في آداب زيارة من زار الحسين (عليه السّلام)، يقول الامام الصادق (سلام الله عليه)، يعلّم أحد أصحابه ما يقول حين يقف على باب المزار.
منه أن يقول: اللهم إنّي أشهد أنّ هذا قبر ابن حبيبك وصفوتك من خلقك، وأنه الفائز بكرامتك، أكرمته بكتابك، وخصصته وائتمنته على وحيك، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة على خلقك، فأعذر في الدعوة، وبذل مهجته فيك، ليستنقذ عبادك من الضلالة والجهالة والعمى والشكّ والإرتياب الى باب الهدى من الردى. وأنت ترى ولا ترى وأنت بالمنظر الأعلى، حتى ثار عليه من خلقك من غرّته الدنيا وباع الآخرة بالثمن الأوكس، وأسخطك وأسخط رسولك، وأطاع من عبيدك من أهل النفاق وحملة الاوزار من استوجب النار. لعن الله قاتلي ولد رسولك وضاعف عليهم العذاب الاليم.
تركت حشاك وسلوانها
فخلّ حشاي وأحزانها
هذا مطلع متفّجر بالأسى لإحدى حماسيات السيد حيدر الحليّ المشربة بالحزن الكربلائي والشجن الحسيني العميق.
كفاني ضنى أن ترى في الحسين
شفت آل مروان أضغانها
فأغضبت الله في قتله
وأرضت بذلك شيطانها
عشّية أنهضها بغيها
فجاءته تركب طغيانها
وسامته أن يركب إحدى اينتين
وقد صرّت الحرب أسنانها
فإمّا يرى مذعناً، أو تموت
نفس أبى العزّ إذعانها
فقال لها: اعتصمي بالإباء
فنفس الأبيّ ومازانها
رأى القتل صبراً شعار الكرام
وفخراً يزين لها شأنها
فشمّر للحرب في معرك
به عرك الموت فرسانها
وأضرمها لعنان السماء
حمراء تلفح أعنانها
تزيد الطّلاقة في وجهه
إذا غيّر الخوف ألوانها
ولمّا قضى للعلا حقها
وشيّد بالسيف بنيانها
ترجّل للموت عن سابق
له أخلت الخيل ميدانها
كأنّ المنيّة كانت لديه
فتاة تواصل خلصانها
فبات بها تحت ليل الكفاح
طروب النّقيبة جذلانها
وأصبح مشتجراً للرماح
تحلّي الّدما منه مرّانها
عفيراً... متى عاينته الكماة
يختطف الرعب ألوانها
فما أجلت الحرب عن مثله
صريعاً يجبّن شجعانها
تريب المحيّا ... تظنّ السّماء
بأنّ على الارض كيوانها
غريباً... أرى يا غريب الطفوف
توسّد خدّاك كثباتها
وقتلك صبراً بايد أبوك
ثناها وكسّر أوثانها
أتقضي فداك حشا العالمين
خميص الحشاشة ظمآنها؟!
ألست زعيم بني غالب
ومطعام فهر ومطعانها؟!
مصاب .. أطاش عقول الأنام
جميعاً .. وحيّر أذهانها
عليكم بني الوحي صلّى الإله
ما هزّت الريح أفنانها