نص الحديث
قال الامام الباقر عليه السلام: "من علّم باب هدى فله مثل اجر من عمل به".
دلالة الحديث
الحديث المتقدم من الوضوح بمكان من حيث الدلالة، ولكنه يحتاج الى التوضيح من حيث البلاغة، انه دلالياً يشير الى ان من علم انسانا عمل خير فله ثواب العامل به اي: الانسان المشار اليه، ولكن كما اشرنا نحتاج الى القاء الاضاءة عليه بلاغياً، وهذا مانبدأ به الآن.
بلاغة الحديث
ان النكتة البلاغية في الحديث المتقدم هي: الاستعارة القائلة (باب هدى)، اي: الاستعارة التي خلعت طابع (الباب) على (الهدى) فجعلت للهدى بابا، ترى: ما هي الخصائص الفنية او الجمالية او البلاغية لهذه الاستعارة. مما لاترديد فيه ان استخدام المعصومين عليهم السلام لعبارة ( الباب)، تنطوي على معطي بلاغي بالغ الدلالة، فمثلاً نجد ان النبي (ص) يقول "انا مدينة العلم وعلي بابها"، حيث جعل للعلم بابا من حيث الدخول الى المدينة، هذا يعني: ان للباب سمة خاصة، والسؤال: ما هي السمة في ذلك؟.
بغض النظر عن وجود الفارق بين حديثي المصطفى (ص) والامام الباقر (ع)، حيث استخدم النبي (ص) استعارة المدينة وبابها، بينما استعار الامام الباقر (ع): (الباب) وحيث تحدث النبي (ص) عن (العلم) ويقصد به مطلق ما علمه الله تعالى للنبي، وعلمه (ص) لعلي (ع)، وحيث تحدث الامام الباقر (ع) عن ( الهدى)، الا ان النتيجة واحدة من حيث الدلالة ومن حيث البلاغة، اذن: الحديث هو عن (الباب) ورمزها الفني، فماذا نستخلص او نستلهم من هذا الرمز؟.
ان البيت او الدار أو مطلق الوحدة السكنية، تكتسب دلالتها الخاصة بمأوى يركن اليه الشخص، اي: الاستراحة فيه، والدخول الى البيت لايتم الا من خلال الباب، والا لايتحقق الهدف وهو: الراحة فاذا رمزنا للعلم او الهدى بما يحقق (الهدف) للشخصية الاسلامية التي عهد تعالى اليها ممارسة وظيفتها العبادية التي خلق الله تعالى الانسان من اجلها، حينئذ ندرك أهمية (الهدف) الرئيس للانسان وهو: معرفة وظيفته العبادية، حيث لاتتحقق الا من خلال (التعلم) فاذا علم هذا الشخص او ذاك مباديء الشريعة او العبادة، حينئذ يكون المعلم قد اكتسب ثواب من عمل بارشاده أو علمه، ويكون الرمز (الباب): هو الوسيلة الى دخول الشخصية الى ساحة العلم، كما هو واضح.
ختاماً نسأله تعالى ان يوفقنا الى هداه، وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.