البث المباشر

تمهيدات المأمون لقبول الامام (ع) بولاية العهد

الأربعاء 2 أكتوبر 2019 - 10:25 بتوقيت طهران

اذاعة طهران - غريب طوس : الحلقة : 12

 

الراوي: في هذه الحلقة نواصل رحلتنا مع مسافرنا عبر التأريخ الاخ توفيق، فنراه في بدايتها يتوجه الى منزل صفوان بن يحيى احد اصحاب الامامين الكاظم والرضا عليهما السلام... ها هو يدخل عليه، ترى عن اي شئ من احوال الامام الرضا سيدور سؤاله؟
توفيق: حدثني يا صفوان عن حالكم عندما علم الناس بان الرضا هو خليفة ابيه الكاظم عليهما السلام.
صفوان: ما اشد حالنا يومذاك يا بني، لقد استولى‌ علينا القلق خشية على الامام من بطش هارون الذي سجن مولانا الكاظم ثم سمه في السجن. ولكن قلقنا زال بكلمة سمعناها من ابي الحسن الرضا.
توفيق: حدثني عما جرى.
صفوان: لما مضى أبو ابراهيم يعني الامام موسى بن جعفر(ع) تكلم ابوالحسن الرضا(ع) ... خفنا عليه من ذلك فقال له احد اصحابنا:
رجل۱: يا مولاي، انك قد اظهرت أمراً عظيماً... وانا نخاف عليك من هذا الطاغية.
فأجاب الرضا(ع): ليجهد جهده فوالله لاسبيل له علي ...
توفيق: ها، ها هو (مسافر) احد اصحاب الامام الرضا(ع) ورواة حديثه سأسئله عما اريد.
توفيق: السلام عليكم يا سيدي.
مسافر: عليكم السلام ورحمة الله كيف حالك يا ضيفنا العزيز.
توفيق: بخير والحمد لله يا سيدي مسافر بالله الا ما حدثتني... هل كان الامام الرضا(ع) يعلم بمكان دفنه كما ورد في الروايات؟
مسافر: يا ضيفنا العزيز القادم من زمن المستقبل خذ من فمي هذه الحكاية كما سمعتها انا بأذني هاتين من فم الامام الرضا الشريف ورأيتها بأم عيني هاتين. لتكون حجة على من انكر... فاصغ لما أقول:
توفيق: سمعاً وطاعة يا سيدي، وكلي آذان صاغية وعلى يقين مما يقول سيدي ومولاي الرضا(ع).
مسافر: كنت ذات يوم مع ابي الحسن الرضا(ع) بمنى... فمر ابو جعفر (يحيي بن خالد).
توفيق: تقصد يحيى بن خالد البرمكي.
مسافر: نعم هو بعينه... فغطى يحيي وجهه من الغبار فقال الامام الرضا(ع):
الامام(ع): مساكين لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة وأعجب من هذا يا مسافر (هارون وانا كهاتين).

*******

مسافر: فعندما قال الامام الرضا(ع) «هارون وأنا كهاتين» ضم أصبعيه الى بعضهما.
توفيق: يعني واحداً جنب الآخر، أليس كذلك؟
مسافر: بلى والله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه.
توفيق: وماذا عن يحيي بن خالد البرمكي يا سيدي؟
مسافر: والله لم تنته السنة حتى حلت النكبة بالبرامكة وقطعهم هارون ارباً اربا. وجعلهم ايدي سبأ (مشتتين).
توفيق: جزاك الله خير الجزاء‌ يا سيدي(مسافر) على حسن حديثك وروعة تصويرك للرواية... والآن استودعك الله.
مسافر: الى اين انت ذاهب الان يا ضيفنا العزيز؟ ... لو تبقى‌ معي.
توفيق: لا يا سيدي مسافر اشكرك كثيراً... اني راحل الآن الى القرن الرابع الهجري لأحل ضيفاً على الشيخ المفيد صاحب كتاب الارشاد في معرفة حجج الله على العباد.
مسافر: ففي أمان الله.
توفيق: مع السلامة.
رجل۲: من الطارق؟
توفيق: ضيف من أصقاع السنين الآتية.
الرجل۲: (يفتح الباب) أهلاً ومرحباً بحبيب الله... تفضل ... على الرحب والسعة.
توفيق: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجل۲: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أهلاً بحبيب الله.
توفيق: ما أجمل عبارة «حبيب الله».
الرجل۲: أليس الضيف حبيب الله؟
توفيق: بلى، والله وأنعم به من حبيب... عذراً عذراً يا سيدي جئت أبغي سيدي الشيخ المفيد.
الرجل۲: تفضل انه في حجرة المطالعة...
توفيق: السلام عليكم يا شيخنا المفيد.
الشيخ مفيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل واجلس يا بني.
يا سيدي الشيخ المفيد انه لشرف عظيم لي ان اجلس بين يديك والتمس منك ان تحدثني عن رحلة مولانا الرضا(ع) من المدينة الى خراسان.
الشيخ: انها قصة طويلة يا ولدي ولكني سأوجزها لك.
توفيق: جزاك الله خيراً يا سيدي.
الشيخ: لما استتب الأمر للخليفة المأمون العباسي في بلاد فارس بعد أن قتل أخاه محمد الأمين... أرسل من يأتيه بالامام علي بن موسى الرضا(ع) مع جماعة من آل أبي طالب... فسار الركب من مدينة رسول الله(ص) عبر طريق البصرة الى خراسان.
توفيق: عذراً يا مولاي وهل مر الركب في مدينة نيسابور قبل أن يصل الى خراسان؟
الشيخ: حتماً يا ولدي... لأنه لا يوجد طريق غير هذا.
توفيق: ما دمنا ذكرنا مدينة نيسابور يا حبذا يا سيدي لو تحدثني عن رواية السلسلة الذهبية.
الشيخ: أحسنت يا ولدي... انها التفاتة فاخرة... كان ذلك في نيسابور قبل وصول ركب الامام الرضا(ع) الى المأمون في مرو... فلما وافى ابوالحسن(ع) نيسابور (كما يروي اسحاق بن راهويه) وأراد ان يرحل منها الى المأمون، اجتمع اليه أصحاب الحديث فقالوا له:
اصحاب الحديث: يابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث نستفيده منك؟
الشيخ المفيد: فأطلع الامام(ع) راسه الشريف من فتحة العمارية وهي الهودج الذي يوضع على ظهر الراحلة كالخيمة: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت ابي علي بن الحسين يقول: سمعت ابي الحسين بن علي يقول: سمعت ابي امير المؤمنين علي بن ابي طالب يقول سمعت رسول الله(ص) يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت الله عزوجل يقول: «لا اله الا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي»...
الشيخ المفيد: فلما مرت الراحلة ناداهم «بشرطها وشروطها» وأنا من شروطها.
توفيق: حقاً انه حديث السلسلة الذهبية يا سيدي.
الشيخ المفيد: فلما وصل الركب الى خراسان جعل المأمون آل أبي طالب في دار وجعل الامام الرضا(ع) وحده في دار أخرى... ولما استقر المقام بالامام الرضا(ع) أرسل اليه المأمون رسالة يقول فيها:
اني اريد ان اخلع نفسي من الخلافة وأقلدك اياها فما رأيك في ذلك؟
فانكر الرضا(ع) هذا الامر وارسل اليه جواباً يقول فيه أعيذك بالله يا امير المؤمنين من هذا الكلام وان يسمع به احد.
فأعاد عليه المأمون برسالة اخرى قال فيها:
فاذا أبيت ماعرضت عليك فلابد من ولاية العهد من بعدي.
الشيخ المفيد: فأبى عليه الرضا(ع) إباءً شديداً ... فلما كثرت بينهما الرسائل، استدعى المأمون الامام الرضا وخلا به ومعه الفضل بن سهل ذو الرياستين وليس في المجلس غيرهم. وقال له:
المأمون: اني قد رأيت ان اقلدك امر المسلمين وافسخ ما في رقبتي وأضعه في رقبتك يا ابا الحسن.
الامام(ع): الله... الله... يا امير المؤمنين أنا لا طاقة لي بذلك ولا قوة لي عليه.
المأمون: اني موليك العهد من بعدي.
الامام(ع): اعفني من ذلك يا امير المؤمنين.
المأمون: ان عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة احدهم جدك امير المؤمنين علي بن أبي طالب، وشرط فيمن خالف منهم ان تضرب عنقه ولابد من قبولك ما اريد منك فإنني لا اجد محيصاً عنه.
الامام: فإني اجيبك الى ما تريد من ولاية العهد على انني لا آمر ولا انهى ولا أفتي ولا اقضي ولا أولي ولا أعزل، ‌ولا أغير شيئاً مما هو قائم.
المأمون: قبلت ذلك كله.
توفيق: شكراً لك يا شيخ مفيد على ما رويت لي عن الامام الرضا(ع) استودعك الله.
الشيخ المفيد: اهلاً ومرحباً بك مع السلامة في امان الله.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة