البث المباشر

في الإستغناء بالقرآن والعترة

الأربعاء 20 نوفمبر 2019 - 14:22 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- منا أهل البيت: الحلقة 16

سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات..
على بركة الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نستضيء فيها بطائفة من الأحاديث الشريفة تهدينا إلى وسيلة أخرى من وسائل الفوز بكرامة صدق الإنتماء لسيدنا وحبيبنا أبي القاسم محمد وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين؛ والوسيلة التي نتناولها اليوم هي: الإستغناء بالله عزوجل عبر الإستغناء بالقرآن الكريم والعترة المحمدية الطاهرة، تابعونا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل، روي في عدة من مصادرنا الحديثية المعتبرة مثل كتاب (معاني الأخبار) للشيخ الصدوق وغيره عن رسول الله -صلى الله عليه وآله – أنه قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" أي يستغني به عن أي هدى وشفاء غيره، كما يبين لنا ذلك العلامة الفقيه والأديب الشريف الرضي حيث يقول – رضوان الله عليه – في كتابه القيم (المجازات النبوية): "أما قوله عليه الصلاة والسلام: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" فإنما أراد عليه الصلاة والسلام: ليس منا من لم يستغن بالقرآن عما سواه، وتغنى ها هنا بمعنى استغنى، وهو تفعل من الإستغناء لا من الغناء.
ويؤكد ذلك الحديث الآخر وهو قوله عليه الصلاة والسلام: "من قرأ القرآن فرأى أن أحداً أعطي أفضل مما أعطى فقد عظم صغيرا وصغر عظيما" ولو كان المراد بالتغني في هذا الخبر ترجيع الصوت بالقرآن لكان من لم يقصد هذه الطريقة في تلاوته، ويعتمدها في صلاته، داخلاً تحت الذم، ومقارفا للذنب، لأنه عليه الصلاة والسلام قال: ليس منا من لم يتغن بالقرآن، فبان أن المراد به الإستغناء لا الغناء".
أيها الأطائب، وكمال الإستغناء بالقرآن الكريم إنما يتحقق بمعرفة عدله والثقل الثاني والإستغناء به عن غيره ممن يدعي معرفة علم القرآن، وهذا الثقل هم أئمة العترة النبوية الطاهرة كما صرح بذلك النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – في حديث الثقلين المتواتر؛ وهذا المعنى يبينه لنا بتفصيل جامع وبليغ شبيه المصطفى باقر علوم النبيين الإمام محمد الباقر – صلوات الله عليه – في المروي عنه في عدة من المصادر المعتبرة مثل بصائر الدرجات وغيره ونقله الفقيه الشافعي (الحموي) في كتابه (فرائد السمطين)، وجاء فيه قول الإمام الباقر عليه السلام:
"نحن جنب الله ونحن صفوته ونحن خيرته ونحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن أمناء الله ونحن حجة الله ونحن أركان الإيمان ونحن دعائم الإسلام ونحن من رحمة الله على خلقه ونحن الذين بنا يفتح الله وبنا يختم ونحن أئمة الهدى ونحن مصابيح الدجى ونحن منار الهدى ونحن السابقون ونحن الآخرون ونحن العلم المرفوع للخلق من تمسك بنا لحق ومن تخلف عنا غرق ونحن قادة الغر المحجلين ونحن خيرة الله ونحن الطريق وصراط الله المستقيم الى الله ونحن من نعمة الله على خلقه ونحن المنهاج ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة ونحن الذين إلينا مختلف الملائكة ونحن السراج لمن استضاء بنا ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ونحن الهداة الى الجنة ونحن عز الإسلام ونحن الجسور القناطر من مضى عليها سبق ومن تخلف عنها محق ونحن السنام الأعظم ونحن الذين بنا نزل الرحمة وبنا تسقون الغيث ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا ونصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا".
وبهذا ننهي أيها الأكارم حلقة اليوم من برنامجكم (منا أهل البيت) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم وفي أمان ا
لله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة