سلام من الله عليكم إخوتنا وأخواتنا، تقبل الله أعمالكم وطاعاتكم وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج الذي خصصناه للتعرف للوسائل الموصلة لكرامة الإنتماء الصادق لأهل بيت النبوة المحمدية والفوز بشرف الصيرورة منهم عليهم السلام.
ومن هذه الوسائل مستمعينا الأفاضل العمل بسنن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – في جميع شؤون الحياة والتحلي بعلامات الإيمان والولاء الصادق، وهذا ما نتناوله بعون الله في لقاء اليوم، فتابعونا مشكورين.
مستمعينا الأطائب، نبدأ بما رواه القاضي النعمان المغربي في كتاب (دعائم الإسلام) عن الإمام الحسين سيد الشهداء – صلوات الله عليه – حيث ذكر بعض ما أوصاه به جده المصطفى – صلى الله عليه وآله – من سننه الكريمة في مختلف شؤون الحياة اليومية كآداب النوم والأكل والإحسان الى الجيران وغير ذلك الى أن قال – صلى الله عليه وآله -: "وتختم بالياقوت والعقيق، فإنه ميمون مبارك، فكلما نظر الرجل فيه الى وجهه يزيد نورا، والصلاة فيه سبعون صلاة، وتختم في يمينك فإنها من سنتي وسنن المرسلين، ومن رغب عن سنتي فليس مني، ولا تختم في الشمال ولا بغير الياقوت والعقيق".
والصلاة هي عمود الدين، أعزءانا المستمعين، لذلك كانت المحافظة عليها بفرائضها ونوافلها من أهم السنن المحمدية التي تبلغ بالمؤمن مراتب الإنتماء الصادق لأهل بيت النبوة – عليهم السلام – ولذلك تأكدت وصاياهم – عليهم السلام – بها.
نقرأ في كتاب (دعائم الإسلام) أيضاً المقطع التالي من الوصية التي كتبها الوصي المرتضى الإمام علي أمير المؤمنين قبيل إستشهاده وبعد الضربة الغادرة التي أصابته، فقال – صلوات الله عليه -: (عليكم بالمحافظة على أوقات الصلاة، فليس مني من ضيع الصلاة، وأوصيكم بصلاة الزوال فإنها صلاة الأوابين، وأوصيكم بأربع ركعات بعد صلاة المغرب فلا تتركوهن، وإن خفتم عدوا، وأوصيكم بقيام الليل من أوله الى آخره، فإن غلب عليكم النوم ففي آخره، ومن منع بمرض فإن الله يعذر بالعذر. وليس مني ولا من شيعتي من ضيع الوتر أو مطل بركعتي الفجر، ولا يرد على رسول الله – صلى الله عليه وآله – من أكل مالاً حراماً، لا والله ولا والله ولا والله، ولا يشرب من حوضه ولا تناله شفاعته لا والله، ولا من أدمن شيئاً من هذه الأشربة المسكرة، ولا من لم يعرف حقي ولا حق أهل بيتي، وهي أوجبهن لا والله، ولا يرد عليه من اتبع هواه، ولا من شبع وجاره المؤمن جائع، ولا يرد عليه من لم يكن قواماً لله بالقسط.
أيها الإخوة والأخوات، ونقرأ في كتاب (مصباح الفقيه) الحديث الصادقي التالي الذي يبين أمهات علامات المؤمنين... قال آية الله الشيخ رضا الهمداني – قدس سره الشريف -: "عن كتاب أعلام الدين للديلمي عن كتاب الحسين بن سعيد الأهوازي في الزهد بسنده عن صفوان باسناده عن أبي عبدالله الإمام الصادق عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة يقبل قوم على نجائب من نور ينادون بأعلى أصواتهم الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا أرضه نتبوء من الجنة حيث نشاء، فيقول الخلائق هذه زمرة الأنبياء عليهم السلام، فإذا النداء من قبل الله عزوجل هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام فهم صفوتي من عبادي، وخيرتي من بريتي، فيقول الخلائق: إلهنا وسيدنا بم نالوا هذه الدرجة فإذا النداء من الله تعالى [يقول]: بتختمهم باليمين وصلاتهم إحدى وخمسين وإطعامهم المسكين وتعفيرهم الجبين وجهرهم في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم".
كما نقل الفقيه الهمداني – رضوان الله عليه – الحديث المشهور الذي رواه الشيخ الطوسي - رضوان الله عليه - في كتاب مصباح المتهجد عن مولانا الإمام الحسن الزكي العسكري – صلوات الله عليه – قال: "علائم المؤمن خمس: صلاة الإحدى والخمسين وزيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم".
وفقنا الله وإياكم مستمعينا الأطائب للمزيد من العمل بالسنن المحمدية والتحلي بعلامات الإيمان وهي من أبرز الوسائل الموصلة لشرف الصيرورة من أهل بيت سيد المرسلين – صلى الله عليه وآله الطاهرين – اللهم آمين.
شكراً لكم على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (منا أهل البيت) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعاية سالمين.