أهلاً بكم في حلقة أخري من هذا البرنامج نفتتحها بالاشارة الي أن الأحاديث النبوية الشريفة حرصت وطلبا لخير المسلمين والناس عموما علي بيان أهمية وبركات التمسك الصادق بولاية العترة المحمدية الطاهرة من جهة والبراءة من أعدائهم من جهة ثانية فلنتدبر معاً في الاحاديث الشريفة التالية التي روتها كثير من مصادر الحديث المعتبرة:
قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): من أحب ان يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب وورثته الطاهرين، أئمة الهدي ومصابيح الدجي من بعدي، فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدي الي باب الضلالة وقال (صلي الله عليه وآله): من أراد أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي غرسها الله ربي بيده فليتول علي بن أبي طالب، وليتول وليه، وليعاد عدوه، وليسلم للأوصياء من بعده، فإنهم عترتي من لحمي ودمي، أعطاهم الله فهمي وعلمي.
الي الله أشكو أمر المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي لاأنالهم الله شفاعتي وقال (صلي الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): من سره أن يلقي الله عزوجل آمنا مطهراً لا يحزنه الفزع الأكبر فليتولك، وليتول بنيك الحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسي بن جعفر، وعلي بن موسي، ومحمداً، وعلياً، والحسن، ثم المهدي وهو خاتمهم وأخيراً.
قال (صلي الله عليه وآله):- في الائمة (عليهم السلام -: يابن عباس، ولايتهم ولايتي وولايتي ولاية الله، وحربهم حربي وحربي حرب الله وسلمهم سلمي وسلمي سلم الله.
إن اختير ولاية محمد وآله وإتباعهم عليهم جميعاً صلوات ربي، هو في الواقع إختيار للدين الذي أحبه الله عزوجل وارتضاه لعباده، لاحظوا الأحاديث التالية:
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: آل محمد (عليهم السلام) هم حبل الله الذي أمرنا بالاعتصام به، فقال: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ».
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ما يمنعكم إذا كلمكم الناس أن تقولوا لهم: ذهبنا من حيث ذهب الله، واخترنا من حيث اختار الله. إن الله سبحانه اختار محمداً (صلي الله عليه وآله) واختار لنا آل محمد، فنحن متمسكون بالخيرة من الله عزوجل وقال (عليه السلام): كذب من زعم أنه يعرفنا وهو متمسك بعروة غيرنا وروي عن العبد الصالح يونس بن عبد الرحمن قال:
قلت لأبي الحسن الأول (يعني الإمام الكاظم عليه السلام): بم أوحد الله؟
فقال: يا يونس، لا تكونن مبتدعاً، من نظر برأيه هلك، ومن ترك أهل بيت نبيه (صلي الله عليه وآله) ضل، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر وقال الإمام الكاظم (عليه السلام) في كتاب لأحد أصحابه كتبه قبيل إستشهاده: إن أول ما أنعي إليك نفسي في ليالي هذه، غير جازع ولا نادم، ولا شاك فيما هو كائن مما قضي الله وحتم، فاستمسك بعروة الدين آل محمد صلوات الله عليه وعليهم، والعروة الوثقي الوصي بعد الوصي، والمسالمة والرضا بما قالوا.
نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج مصابيح الهدي روايتين عن الكرم العلوي في الأولي إشارات لخلق العترة المحمدية في تحرير العبيد وإكرام الإنسان، فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام) - عند ذكر علي (عليه السلام) -: والله، لقد أعتق ألف مملوك لوجه الله عزوجل دبرت فيهم يداه أي من عائد عمله في الزراعة، وقال عبد الله بن الحسن [بن الحسن] بن علي بن أبي طالب: أعتق علي (عليه السلام) ألف أهل بيت بما مجلت يداه وعرق جبينه.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): قسم نبي الله (صلي الله عليه واله) الفئ، فأصاب علياً (عليه السلام) أرضا، فاحتفر فيها عينا فخرج ماء ينبع في السماء كهيئة عنق البعير فسماها ينبع، فجاء البشير يبشر فقال (عليه السلام): بشر الوارث هي صدقة في حجيج بيت الله وعابري سبيل الله، لا تباع ولا توهب ولا تورث، فمن باعها أو وهبها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً.
وبقي الحجاج وعابر السبيل ينتفعون سنين طويلة من بركة وماء هذه العين العلوية المباركة.
أما مسك ختام هذه الحلقة من برنامج مصابيح الهدي فهي هذه الفقرات من الوصية الجامعة التي أوصي بها مولانا الصادق (عليه السلام) حيث قال: صبّروا النفس علي البلاء في الدنيا، فإن تتابع البلاء فيها والشدة في طاعة الله وولايته وولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك الدنيا وإن طال تتابع نعيمها وزهرتها وغضارة عيشها في معصية الله وولاية من نهي الله عن ولايته وطاعته، فإن الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم الله في كتابه في قوله: «وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا» وهم الذين أمر الله بولايتهم وطاعتهم.