البث المباشر

في طاعة الائمة المنصوبين من الله عزوجل

الأربعاء 20 نوفمبر 2019 - 14:42 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- منا أهل البيت: الحلقة 21

السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته، بفضل الله وتوفيقه نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نستنير فيها بالنصوص الشريفة التي تهدينا الى واحدة من أهم الوسائل التي تجعل الإنسان من آل محمد – صلى الله عليه وآله – إنها وسيلة الطاعة والولاء لأئمة الحق المنصوبين من الله عزوجل والإنتصار لهم والتفاعل الوجداني الصادق مع مظلوميتهم.
وقد هدتنا الى هذه الوسيلة كثير من النصوص الشريفة نستهدي ببعضها في هذا اللقاء فنبدأ بالحديث القدسي الذي رواه الحافظ الخزاز من أعلام القرن الهجري الرابع في كتابه القيم (كفاية الأثر في الأئمة الإثني عشر) بسنده المتصل عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: لأعذبن كل رعية دانت بطاعة إمام ليس مني وإن كانت الرعية في نفسها برة، ولأرحمن كل رعية دانت بإمام عادل مني وإن كانت الرعية في نفسها غير برة ولا تقية – يعني أن برها وتقواها من ولائها للإمام الحق، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "يا علي أنت الإمام والخليفة من بعدي، حربك حربي وسلمك سلمي وأنت أبو سبطي وزوج ابنتي، من ذريتك الأئمة المطهرون، فأنا سيد الأنبياء وأنت سيد الأوصياء وأنا وأنت من شجرة واحدة.
يا علي نحن خير خليقة الله على بسيط الأرض وخير من الملائكة المقربين، وكيف لا نكون خيراً منهم وقد سبقناهم الى معرفة الله وتوحيده، فبنا عرفوا الله وبنا عبدوا الله وبنا اهتدوا السبيل الى معرفة الله.
يا علي أنت مني وأنا منك، وأنت أخي ووزيري، فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور القوم
".
مستمعينا الأفاضل، وقد صرح بهذه الوسيلة سيدنا الصادق الأمين – صلى الله عليه وآله – في أحاديث كثيرة مروية في المصادر المعتبرة عند مختلف الفرق الإسلامية فيما يرتبط بسائر أوصيائه الإثني عشر، فمثلاً نقرأ المقطع التالي المرتبط بالإمام الحسن المجتبى – عليه السلام – من حديث طويل مروي في كتاب (بشارة المصطفى) وغيره، قال – صلى الله عليه وآله – فيه: "أما الحسن فإنه إبني وولدي وقرة عيني، وهو أحد سيدي شباب أهل الجنة، وحجة الله – تعالى – على الأمة، أمره أمري وقوله قولي، من تبعه فهو مني ومن عصاه فإنه ليس مني، وإني لما نظرت إليه ذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي، فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلماً وعدواناً، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته، ويبكيه كل شيء حتى الطير في جو السماء والحيتان في جوف الماء، فمن بكى عليه لم تعم عينه أبداً يوم تعمى العيون، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، ومن زاره في بقعته ثبت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام".
ويتضح من هذا الحديث الشريف أن التفاعل الوجداني مع مظلومية أهل البيت المحمدي والإنتصار لهم بمختلف الأساليب من أهم وسائل الصيرورة منهم – عليهم السلام – وهذا ما تؤكده أحاديث أخرى كثيرة منها ما روي في كتاب (كامل الزيارات) عن مسمع بن عبد الملك البصري قال: قال لي أبوعبدالله الإمام الصادق – عليه السلام -: يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين – عليه السلام – قلت: لا أنا رجل مشهور عند أهل البصرة، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة وعدونا كثير من أهل القبائل من النصاب وغيرهم، ولست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي.. قال لي: أفما تذكر ما صنع به، قلت: نعم، قال: فتجزع، قلت: اي والله واستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك علي فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي، قال: رحم الله دمعتك، أما انك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا آمنا، أما انك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة أفضل، وملك الموت أرق عليك وأشد رحمة من الأم الشفيقة على ولدها".
وأخيراً نقرأ في كتاب الأمالي للشيخ الصدوق – رضوان الله عليه – قوله:
قال الرضا – عليه السلام -: (من تذكر مصابنا وبكى ارتكب كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكى العيون، ومن جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".
وبهذا نأتي أحباءنا الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (منا أهل البيت) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة