البث المباشر

قصة الخراساني اعطاه الامام(ع) واعطاه رسول الله(ص) في منامه

الثلاثاء 1 أكتوبر 2019 - 15:35 بتوقيت طهران

اذاعة طهران - غريب طوس : الحلقة : 5

 

الراوي: اهلاً ومرحباً بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه المجموعة الروائية التي يتنقل فيها كاتبها الاخ توفيق الى اعماق التاريخ ويشهد مع رواتها الحوادث التي تعرفنا بجوانب من سيرة الامام الرؤوفي علي بن موسى الرضا عليه السلام.
لقد تعرف الاخ توفيق في عالم الخيال على بعض اصحاب الامام الرضا وعرفوه فقد انتقل الى زمانهم في هذه المرحلة التي ها نحن نواصل معاً متابعتها.
اعزائي المستمعين الكرام ونحن نتحدث عن عالم آل محمد(ص) الامام علي بن موسى الرضا(ع) الذي هو مدار موضوعنا ومحور بحث حلقاتنا... ارجو ان تكون معي في رحلتي عبر التاريخ وان انقل الى مسامعكم الكريمة روايات عن اخبار الامام الرضا(ع) من فم رواتها...
توفيق: ذلك سليمان الجعفري احد اصحاب الامام الرضا(ع) ومن رواة حديثه ... اني اراه يحث السير على غير عادته، لابد ان اسرع اليه واحدثه... سأناديه:
توفيق: سيدي سليمان الجعفري ... سيدي سليمان الجعفري.
الجعفري: اجل ... من ... آه انت يا ضيفنا العزيز.
توفيق: نعم يا سيدي.
الجعفري: ظننتك عدت الى زمانك.
توفيق: لا ... لم اعد فما زال امامي عمل كثير، لابد من انجازه.
الجعفري: اعانك الله يا اخي واثابك على عملك.
توفيق: عذراً ياسيدي اراك على عجلة من امرك.
الجعفري: اجل. احببت ان اصل الى مجلس مولاي ابي الحسن قبل ان يكتظ بالحاضرين.
توفيق: انها فرصة ثمينة يا سيدي يا حبذا لو اصطحبك اليه.
الجعفري: ولم لا؟ على الرحب والسعة، انها فرصة رائعة تفيدك في عملك. هيا بنا نذهب انه مجلس مهيب لعلنا نحصل على مكان قريب من المنبر...
توفيق: كان البيت مملوءاً من الناس، وهم ينتظرون خروج الامام عليهم. فما لنا من حيلة للوصول قرب المنبر الا لتخطي بين الجالسين ولما صرنا على بعد امتار من المنبر لاحت لنا فسحة بينهم فحشرنا جسدينا فيها ... وما هي الا لحظات حتى خرج علينا الامام الرضا(ع) بوجهه النوراني وهيبته المحمدية وطلعته العلوية، فسلم على الحاضرين الذين قاموا له اجلالاً وتعظيماً مما هيأ لنا مكاناً افسح عند الجلوس. فكان الناس يسألونه فيجيبهم الامام الرضا(ع) باحسن جواب ولم يساله احد الا اجابه ولم يعيه أي سؤال فكأنما الهم الاجابة الهاماً... فبينما كان الامام(ع) يجيب عن سؤال احد الحاضرين اذ التفت(ع) فجأة الينا "فخفق قلبي لهذه الالتفاتة السريعة" ونظر الى سليمان الجعفري الجالس بجانبي وقال له: 
الامام(ع): يا سليمان ... ان الائمة حلماء، علماء، يحسبهم الجاهل انبياء وليسوا بانبياء.
توفيق: "ثم استأنف الامام اجابته للسائل ولم يلتفت الى الجعفري"... ولما انتهى المجلس وخرج الناس، خرجنا معهم. انا والجعفري الذي ما زال منبهراً مبهوتاً من اثر كلام الامام(ع) له فسالته:
توفيق: معذرةً ياسيدي، لماذا قال لك الامام الرضا(ع) هذا الكلام؟
الجعفري: هل سمعت يا اخي حسن اجابته وروعة اسلوبه في الاجابة واقناع السائلين؟
توفيق: نعم سمعت.
الجعفري: لاجل ذلك حدثتني نفسي قائلةً "ينبغي ان يكونوا انبياء".
توفيق: ومن كنت تقصد بهذا الكلام مع نفسك؟
الجعفري: اقصد بهم ائمة اهل البيت عليهم السلام. فانا متعجب يا اخي كيف عرف ابو الحسن الرضا(ع) ما يدور في خلدي وحدثتني به نفسي.
توفيق: حقاً يا سيدي ان الائمة من اهل البيت(ع) علماء، حلماء، يحسبهم الجاهل انبياء وليسوا بانبياء...
الراوي: ذهب توفيق الى ابي حبيب النباجي حيث سمع ان لديه رواية عجيبة رائعة.
ابو حبيب: معذرة اليك يا ضيفنا العزيز كأني اراك تتحدث مع شخص ما، وكما ترى فانه لا يوجد في الحجرة غيرنا. فمع من كنت تتكلم؟
توفيق: انا الذي يجب ان يقدم اعتذاره يا سيدي الكريم كنت على اتصال باهل زماني في زمني كما ذكرت لك باني قادم من القرن الخامس عشر الهجري. حيث هم الان بانتظار سماع حديثكم عن الامام الرضا(ع).
ابو حبيب: وهل يسمعونني اذا تحدثت؟
توفيق: نعم يا سيدي، وبكل وضوح.
ابو حبيب: سبحان الذي علم الانسان ما لم يعلم.. فهل ابدأ الان؟
توفيق: بكل امتنان.
ابو حبيب: يا ولدي... ذات ليلة من ليالي الصيف، بينما كنت نائماً اذ رأيت رسول الله(ص) في المنام، وقد جاء الى النباج.
توفيق: معذرة يا سيدي وما هو النباج؟
ابو حبيب: انه اسم قريتنا هذه التي انت فيها الان.
توفيق: ولذلك سميت بالنباجي نسبة اليها؟ اليها كذلك؟
ابو حبيب: وهو كذلك يا ولدي.
توفيق: وأين نزل رسول الله(ص) عندما جاء الى قريتكم؟
ابو حبيب: نزل في مسجدها الذي ينزل فيه الحجاج كل سنة. وكأني مضيت اليه وسلمت عليه. فرد عليَّ التحية باحسن منها.
توفيق: بلاشك ياسيدي ... انها اخلاق رسول الله(ص).
ابو حبيب: فوقفت بين يديه بكل ادب واحترام، وكان امامه طبق من خوص نخل المدينة فيه تمر صيحاني وكأن رسول الله(ص)قبض قبضة من ذلك التمر وناولني اياه.
توفيق: واكلته.
ابو حبيب: قبل ان آكله عددته.
توفيق: فكم كان عدده يا سيدي.
ابو حبيب: ثماني عشرة تمرة.
توفيق: ثم ماذا حصل بعد ذلك؟
ابو حبيب: استيقظت من النوم وانا افكر في التمرات وعددها.
توفيق: ماذا فكرت يا سيدي ابا حبيب؟
ابو حبيب: ان رسول الله(ص) اذا اعطى شيئاً في المنام فانما يعطي بركة ورحمة.
توفيق: وبماذا تأوّلت عطاء رسول الله(ص) لك؟
ابو حبيب: تأولته باني اعيش بعدد كل تمرة سنة.
توفيق: يعني تعيش ثمانية عشرة سنة ... اليس كذلك؟
ابو حبيب: بلى يا ولدي ... ولكن الاعجب من هذا.
توفيق: وما هو الاعجب يا سيدي ابا حبيب؟
ابو حبيب: وبعد عشرين يوماً من رؤيتي رسول الله(ص) في المنام، بينما انا في ارض لي تحرث للزراعة حتى جاءني من اخبرني بقدوم الامام ابي الحسن الرضا(ع) الى قريتنا "النباج" قادماً من المدينة.
توفيق: حتماً ذهبت للقائه.
ابو حبيب: كدت اطير من الغبطة والفرح، فهرعت اليه مهرولاً حتى وصلت المسجد. والناس يتوافدون عليه من كل حدب وصوب.
توفيق: وهل نزل الامام(ع) في مسجد قريتكم؟
ابو حبيب: نعم يا ولدي والله فقد نزل في ذلك المسجد الذي رأيت رسول الله(ص) فيه في المنام قبل عشرين يوماً.
توفيق: وماذا فعلت عند وصولك المسجد يا سيدي؟
ابو حبيب: مضيت فور وصولي الى المسجد نحو ابي الحسن(ع) فاذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت رسول الله(ص) جالساً فيه ... وتحته حصير مثل ما كان تحت رسول الله . وبين يديه طبق خوص فيه تمر صيحاني.
توفيق: من نفس نوع التمر الذي كان في طبق رسول الله(ص).
ابو حبيب: نعم يا ولدي نفس نوع التمر.. اقتربت منه وسلمت عليه .. فرد عليَّ السلام كما رده عليَّ رسول الله(ص).
توفيق: انهم جميعاً نفس واحدة.
ابو حبيب: استدعاني الامام ابو الحسن(ع) وناولني قبضة من ذلك التمر...
توفيق: واكلته.
ابو حبيب: لا يا ولدي بل عددته.
توفيق: "بتلهف" وكم كان عدده؟
ابو حبيب: كان عدده مثل ذلك العدد الذي ناولني اياه رسول الله(ص) في المنام.
توفيق: "بتعجب ودهشة" ثمانية عشرة؟!
ابو حبيب: نعم يا ولدي بالتمام والكمال.
توفيق: اكمل يا سيدي ثم ماذا بعد؟
ابو حبيب: فبعد ان عددت التمر ووجدته ثمانية عشرة تمرة، قلت للامام الرضا(ع): زدني منه يا مولاي.
توفيق: بلا شك زادك منه.
ابو حبيب: لا يا ولدي لم يزدني، ولكنه قال لي:
الرضا(ع): لو زادك رسول الله لزدناك.
توفيق: وهذا احمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي، صاحب الامام الرضا(ع) مقبلاً نحوي .... لارى ما في جعبته من احاديث.
ابن ابي نصر: السلام عليكم.
توفيق: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ابن ابي نصر: اين كنت يا ضيفنا العزيز لقد افتقدتك منذ ساعات.
توفيق: كنت عند ابي حبيب النباج، وخرجت منه تواً. ومن حسن حظي ودواعي سروري ان اراك ثانية.
ابن ابي نصر: وانا ايضاً مسرور بلقائك...
توفيق: يا سيدي ابن ابي نصر.
ابن ابي نصر: نعم.
توفيق: هل صادف ان اخبرك مولاي ابو الحسن الرضا(ع) بما يدور في خلدك، او بادرك بشيء في نفسك قبل ان تبوح به اليه؟
ابن ابي نصر: نعم، عدة مرات سأروي لك الان واحدة وارجي الاخريات الى وقت اخر ان شاء الله.
توفيق: سمعاً وطاعة يا سيدي.
ابن ابي نصر: ذات يوم نويت في نفسي اذا دخلت على ابي الحسن الرضا(ع) ان اسأله كم اتى عليه من العمر. فلما دخلت عليه، وجلست بين يديه جعل ينظر اليَّ ويتفرس في وجهي ثم قال: 
الرضا(ع): كم اتى عليك من العمر يا احمد؟
ابن ابي نصر: جعلت فداك ... كذا وكذا.
الرضا(ع): فانا اكبر منك .. قد اتى عليَّ اثنان واربعون سنة.
ابن ابي نصر: جعلت فداك، قد والله اردت ان أسألك عن هذا.
الرضا(ع): وها انا قد اخبرتك.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة