السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته، أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج نتأمل فيه بتسديد الله عزوجل في طائفة من الأحاديث الشريفة التي تعرفنا بوسيلة أخرى من الوسائل المباركة للفوز بكرامة الإنتماء لأهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – وتمتاز هذه الوسيلة يكون عدم الأخذ بها سبباً للحرمان من الإنتماء لرسول الله – صلى الله عليه وآله – فضلاً عن الإنتماء لأهل بيته الطاهرين، تابعونا على بركة الله.
أيها الإخوة والأخوات، يهدينا حبيبنا وسيدنا الهادي المختار – صلوات الله ربي عليه وآله الأطهار – الى هذه الوسيلة المباركة بشقيها الإيجابي والسلبي ضمن حديث مبارك مروي في عدة من المصادر المعتبرة مثل كتاب المحاسن والكافي وبصائر الدرجات وغيرها بأسانيدها عن أبي جعفر الإمام الباقر – عليه السلام – قال: لما أنزلت – آية – "يوم ندعو كل أناس بإمامهم" قال المسلمون: يا رسول الله! إمام الناس كلهم أجمعين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا رسول الله الى الناس أجمعين ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي من الله، يقومون في الناس فيكذبونهم ويظلمونهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم، ألا فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني، ألا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه بريء.
مستمعينا الأفاضل، ومن مصاديق هذه الوسيلة المباركة في الفوز بكرامة صدق الإنتماء لرسول الله – صلى الله عليه وآله – وأهل بيته الطاهرين – عليهم السلام – الإحسان لمن والاهم ومعاداة من عادى أولياءهم وشيعتهم، وهذا ما يصرح به مولانا أميرالمؤمنين في الوصية التي كتبها للمسلمين بعد ضربة ابن مجلم الغادرة، وقد رواها القاضي النعمان المغربي في كتابه (دعائم الإسلام)، قال – عليه السلام – في جانب من هذه الوصية الخالدة: (أوصيكم بالنصيحة لله عزوجل، وكيف لا تنصح لمن أخرجك من أصلاب أهل الشرك وأنقذك من جحود أهل الشك فأعبده رغبة ورهبة وما ذاك عنده بضائع. وأوصيكم بالنصيحة للرسول الهادي محمد – صلى الله عليه وآله – ومن النصيحة له أن تؤدوا إليه أجره، قال الله عزوجل: "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" ومن وفي محمداً أجره بمودة قرابته، فقد أدى الأمانة، ومن لم يؤدها كان خصمه، ومن كان خصمه خصمه ومن خصمه فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير، يا أيها الناس إنه لا يحب محمد إلا لله، ولا يحب آل محمد إلا لمحمد ومن شاء فليقلل ومن شاء فليكثر، وأوصيكم بمحبتنا والإحسان الى شيعتنا فمن لم يفعل فليس منا، وأوصيكم بأصحاب محمد الذين لم يحدثوا حدثنا ولو يؤووا محدثا، ولم يمنعوا حقاً، فإن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قد أوصانا بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم.
مستمعينا الأكارم، ونقرأ في كتاب صفات الشيعة للشيخ الصدوق ما رواه عن الإمام الرضا – عليه السلام – من بيان لهذه الوسيلة في كلا طرفيها أي الإحسان لشيعة أولياء الله والبراءة من أعدائهم وأشياعهم، فقد روى الصدوق – رحمه الله – بسنده عن عبيد بن فضال قال سمعت الرضا (ع) يقول: من واصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلاً أو مدح لنا عايباً أو أكرم لنا مخالفاً فليس منا ولسنا منه.
عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن الرضا (ع) أنه قال: من والى أعداء الله فقد عادى أولياءه ومن عادى أولياء الله فقد عادى الله تبارك وتعالى، وحق على الله عزوجل أن يدخله في نار جهنم.
ونخلص مما تقدم أعزاءنا الى أن من الوسائل المهمة للفوز بكرامة الصيرورة من آل محمد – صلى الله عليه وآله – الإلتزام بتصديقهم والإحسان لمحبيهم والملتزمين بولايتهم والبراءة من أعدائهم وأشياعهم، وفقنا الله لذلك بلطفه وكرمه إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
وبهذا نختم أيها الأكارم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران لقاء اليوم من برنامج (منا أهل البيت) شكراً لكم وفي أمان الله.