البث المباشر

شدة إهتمام الدعاء بتأكيد البيعة للامام المهدي(عج) بمختلف صورها

السبت 5 أكتوبر 2019 - 09:20 بتوقيت طهران
شدة إهتمام الدعاء بتأكيد البيعة للامام المهدي(عج) بمختلف صورها

اذاعة طهران – عهد الصادقين : الحلقة : 14

 

نحن الآن مع دعاء العهد وهو الدعاء الذي يتلى كل صباح ‏‎‎‏(لا اقل اربعين صباحاً)‏‎‎‏ لتعجيل ظهور ‏الامام المهدي عليه السلام امام العصر، من حيث الندب لشخصيته، والانضمام الى ‏موكبه ونصرته.. وقد حدثناك في لقاء سابق عن الموضوع الاول منه وهو قول ‏الامام الصادق عليه السلام في دعائه الذي انشأه لنتلوه - نحن القراء للادعية - على ‏النحو الآتي: ‏‎‎‏(اللهم اني اجدد له‎‎‏ - اي ‏لشخصية العصر الامام المهدي عليه السلام- ‏‎‎في ‏صبيحة يومي هذا وما عشت من ايامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا احول ‏عنها ولا ازول ابداً...)‏‎‎‏.‏
لقد حدثناك مفصلاً عن معنى العهد والعقد والبيعة في هذه الفقرة من الدعاء، وقلنا: ‏انها مستويات ومراحل من تصميم وعزم وعواطف قارئ الدعاء: لنصرة الامام ‏عليه السلام وهي تبدأ من العزم على نصرته عليه السلام بحيث يتعاهد مع نفسه ‏على انجاز ذلك، ثم يوثق ذلك من خلال ابرامه عقداً مع الامام عليه السلام على ‏ذلك، ثم يؤكده من خلال البيعة التي تعني: اعطاءه الميثاق على تحقيق ذلك.. كلّ ‏هذا حدثناك عنه سابقاً.. اما الآن فسنحدثك عن هذه الفقرة ايضاً ولكن من خلال ‏القائنا الانارة على ما ورد فيها من تأكيد البيعة (وهي اعلى مستويات الميثاق او ‏العهد): كالذهاب على ان هذه البيعة هي في عنق قارئ الدعاء، وان قارئ الدعاء ‏المذكور لن يحول ولن يزول عن البيعة المذكورة.. والسؤال المهم الآن هو: لماذا ‏هذا التركيز على البيعة بحيث يجعلها قارئ الدعاء في رقبته؟ ثم لماذا التركيز على ‏انه لايحول ولا يزول عنها؟ هذه الاسئلة لها اهميتها، ولذلك نطرحها، ونحاول ‏الاجابة عنها..‏
اننا نتساءل اولاً قائلين: لماذا هذه العبارة الاستعارية التي تشير الى ان قارئ الدعاء ‏جعل بيعته للامام المهدي عليه السلام في عنق؟.. واضح، ان العنق هو العضو ‏الفاصل لرأس الشخصية عن سائر جسدها، وهو العضو الذي تتحقق من خلاله ‏عمليات الاماتة، وهو العضو الذي تقاد الشخصية بواسطته الى حيث يراد لها، اي: ‏وضع القيد في عنقها.. ومع هذه الوظائف المتنوعة او السمات المتنوعة للعنق، ‏حينئذ: فانها تبقى (رمزاً) او لنقل: يبقى العنق رمزاً لتحمل مسؤولية ما ينطق به ‏قارئ الدعاء من كلام يستهدف من خلاله من يؤكد تعيينه وقناعته بنصرة الامام ‏المهدي.. وهذا فيما يتصل برمز (العنق) وما يتضمنه من الدلالة.. ولكن: ماذا ‏بالنسبة الى العبارة القائلة ‏‎‎‏ (لا احول عنها ولا ‏ازول)‏‎‎‏ اي: عن البيعة التي بايع بها قارئ الدعاء امام العصر عليه ‏السلام بنصرته..؟
من الحقائق التاريخية المعروفة ان كثيراً من الشخصيات التي بايعت من يستحق ‏البيعة: تخلت عن ذلك لمصلحة ذاتية: ولعل شخصيات تاريخية معروفة قد ذكرها ‏المؤرخون بانها بايعت الامام علياً عليه السلام مثلاً، ولكنها تمردت فيما بعد.. وهذا ‏يعني: ان المبايع من الممكن - اذا كان ذا شخصية منحرفة او ذات ضعف عقائدي، ‏او نفسي الخ - من الممكن ان ينسلخ من كلامه،.. ولذلك فان قارئ الدعاء يستهدف ‏الاشارة الى ان بيعته للامام المهدي تتسم بالاحكام والالزام اللذين لاسبيل الى تصور ‏خلافهما،.. وهذا ما عبرت عنه الفقرة القائلة عن البيعة ‏‎‎‏ ‏‏(لا احول عنها ولا ازول)‏‎‎، حيث نجد هنا عبارتين تأكيدتين هما ‏‏(لااحول) و(لاازول) عن البيعة المذكورة هنا قد تسأل قائلا: ماذا تحمله هاتان ‏العبارتان من ظاهرة التأكيد؟ والجواب هو: ان العبارة الاولى تعني: الممانعة ‏والحيلولة والتحول ونحوهما، اي: تحمل دلالة هي: ان الشخصية المبايعة سوف ‏لاتتحول من مبايع الى ناكث.. لاتمتنع من استمرارية المبايعة في عنقها.. ولكن هذه ‏درجة من الالزام.. واما الدرجة الاعلى منها، هي: ان هذه الشخصية لا تزول عن ‏المبايعة المذكورة بمعنى انها ثابتة لازوال لكلامها،.. والثابت هو: الامر المطلوب: ‏مادام الهدف هو بقاء العهد على البيعة، وهل يطلب منها غير ثباتها؟
اذن: امكننا ان نتبين النكات المختلفة التي تتضمنها فقرة الدعاء القائلة ‏‎‎‏ (اللهم اني اجدد له في صبيحة يومي هذا، وما عشت من ايامي ‏عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا احول عنها ولا ازول أبداً...)‏‎‎‏ ونسأله ‏تعالى ان نكون كذلك، ومن ثم: ان نكون من المنتظرين، والاعوان، والذابين عن ‏الامام عليه السلام، والمسارعين.. الخ بحسب ما ورد في الدعاء المذكور، سائلين ‏الله تعالى ان يوفقنا لممارسة وظيفتنا العبادية بالنحو المطلوب.‏

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة