مستمعينا الأحبّة !
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات ، وكلّ المراحب بكم في هذا اللقاء الذي يتجدّد معكم من خلال جولاتنا الأسبوعيّة بين رحاب الجامعات والمراكز والمؤسسات العلميّة في إيران الإسلام عبر برنامجكم صروح حضاريّة ، ندعوكم للمتابعـــــــــــة ....
مستمعينا الكرام !
نصف العالم هو اللقب الذي أطلق منذ القدم علي أصفهان ، حيث إن وجود أكثر من ستة آلاف أثر تاريخي يعود إلي مئات بل آلاف السنين،إلي جانب المناطق الطبيعية البكر،هو سبب مناسب لمنح هذا اللقب لهذه المنطقةمن بلادإيران.حيث إن ما خلّفه السابقون في هذه المنطقة من بلاد إيران ، هو حصيلة الكيان التاريخي والثقافي الذي تعود بعض الأجزاء منه إلي الألف الثالث قبل الميلاد ؛ من مثل الآثار التاريخيّة القيّمة كالمساجد ، والكنائس ، واالمعابد والقصور والبساتين و المآذن والبيوت والجسور والمدارس الدينية ومنها مدرسة جهار باغ وصدر ونيم آورد و مدرسة ولي عصر الفنية في تيران ، مع المناطق الطبيعيّة الجميلة حيث حقّق كلُ ذلك شهرة عالميّة لهذا المدينة . وأدّت كل نقاط الجذب هذه إلي أن يتوافد محبّو الآثار والحضارات البشريّة علي هذه المنطقة من البلاد لزيارة هذه المواقع التاريخيّة والثقافيّة والطبيعيّة .
وتعتبر جامعة أصفهان إحدي أكبر جامعتين حكوميتين في مدينة أصفهان . وتقع هذه الجامعة إلي جوار الساحة المعروفة باسمدروازه شيراز أي بوّابة شيراز وتبلغ مساحتها مايقرب من ثلاثة ملايين متر مربّع . و أما الجامعة الحكوميّة الأخري فهي جامعة أصفهان الصناعيّة التي تقع في الجانب الآخر من أصفهان وفي ضاحية المدينة . وتعدّ جامعة أصفهان مع الجامعة الصناعيّة من جملة أكبر جامعات مدينة أصفهان وإيران الحكوميّة .
و تمارس جامعة أصفهان نشاطها العلمي في المجالات التعليميّة والبحثيّة المختلفة باعتبارها من أهم وأقدم المراكز العلمية والثقافية في إيران وكذلك بوصفها من الجامعات الأساسيّة الحائزة علي المرتبة الأولي .
ويعود تأسيس جامعة أصفهان إلي الفترة التي نجحت فيها مجموعة من أطبّاء أصفهان في استحصال الموافقات اللازمة لتأسيس مركز صحي للتعليم العالي بهدف تأسيس المعهد الصحي للتعليم العالي وذلك بفضل مثابرتهم وجهودهم الحثيثة . ويعد تأسيس هذا المعهد في الحقيقة النواة الأولي لتأسيس جامعة أصفهان .
وعلي أثر الموافقة علي تأسيس المعهد الصحي العالي في عام ۱۹٤٦م ، و زيادة عدد المتقدّمين للمشاركة في هذا المعهد ، تم تخصيص أراضي هزار جريب المتاخمة لجبل صُفّة .
وبعد تأسيس وانتقال المعهد الصحي العالي إلي منطقة هزار جريب ، أُنشئت كلية الطب أيضاً في ۱۹٥۰ إلي جانب ذلك المعهد . وفي سنة ۱۹٥٦ قُطِعت مرحلة أخري باتجاه تأسيس كلية الصيدلة ألا وهي تأسيس كلية الطب .
وبعد تأسيس كلية الصيدلة ، تأسست كلية الآداب في ۱۹٥۸ من خلال استحداث فرعين دراسيين هما اللغة والأدب الفارسي واللغة والأدب الانجليزي في محلّة شاهزاده إبراهيم و توسيع فروع مثل اللغة والأدب الفرنسي عام ۱۹٥۹ واللغة والأدب الأرمني عام ۱۹٦۰ و اللغة والأدب العربي عام ۱۹٦۱ والتاريخ والجغرافيا سنة ۱۹٦٥ و قسم العلوم الاجتماعية وكذلك انتقال هذه الكلية سنة ۱۹٦۸ من محلة شاهزاده إبراهيم إلي مجموعة الكليات الواقعة في هزار جريب ، حيث ادّي كل ذلك إلي اتساع جامعة أصفهان وازدهارها .
وفي أواخر سنة ۱۹٦۸ ، تمّ إلحاق مدرسة كورش الكبير إلي هذه الجامعة كما تأسست في السنة ذاتها كلية العلوم الإدارية والاقتصاد في الجامعة .
أعزّتنا المستمعين !
تضمّ جامعة أصفهان حالياً ۱۳ كلية حيث تنشط ست كليات منها في مجال العلوم الإنسانية وسبع في المجالات الأخري . كما تشتمل هذه الجامعة علي ٦ معاهد للبحوث و۷ مراكز بحثيّة و ۸ أقطاب علميّة .
وقد كان ومايزال يدرس في هذه الجامعة أو يدرّس فيها دوماً شخصيّات بارزة ومعروفة . ومن هذه الشخصيّات ، المرحوم الدكتور حسين جبل عاملي الأستاذ في علوم الطب . وقد كان الأستاذ جبل عاملي الذي كان من أوائل خرّيجي جامعة طهران في فرع الرياضيّات ومن التلاميذ الممتازين للبروفيسور الدكتور حسابي و قرّر وهو في الأربعين من عمره أن يواصل دراسته في فرع الطب وبعد قبوله في الامتحانات الوزاريّة والحصول علي الدكتوراه في الطب من جامعة أصفهان ، توجّه إلي فرنسا و نال تخصصه من باريس في طب الأطفال .
وقد انشغل الأستاذ جبل عاملي بالتدريس في جامعة أصفهان لسنوات . وهو والد الشهيد محمد رضا جبل عاملي . ومن الأساتذة الآخرين الذين تخرّجوا من جامعة أصفهان ، رضا أرحام صدر ( مؤسس مذهب الكوميديا النقدية في المسرح الإيراني ) و كذلك نصرت بوتو ( زوجة ذو الفقار علي بوتو وأم بينظير بوتو ) . وتعدّ جامعة أصفهان من بين أفضل عشرين جامعة في إيران في الإنتاج العلمي حيث نالت الرتبة الثالثة في مجال البحوث في العلوم الإنسانية .
واستناداً إلي آخر الإحصائيّات ، فقد كان هنالك ۱٥ ألف طالب في العام الدراسي ۲۰۱٤-۲۰۱٥ يدرسون في كليات جامعة أصفهان حيث كان العدد الأكبر منهم من نصيب كل من فرع الإدارة التنفيذيّة و العلوم السياسيّة و هندسة الحاسوب والبرمجيّات و الفيزياء والمحاسبة .
وقد أدّت أهمية جامعة أصفهان ودرجتها العلميّة المرموقة إلي اجتذاب الطلبة غير الإيرانيين ، بحيث كان عدد الطلّاب الذين يدرسون فيها عام ۲۰۱٥ يبلغ حوالي ۱٦۳ طالباً غير إيراني .
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
بهذا نصل بكم إلي ختام جولتنا لهذا الأسبوع بين أروقة الصروح العلميّة في جمهورية إيران الإسلاميّة عبر برنامجكم صروح حضاريّة ، نشكر لكم طيب المتابعة ، وكونوا في انتظارنا في الحلقة المقبلة عند صرح آخر .