بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على حبيب الله وآله الهداة الى الله. السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله تحية طيبة معطرة بذكر الانوار الاحمدية الذين بذكرهم ذكر الله وبحبهم حب الله وبطاعتهم طاعة الله.
أهلاً بكم أعزاءنا في حلقة أخرى من هذا البرنامج إخترنا لكم فيها مديحة لائمة سامراء وفيه وصف جميل لقبتهم السامية التي طالتها أديي الشياطين الائمة الساعية الى إطفاء نور الله والله يأبى الا أن يتم نوره وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ والكافرون والجاحدون.
أما منشأ مديحة هذا اللقاء فهو أحد أعلام علماء عصر السيد الجليل محمد مهدي بحر العلوم (رضوان الله عليه)، إنه السيد أحمد بن محمد الحسني البغدادي الملقب بالعطار وهو العالم المحدث والاصولي الزاهد والاديب الشاعر، كانت له مكتبة معروفة بنفائس المخطوطات وقد كانت له خدمات علمية جليلة في الحوزة النجفية وقد بلغ مقامات سامية في العلم والزهد والكمالات، توفي قدس سره سنة ۱۲۱٥وله مدائح كثيرة في المختار وآله الاطهار (عليهم السلام). قال (رضوان الله عليه):
هي سامراء قد فاح شذاها
وترآى نور أعلام هداها
بالسهى من بلدة طيبة ٍ
تُربها مسك وياقوت حصاها
حبذا عصر قضيناه بها
بلغت أنفسنا فيه مناها
وربوع كمل الأنس لنا
والهنا فيها فسقياً لثراها
وهوى قد شغف الناس هوى
وصباً ترجع للنفس صباها
وأزاهير رياض أحدقت
بجنان غضة ٍ دان جناها
ومياه صرح بلقيس حلت
بصفاها إذ جرت فوق صفاها
وهضاب زانها حصباؤها
مثلما زينت الشهب سماها
وبعد هذا الوصف الاجمالي ينتقل السيد أحمد العطار الى وصف روضة العسكريين عليهما السلام فيقول:
صاح إن شاهدت أسمى قبة
لا يداني الفلك الاعلى علاها
فاحطط الرحل بأسنى حضرة
فاز من ألقى عصاه بفناها
حضرة قد أشرقت أنوارها
بمصابيح هدىً من آل طه
حضرة عز ملوك الارض لو
عفرت في عفرها منها الجباها
حضرة تهوى السماوات العلى
أنها تصبح أرضاً لسماها
حضرة ودت نجوم الافق لو
كن في ساحتها بعض حصاها
حضرة لو أن للشمس سناً
نورها ما حجب الليل سناها
حضرة تهوى قصور الخلد أن
ترتقي في العز أدنى مرتقاها
حضرة لو تستطيع الكعبة
الحج حجت كل عام لحماها
حضرة يأمل أن يستلم
الحجر الأسعد أركان علاها
فاستلم أعتابها مستعبراً
باكياً مستنشقاً طيب ثراها
لائذاً بالعسكريين التقييين
أوفى الخلق عند الله جاها
خازني علم رسول الله من
قد أبى فضلهما أن يتناهى
فرقدي أفق الهدى بل قمري
فلك العلياء بل شمس ضحاها
عيني الله تعالى لم يزل
بهما يرقى البرايا مذ رعاها
ترجماني وحيه مستودعي
سره أصدق من بالصدق فاها
عمدي سمك العلى من بهما
قامت الافلاك في أوج علاها
من بني فاطمة الغر الألى
بهم قد بأهل الله وباهى
فإذا ما اكتحلت عيناك من
رؤية الميل وقد لاح تجاها
فاخلعن نعليك تعظيماً وسر
خاضعاً تزدد به عزاً وجاها
وفي المقطع الاخير يخاطب السيد أحمد العطار إمام العصر المهدي (عجل الله فرجه) قائلاً:
واستجر بالقائم الذائد عن
حوزة الاسلام والحامي حماها
حجة الله الذي قوم من
قنوات الدين من بعد التواها
قطب آل الله بل قطب رحى
سائر الاكوان بل قطب سماها
ذو النهى رب الحجى كهف الورى
بدر أفلاك العلى شمس هداها
منقذ الفرقة من أيدي العدى
مطلق الامة من أسر عناها
مدرك الأوتار ساقي واتري
عترة المختار كاسات رداها
يا ولي الله هل من رجعة ٍ
تشرق الارض بأنوار سناها
ويعود الدين ديناً واحداً
لا يرى فيه التباساً واشتباها
ليت شعري أو لم يأن لما
نحن فيه من أسىً أن يتناهى
وختاماً نشكر لكم طيب إصغائكم لقصيدة السيد أحمد العطار في مدح الامامين العسكريين الهادي والعسكري (عليهما السلام) وصاحب العصر المهدي (أرواحنا فداه).