وكان أول من قدم ترجمة كاملة لمعاني القرآن باللغة الصينية؛ لذا ارتفعت مكانته لدى مسلمي الصين، واعتبره المسلمون هناك أحد الأئمة الأربعة الكبار في الصين.. فما هي قصته؟.
ولد "الشيخ إلياس وانغ جينغ تشاي" (1880-1949)، بمدينة "تيانجين" في شمال شرق الصين، لأسرة متبحرة في علوم الدين، فكان أبو وجده من علماء مسلمي الصين، وكانت أمه متعمقة في علوم الدين أيضًا.
ترجمة الكتب
درس الشيخ إلياس تشاي، العلوم الإسلامية في الصين، وتخرج عام 1905م، وعمل إماماً، وخلال مشواره الدعوي استشعر الشيخ أهمية توفير الكتاب الديني لمسلمي الصين؛ لذا ركز جل اهتمامه على ترجمة الكتب الدينية إلى اللغة الصينية.
سفره لطلب العلم
وحرص الشيخ والداعية والمترجم إلياس تشاي، على مقابلة العلماء في دول العالم الإسلامي والعربي والنيل من علومهم؛ لذا ارتحل لطلب العلم في عام 1922م، وهو في العقد الخامس من عمره، فزار مصر والتحق بجامعة الأزهر، ثم زار مكة المكرمة وأدى فريضة الحج، ثم زار تركيا، وفي عام 1924 عاد للصين حاملًا معه 600 كتاب.
وبعد عودته للصين؛ انكب الشيخ على ترجمة الكتب، وأمضى فيها قرابة 40 سنة، فترجم خلالها : "المعجم العربي الصيني"، "الإسلام والنصارى"، "القاموس العصري – عربي صيني".
وقد ظل هذا القاموس هو المرجع الوحيد باللغتين العربية والصينية لمدة 30 سنة، حتى ظهر لاحقاً معجم العربية الصينية للأستاذ محمد مكين.
عشرون عاماً
تعد أكبر وأعظم إسهامات الشيخ العلمية في إصدار أول ترجمة كاملة لمعاني القرآن الكريم باللغة الصينية، والتي أنجزها في نحو 20 سنة، وصدر منها ثلاث طبعات، الأولى كانت في بكين عام 1932م، والثانية في ينتشوان عام 1942م، والثالثة في شانغهاي عام 1946م.
ورغم صعوبة الأوضاع وقتها بسبب حرب المقاومة ضد اليابان، إلا أن الشيخ وانغ كان حريصاً على تدقيق كل معنى وكل كلمة وكان حرصه الأكبر أن ينجز هذه الترجمة مهما كلفه الأمر.
أهمية الترجمة
وترجع أهمية ترجمة معاني القرآن الكريم للشيخ وانغ كونها أول ترجمة كاملة للغة الصينية، فكل ما سبقها كانت ترجمات لبعض سور القرآن فقط.
ولقد نذر الشيخ إلياس وانغ جينغ تشاي حياته لخدمة الإسلام والمسلمين؛ لذا فإن له مكانة عالية عند مسلمي الصين، واعتبره المسلمون هناك أحد الأئمة الأربعة الكبار في الصين.