نص الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الولد سيد سبع سنين، وخادم سبع سنين، ووزير سبع سنين".
دلالة الحديث
هذا النص: تربوي يتعلق بتربية الاطفال اذا بلغوا سبع سنين، واذا قطعوا سبع سنين اخرى، واذا قطعوا سبع سنين، اي: 21 سنة. ويعنينا منه: البعد البلاغي حيث يجسد مجموعة صور تمثيلية تتعلق بمرحلة الطفولة الاولى، والطفولة الثانية، والمراهقة، اي: ما يرتبط بنمط التربية في مراحلها الثلاثة، والان الى ملاحظة الصور البلاغية. ولنقف عند المرحلة الاولى، حيث نقرأ عبارة: "الولد سيد سبع سنين"، ترى ماذا نستلهم من العبارة التمثيلية؟.
(السيد) هو الآمر والناهي بالنسبة الى العبد الذي يخضع لاوامر السيد وهذا يعني: ان الطفل في سنواته السبع الاولى لا يخضع للتربية الجادة بقدر ما يخضع للعب، حيث وردت النصوص الشرعية الآمرة بعدم اخضاعه للتربية الجادة بل يترك للعب، وهذه التوصية رد على ما تذهب به بعض الاتجاهات النفسية الى ان هذه المرحلة تخضع للتربية وانها تحسم مستقبل الشخصية، وهو أمر مغلوط مادام الشارع يجعل السبع سنوات للعب وليس للتربية، والنكتة البلاغية هنا: ان الطفل يأمر وينهى وهو رمز (اي: السيد) للعب وليس للتربية.
العبارة الثانية تقول (خادم سبع سنين) اي: من السنة 7-14، وهي الطفولة الثانية، حيث تعتبر الاساس في التربية عبر التصور الاسلامي، كما يطلق عليها مرحلة (الابتدائية)، بحيث يتحدد مستقبل الشخصية على نمط تربيتها في مرحلة (7-14).
بلاغة الحديث
والنكتة البلاغية هي: ان (الخادم) يتلقى الاوامر، بمعنى ان التربية الجادة هي في هذه المرحلة، حيث ان الطفل فيها خادم او عبد بينما كان في المرحلة الاولى سيد.
واما العبارة الثالثة (وزير سبع سنين) فترمز الى مرحلة (المراهقة) وهي من 14-21، حيث اطلق النبي (ص) مصطلح او رمز (الوزير) على هذه المرحلة، بصفة ان (الوزير) له استقلاليته من جانب، وله تبعيته للملك او رئيس الوزراء من جانب آخر، وكذلك المراهق، فالمراهق وقد بلغ سن الرشد يجد نفسه قد استقل عن اسرته، ولكنه في نفس الوقت يجد نفسه امتداداً لمرحلته الطفلية السابقة، ولذلك نجد اخطار المراهق مترجرجة مضطربة متأرجحة تذهب يميناً وشمالاً ولا استقرار لها حتى تستقر في الحادية والعشرين.
اذن: اتضح لنا ما رمز به النبي (ص) من عبارات (السيد) و(الخادم) و(الوزير) وهي عبارات رمزية في غاية الجمالية والدقة كيف لا والنبي (ص) هو افصح العرب كما ورد بذلك النص.
ختاماً نلفت نظر المعنيين بشؤون التربية الى اهمية هذا النص التربوي الذي صيغ بلغة جمالية بالنحو الذي اوضحناه، سائلين الله تعالى ان يوفقنا الى ذلك، والى ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.