من الصادقين المخلصين الاوفياء لآل البيت صلوات الله وسلامه عليهم هو العالم المقدس واحد كبار علماء دهره هو الشيخ حسن نخودكي .
لم اعثر على تاريخ ولادته، هو من تلاميذ واصدقاء المرحوم السيد مرتضى الكشميري اعلا الله مقامه صاحب الكرامات وكان على صلة قوية باحد الجهابذة بالتقوى في خراسان وهو المرحوم حافظيان اعلا الله مقامه وغير ذلك من هؤلاء على اي حال:
عن المرء لا تسأل عن قرينة
فكل قرين بالمقارن يرتدي
الشيخ حسن علي النخودكي رحمه الله كان على درجة عالية من الارتياض الروحي والمعرفي، كان عارفاً واوصلته الرياضة الروحية والزهد والتقوى الى درجة يصعب نيلها بالنسبة لعامة الناس وفي الحقيقة لدى الوصول الى هذه المراحل يتحول العبد الى مستوى المكاشفة يعني الاتصال بالعوالم الخفية، هناك كتاب بالفارسية اسمه "نشاني از بي نشانها" يعني ترجة لافراد يغيبون عن الاذهان، يذكر الكتاب في الثناياه كثيراً من كرامات هذا العبد الصالح، لا يسعني وقت البرنامج الا ان يذكر نزراً يسيراً من كراماته مثلاً وينبغي ان لا يختلط علينا المعنى فهناك كرامة وهناك معجزة، المعجزة هي للمعصوم بواجب العصمة كالنبي ائمتنا من الامام امير المؤمنين الى الامام الثاني عشر هؤلاء واجبوا العصمة وهؤلاء ما ينسب اليهم من حالات خارقة للعادة هذا يسمى معجز من قبيل انشقاق القمر لرسول الله او يضع يده على ضرع الناقة او الشاه فتعطي من اللبن اضعاف ما هو المعتاد، كذا الحال لامير المؤمنين(ع) وبقية الائمة اما بالنسبة الى المعصومين عصمة مثالية يعني عصمة بالسلوك او الاولياء او هؤلاء الذين يصلون بالطاعة والتقوى الى اعلى درجات اليقين فما يحدث لهم يسمى بالكرامة.
المهم ان الزائر للامام الرضا عليه السلام اذا دخل الى صحن الامام الرضا القديم المعروف بصحن السقاخانة يعني فيه سبيل، ماء في الوسط، سقاخانة، فأذا الانسان وقف عند السقاخانة ووجه مقابل ضريح الامام فالباب الذي خلفه باب الصحن من الجانب الايسر مقبرة هذا العالم الجليل وشيء واضح لما الانسان يقف في الصحن يرى الناس زرافات زرافات يقفون عند هذا القبر يقرأون الفاتحة وبعضهم يقرأ سورة ياسين، لماذا سورة ياسين؟ في مشهد مشهورة وفي النجف الاشرف، في النجف الاشرف كانت هذه الحالة مشهورة للمرحوم الشيخ خضر شلال ايضاً له حديثه الخاص واما في مشهد الشيخ حسن نخودكي ينذرون بعض اصحاب الحوائج، بعض الذين لديه مكروه او كربة يتوسلون الى الله عزوجل بهذا الولي فينذر لله عليه اذا قضيت حاجتي يا الله اقرأ سورة ياسين واهدي ثوابها الى روح المرحوم الشيخ حسن نخودكي ، هذا ليس توسلاً بالقبر كما يتخرص بعض الجهلة والمفلسين علمياً لا، هذا على اي حال توسل بالله ولكن الله عزوجل لأولياءه مقام عنده فالله سبحانه وتعالى محبة بوليه وقد يقضي الحاجة وقضيت حوائج الكثير منهم والا ليس من فراغ يأتي الناس هناك ويقفون، انا اشاهدهم كثيراً. طيب هذا الرجل يعني ماهو الذي اوصله الى هذا المقام؟ انظر نحن عندنا حديث قدسي "عبدي اطعني تكن مثلي" او مَثلي، الاثنين صحيح، مَثلي اضرب بك المَثل او مِثلي تقل للشيء كن فيكون طبعاً هذا من اختصاص الله لكن لما يطلب من الله، الله سبحانه وتعالى لايرد له طلباً، هذه الحالات لاتأتي من فراغ او مجاناً. يقول المعاصرون لهذا العالم الجليل انه كان من المواظبين على صلاة الليل وهو من اوائل من يدخل صحن الامام الرضا وكان يأتي عند الباب وهو مشغول بالتهجد والعبادة الى ان تنفتح الباب وهو كان يسكن قريباً من الصحن المجاور للامام الرضا عليه السلام وكان مشهوراً بخدمته لزوار الامام الرضا، تعلمون ايها الاخوة، ايتها الاخوات ان الله عزوجل لايجازي الانسان على حجم العمل وانما على مضمون العمل، كل عمل له كم وله كيف، احداً يطعم الناس صمونة، سندويشة واحداً يطعم الناس بعزيمة الف نفر، هذا يعطي اربعمئة فلس على سندويشة وذلك يصرف خمسمئة دينار، نحن لانعلم اي الحالتين هي المقبولة عند الله والمؤثرة، لانتعجب اذا كانت السندويشة هي التي تؤثر، لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى يجازي على روح العمل لاحجمه، على كيفية العمل لاعلى كميته. هذا الرجل الشيخ حسن نخودكي وصل في تهجده ونياته الصادقة ولربما له اعمال لايعلم بها احد الا الله اوصلته الى درجة من اليقين الذي اصبح يرى عوالم لانراها نحن، تساعده ارواح خيرة تمده بالمعلومات، خذ على ذلك مثلاً طالب علم في مدرسة كانت قريبة ولاتزال المدرسة موجودة وجددوا بناءها، طالب في المدرسة يسكن ويشتري من المزاد كتب، هذا الطالب كان نائماً في ايام الصيف في البلكونة، ثلاثة ايام اخذه الارق ولاينام، ثلاثة ايام بلياليها هذا الطالب لاينام واصبح يعاني من اضطراب عصبي ولم يعرف السبب في اليوم الثالث كان جالساً وعيناه مفتوحتان فرآى سوادة عبرت فنزل ورأى السيد حسن نخودكي فسلم عليه وهو لايعرفه من هو، قال له اين انت ذاهب قال انا ذاهب الى الحرم فقال له ألا ترى لي حلاً انا اكاد اجن فلي ثلاثة ايام اصابني ارق ولم انم واذا هذا العالم الجليل الشيخ حسن نخودكي تأمل قليلاً وقال له انت قبل ثلاثة ايام اشتريت كتاباً هذا اسمه فكاد الطالب ان يسقط ارضاً قال اي نعم اشتريت هذا الكتاب فقال له انت طالب علم هل انت بحاجة الى هذا الكتاب؟ قال لا والله فقال له اخرج هذا الكتاب من غرفتك وتركه وذهب الشخ حسن نخودكي ، هذا الطالب تأمل هل أصدق ام لاأصدق، خيال ام لا، جاء الى الكتاب واخرجه واعاده الى المزاد وقال له بع هذا الكتاب لي بأي ثمن كان فرجع وضع الطالب طبيعياً ونام فلما شاهد هذه الحالة اخذ ليلياً يتصدى وينتظر ليرى متى يمر هذا الشيخ فسأل عنه فقالوا له هذا عالم من الاولياء اسمه الشيخ حسن نخودكي . على كل الله عزوجل يقول للنبي "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" (سورة الحجر۹۹) العلم مفتوح للانسان وباب الايمان مفتوح للانسان وباب المعرفة مفتوحة للانسان وكل شيء له نهاية الا العلم والمعرفة وكسب المعرفة والتقرب الى الله ليس له نهاية. على اي حال ابن احد العلماء في زمانه هذا تزوج ففي ليلة زواجه وذلك اليوم المباني قديمة، ادخلوه الى غرفة الزواج واذا بعقرب يلدغه فكاد ان يموت، سم العقرب بارد قوي، صار فوضى وهذا يصرخ، الذي روى القصة الان على قيد الحياة، يقول ارسلوا رجلاً الى الشيخ حسن نخودكي ليخبره ان هذه حالة حرجة وكان الشيخ حسن يفتح باب بيته ليدخل فأخبره الرجل بالقصة والان نحن في قضية عجيبة وغريبة فأبتسم الشيخ حسن نخودكي واخذ كأس ماء وقرأ عليه دعاءاً ثم قال له اشرب هذا الماء، قال له ذلك الذي لدغه العقرب انا اشرب الماء؟ قال له اشرب ولاتستعجل، قال له لست انا المصاب، المصاب في تلك الجهة من البلد، قال اشرب الماء لاعليك فشربته، يقول انا في تلك اللحظة اشعر بالوقت يعني بحيث اصل الى العريس الملدوغ يجب ان تمر ساعة فيقول شربت الماء وجئت فلما وصلت رأيت العريس بمنتهى السلامة فسألت عنه قالوا منذ ساعة هدأ وكأنه لم يلدغ فقلت عجيب، سبحان الله. على اي حال نحن في البداية نتعجب من هذا الكلام لا هذا ليس من عملنا نحن، نحن دنستنا المعاصي، لوثتنا الاطعمة المشبوهة، هؤلاء تعاملوا مع الله بلباس خاص، بطعام خاص، بتجرد، نحن الان الاموال افسدتنا. على اي حال لم يبق من الوقت، في يوم سأله احداً كيف وصلت الى هذا المقام؟ فلخصها بثلاث اشياء انا اقولها، قال اداء الفرائض بأوقاتها ثانياً كثرة الصلاة على رسول الله والاحسان الى ذرية رسول الله، ثالثاً السعي في قضاء حوائج الناس قضيت ام لم تقضى. على اي حال، هو له كتب عديدة، توفي في مشهد عام ۱۹٤۲ ميلادي ودفن بصحن الامام الرضا، تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.