نص الحديث
هذا الحديث يحتوي على (تناص) أو (تضمين) أو أقتباس من الحديث المعروف اسلاميا الا وهو "أن الحسنة بعشرة اضعاف والسيئة بواحدة"
دلالة الحديث
وبكلمة اخرى: ان من يعمل الحسنة يضاعفها تعالى له عشرة اضعاف، بينما السيئة لاتقابل الا بواحدة، ومن الواضح ان الحديث الذاهب الى هذه الظاهرة، اي الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة، يعد من المحيطات التي يغمرنا بها تعالى تشويقا الى ممارسة الحسنات وتنفيرا من ممارسة السيئات، ولكن يعنينا الان من الحديث هو بلاغته المتمثلة في كونه فنيا قد اعتمد على احدى الصور البلاغية وهي: الصورة التضمينية، اي: الصورة التي تعتمد احد النصوص في صياغتها، بمعنى صياغة الحديث المقتبس وفق منحى اخر من الصياغة يأخذ بمضمونه في سياق خاص يستهدف صاحب الصياغة توصيل دلالة من الدلالات الى القاريء، والان مع ما هي السمة الفنية للحديث المذكور؟.
السمة الفنية تتمثل كما اشرنا في التناص أو التضمين، بيد ان المهم هو التضمين الطريف للحديث المشهور من ان الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة، حيث صيغ وفقا عبارة تتضمن الرمز للحديث؛ وهو رمزان: العشرات، والآحاد، حيث يرمز مصطلح (آحاده) الى السيئة، ويرمز مصطلح (عشراته) الى الحسنة، وهذا يعني اننا امام صياغة بلاغية مزدوجة، احد الاطراف هو: التضمين الى رمز كما لاحظنا، وهو العشرات والاحاد.
بلاغة الحديث
اذن نحن الان امام حديث فني ملفت لنظر الملاحظ، حيث يجعله دلاليا او نفسيا ينفعل بهذه الصياغة ويتداعى بذهنه الي حسرة الشخصية التي تتراخى في سلوكها بحيث تغفل عن الحسنة المضاعفة، وتتجه الى السيئة وهذا هو منتهى غفلة الانسان. ولكننا نتوسل بالله تعالى ان ينتشلنا من السيئة ويوفقنا الى الحسنة، اي الطاعة، انه سميع مجيب.