قبل كل شيء نحن نؤمن بأن المسلمين أمة واحدة ولا فرق بين شعب وآخر ، كما لا نؤمن بالجغرافية والحدود التي رسمتها الايادي الغربية الخبيثة طبقا لاتفاقية سايكس بيكو في 1916حيث قسمت البلاد الاسلامية الى دول تعيش مشاكل ونزاعات حدودية أسس لها منذ ذلك الوقت.
وعندما تثار مشكلة شعب ما ومطالبة بعض من يدعي أنه يمثله بالانفصال عن هذه الدولة أو تلك فهذه تتنافى مع ما نعتقده ، ولكن هذا لا يعني اننا ضد من يطالب بحقوقه الوطنية ، بل نرى المطالبة بالحقوق هو واجب مقدس ولا يلام عليه المواطن مهما قدم من تضحيات ، إلا إننا ضد الانفصال ، لأنه يعني تشضي الامة وضعفها.
ونعود الى المشكلة الكردية وبالتحديد في سوريا ونأتي الى التاريخ ليكون شاهدا على الجميع ، ففي سنة 1925 كانت نسبة الأكراد لا تتعدى 2% من مجمل سكان سورية ، وبعد الإنتفاضة التي قادها الكردي سعيد بيران في تركيا ضد حكم أتاتورك هرب 300 ألف كردي الى شمال سوريا تحديداً الى منطقة عين العرب وعفرين في الجزيرة ، واستقبلهم السوريون بكل ود ومحبة ، فارتفعت نسبة الأكراد الى 10% من إجمالي سكان سورية.
القامشلي لا يتجاوز عمرها 94 سنة ، دخلها الكرد سنة 1933 ، ولم يكن للكرد تواجد فيها نهائيا من قبل ، وهي بالأصل مدينة نصيبين السريانية ، وتحتوي عل مقابر كثيرة لهم واسمها الحقيقي بيث زالين أي بيت القصب ، وكان يعيش فيها السريان والأشوريون والأرمن بعدما هربوا من ظلم أتاتورك ، بعد ذلك لحق بهم الكرد واحتلوها ثم غيروا اسمها الى قاميش.
القامشلي ، أو مدينة نصيبين الجديدة بناها السريان سنة 1924.
عين العرب ، بناها الأرمن سنة 1892 ودخلها الكرد سنة 1921.
منبج ، أو نابيجو اسم سرياني أي النبع ، وهي مدينة سريانية عربية حثية ، وهي مسقط رأس الشاعر العربي المشهور البُحتري.
عفرين ، اسم سرياني معناه التراب ، وهي مدينة حثية قديماً ثم سريانية .
المالكية ، مدينة سريانية واسمها الحقيقي ديروني ، سكنها الآراميون قديماً .
الحسكة ، مدينة آكادية ثم سكنها الأشوريون ثم السريان ، واسمها بالسرياني نهرين .
وبصراحة ، لا أدري عن أي تاريخ يتكلم الكرد لهم في سورية ، حتى أنه لا يوجد أي أثر قديم لهم قبل القرن العشرين . هم دخلوا الى سورية حديثاً واستوطنوا مدنها الشمالية كضيوف في البداية ، ثم أصبح لديهم الجنسية السورية ، والآن يُطالبون بالانفصال واقتطاع الأراضي التي احتلوها سابقاً ، والاهم من ذالك : ان في تلك الاراضي التي يطالبون بها 90 بالمئة من ثروات سورية النفطية والغاز والمعادن الثمينة التي هي حق من حقوق الشعب السوري على كل الارض السورية ، وهم بالأصل لا يوجد لهم أي أثر تاريخي وحضاري في أي بقعة من سورية!.
مشروع الكرد يتم التخطيط له في تل أبيب ، والشعب الكردي شعب طيب ولكن قادته يتقربون للأجنبي ويتصارعوا فيما بينهم لأجل الكرسي حتى لو كان هذا الكرسي صدئاً مهترئاً ، وكل هذا على حساب مستقبل وأرواح هذا الشعب الطيب.
ونبقى مع حق الشعب الكردي بالمواطنة أينما كان فله ما لغيره من الحقوق وعليه ما على غيره من الواجبات.ولكن نقول لا للإنفصال...