أخري لأديب الولاء دعبل الخزاعي يذكر فيها مصاب الإمام الرضا ووالده الإمام الكاظم (عليهما السلام) مشيراً الي أن التضحية في سبيل الله هي من سنن أئمة العترة المحمدية، قال (رحمه الله):

ألا أيّها القبر الغريب محلّه

بطوس عليك الساريات هتون

بك العلم والتقوي بك الحلم والحجي

بك الدين والدنيا وأنت ضمين

جري الموت في خير النبيّين فارتقي

ولكنّني فيما دهاك ظنين

ومن قبل موسي كم بدت منه آية

فأمسي يعاني السمّ وهو سجين

فيا لقتيلي غدرة قد سقيتما

بها السمّ والمكر الخفيّ يبين

سأبكيكما عمري وألعن غادراً

ومن كان أوحي والحديث شجون

وفي آخر هذه الأبيات يشير دعبل الخزاعي الي مسؤولية هارون الرشيد وإبنه المأمون عن قتل الإمامين (عليهما السلام)، لأنهما هما اللذان أمراً بذلك.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة