بسم الله نور النّور والصلاة والسّلام على نبّيه المحبور وآله الشّموس والكواكب والبدور.
اهلاً بكم في لقاء آخر يسّرنا أن يجمعنا بكم في رحاب برنامج مدائح الانوار حيث الاشعار في ذكر من بذكرهم يذكر الله وهم المصطفى المختار وآله الأطهار.
اخترنا في هذا اللقاء أبياتاً من لامية طويلة لأحد أدباء القرن الهجري التاسع، هو الأديب النحوي شعبان بن محمد الموصلي القرشي المتوفّى في القاهرة سنة ۸۲۸ للهجرة، وهو من شعراء جمهور المسلمين.
لقّب هذا الأديب بالآثاري لاقامته في أماكن الآثار النبوية وكان من المصنّفين في علوم العربية له أكثر من ثلاثين كتاباً في الأدب والنحو وفي قصيدته هذه جارى كعب بن زهير في لاميته المشهورة، لكنه افتتح قصيدته بمدح سّيد الرّسل (صلى الله عليه وآله) ثم عرّج على مدح اهل الكساء مشيراً الى فضيلة الصلاة عليهم صلوات الله عليهم أجمعين. قال رحمه الله:
المصطفى أحمد المختار من مضر
له من الله تعظيم وتبجيل
محمد الهاشميّ المستجار به
كأنّما شرعه في الليل قنديل
رقى الى العرش من فرش له وعلى
ظهر البراق تسامى وهو محمول
حتّى دنى فتدلّى رفعة وعلا
كقاب قوسين يدنو وهو مكفول
فقيل سل تعط ما تختاره كرماً
واشفع تشفّع شفيع أنت مقبول
فحلّ في حضرة بالله عامرة
شريفة ربعها بالانس مشمول
حوى من العزّ ما لا حازه أحد
في الأنبيا فاضل منهم ومفضول
إمام فخرهم حقاً وسؤددهم
لانّه غرّة والكلّ تحجيل
كالبدر دارت نجوم حول حضرته
ونور طلعته في الأفق إكليل
احواله كلّها بالله قائمة
وكلّ أوقاته ذكر وتهليل
فالنفس زاكية والرّوح طاهرة
وقلبه في رضى الرّحمن مشغول
فيه مع الحسن والإحسان أربعة
فخر وجود وإكرام وتبجيل
ولاح في وجهه المسرور أربعة
عزّ ونصر وأنوار وتكميل
وفاض من كّفه للخلق أربعة
الغيث والقطر والأنهار والّنيل
فجوده عمّ كلّ الناس قاطبة
دنيا وأخرى ومنه القصد مبذول
فلذ به واستغث إن كنت ذا وجل
وعنك باب الرّضى والأمن مقفول
عسى لعلّ فكم لطف وكم فرج
لله فيه لدفع الهمّ تعجيل
يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي
فخوض فضلك مورود ومنهول
يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي
يا من به للهدى والخير تحصيل
يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي
أنت المرجّى وفي الحاجات مأمول
يا أحمد يا أبا الزّهراء فاطمة
ويا عليّ لديه السّيف مصقول
ويا حسين من السبطين يا حسن
من استغاث بكم فالخير محصول
أهل الكساء ويا من ضمّهم شرف
مع الرسول وإكرام وتأهيل
الطّيبين الثّنا والطاهرين به
وفي فضائلهم ما شئتم قولوا
يا آل طه وياسين المحبّ لكم
في جنة الخلد لا يلويه تبديل
يكفيكم شرف بين الأنام إذا
ما كان فخر به للمرء تفضيل
أن طّهر الله بيتاً جئتموه كما
قد أذهب الرّجس عنكم فهو مفصول
وزادكم ربّكم فخراً بثانية
فيها من الفضل إجمال وتفصيل
من لا يصلّي عليكم فهي باطلة
صلاته وهو محروم ومخمول
يا آل بيت رسول الله يا شرف
قلبي على حبّكم والله مجبول
فهل لصبّ محبّ نجدة بكم
فقلبه بسهام البين متبول
وقد امرنا بإكثار الصلاة على
محمد فيهما والفضل مأمول
فمن يصلّي على المختار واحدة
تأتيه عشر من المولى وتنفيل
اعزاءنا قرأنا لكم في هذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار ابياتاً من لامية في مدح أهل الكساء (عليهم السّلام) للأديب الموصلي شعبان بن محمد القرشي المتوفّى في القاهرة سنة ۸۲۸ للهجرة.