إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
نرحبّ بكم كلّ الترحيب في هذه الجولة الجديدة بين صروح إيران الإسلام العلميّة والحضاريّة والمتمثّلة في الجامعات والمراكز والمؤسّسات العلميّة المنتشرة في أنحاء البلاد ، حيث سنتعرّف في هذه الحلقة من البرنامج علي إحدي الجامعات الدينيّة في جمهوريّة إيران الإسلاميّة ألا وهي جامعة أهل البيت (ع) العالميّة ، ندعوكم لمرافقتنا...
مستمعينا الأفاضــــل !
بدأت جامعة أهل البيت عليهم السلام نشاطها استناداً إلي الأهداف المدرجة في النظام الداخلي لمجمع أهل البيت(ع) العالمي وبهدف نشر علوم القرآن الكريم ومعارفه في الجامعات والمؤسسات العلميّة في العالم والتعامل البنّاء مع العلماء والمفكّرين وإعداد الأساتذة والباحثين والمتخصّصين الملتزمين في مجالات فكر أهل البيت عليهم السلام وأساليبهم التربويّة في الفروع المختلفة استناداً إلي الحديث المعروف المروي عن الإمام الرضا عليه السلام والذي يقول فيه :
"إنّ النّاس لَو عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتّبعونا .
وبذلك تأسس
مركز أهل البيت عليهم السلام للتعليم العالي بعد استحصال الموافقة من مجلس تطوير التعليم العالي عام ۲۰۰٥ م .
أعزّتنا المستمعين !
ونظراً إلي الخصوصيّات التي تميّز هذا المركز التعليمي ، وبهدف تحقق أهدافه وكذلك تنفيذ مرسوم سماحة قائد الثورة الإسلاميّة مخاطباً المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في المؤتمر الذي أقيم عام ۲۰۱۱ والقاضي بتأمين حاجات مسلمي العالم العلميّة ، فقد تطوّرمركز أهل البيت (ع) للتعليم العالي إليجامعة أهل البيت(ع) العالميّة بعد مصادقة المجلس الأعلي للثورة الثقافيّة في عام ۲۰۱٤ .
وقد تمّ تعيين العديد من المهام لهذه الجامعة ، ومنها التعرّف علي الاحتياجات العلميّة والتخصصيّة والبحثيّة للمراكز والجامعات والمؤسسات العلميّة والثقافيّة في بلدان العالم المختلفة وخاصة العالم الإسلامي ، بهدف تقديم الخدمات العلميّة والتخصصيّة والبحثيّة . كما أن من المهام الخطيرة الأخري لهذه الجامعة ، إعدادَ الباحثين والمتخصّصين المتديّنين والملتزمين و المتمتّعين بالصلاحيّة اللازمة لتأمين حاجات البلدان المختلفة وفي مقدّمتها العالم الإسلامي ، وتطوير المستوي العلمي والبحثي والتخصّصي للمسلمين ، وخاصة أتباع أهل البيت عليهم السلام و تزويدهم بالقدرات في الفروع المختلفة من العلوم الإنسانيّة ، و التقنيّة الهندسيّة ، والطب والعلوم الأساسيّة عن طريق جذب وقبول المتقدّمين المسلمين من أتباع أهل البيت (ع) بشكل مستقل وفي إطار نظام خاص ومن خلال التفاهم مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحّة .
ويتم جذب المتقدّمين المذكورين إلي جامعة أهل البيت (ع) بثلاثة طرق هي الطريقة المباشرة ومن قبل الجامعة في إيران ، والأخري في قالب مذكّرة تفاهم وتعاون مع جامعات إيران الأخري ، وأخيراً تأسيس فرع أو وحدة للجامعة و المراكز التعليميّة الأخري في البلدان المعنيّة من خلال رعاية الأولويّات و إعلان الحاجة من قبل رئيس لجنة الأمناء ومصادقة هذه اللجنة .
وتضمّ جامعة أهل البيت (ع) ثلاث كليات هي كلية الدراسات الإسلاميّة ، والقانون والعلوم السياسيّة ، والعلوم الإداريّة والاقتصاديّة و معهداً للبحوث باسم الحكمة العلويّة حيث يتمّ فيها تدريس كل من فرع القانون الخاص ، وقانون العقوبات وعلم الجريمة ، وعلم الكلام الإسلامي ، و العرفان الإسلامي ، وتاريخ الإسلام ، والاقتصاد الإسلامي والعلاقات الدوليّة ، وبإمكان الطلّاب مواصلة الدراسة في أي من الفروع المذكورة . و لاتقبل هذه الجامعة الطلّاب إلّا من البلدان الأجنبيّة وفي مرحلة الماجستير و تضم في الوقت الحالي حوالي ٤۰۰ طالب من الهند و باكستان و بنغلادش و أفغانستان وتركيا و ماليزيا و أندونيسيا وكشمير وتونس والفلبين والعراق .
مستمعينا الأحبّة !
يدرّس في هذه الجامعة أساتذة معروفون ومنهم الدكتور السيد أبو الحسن مخزن الموسوي ( رئيس الجامعة وأستاذ فرع التاريخ والكلام ) ، والدكتور خضري ( الأستاذ في فرع التاريخ ) ، والدكتور إمامي بور ( أستاذ في فرع القانون ) ، والدكتور عمراني ( أستاذ في فرع قانون العقوبات ) ، والدكتور منصور لاريجاني ( أستاذ في قسم العرفان ) .
وكما مرّ فإن هذه الجامعة تتمتّع بمزاياها الخاصة بها . ومن هذه الخصوصيّات ، إنجاز أطروحات الماجستير بشكل مقارن ؛ بأن يقوم الطالب بموضوعاته البحثيّة بين بلده وبين إيران بشكل مقارن . والأخري أن كلّ خرّيجي هذه الجامعة سيتم جذبهم بعد عودتهم إلي بلدانهم في وظائف مختلفة مثل القضاء والتدريس في الجامعات . والسبب في ذلك التدريسُ الخاص بهذه الجامعة وكذلك كون أكثر هؤلاء الطلبة الجامعيين من النخبة .
ويدخل الطلّاب هذه الجامعة عن طريق اختبارين عبر الانترنت أحدهما اختبار ذكاء واختبار في الفرع الذي يريدون التخصّص فيه واللغة الفارسيّة . ويوجد في هذه الجامعة مركز لتعليم اللغة الفارسيّة يتعلّم فيه الطلّاب اللغة الفارسيّة خلال دورة تستغرق ستة أشهر . وتعمل جامعة أهل البيت (ع) الآن علي افتتاح فروع لها في بلدان العالم المختلفة .
أعزّتنا المستمعين !
السيّد داود جكسي البالغ من العمر ۳۱ عاماً هو أحد طلّاب هذه الجامعة، وقد قدم إلي إيران الإسلام من بلده مالي منذ أربع سنوات . وهو حافظ للقرآن الكريم وشاعر مدافع عن أهل البيت (ع) ، وهو يذكر أن سبب اختياره لإيران لمواصلة الدراسة هو التعرّف علي الإسلام الأصيل ، لأن إيران بلد شيعي وهي تمتلك كل الإمكانيّات من أجل نشر المذهب الشيعي في العالم الإسلامي . وهو يدرس في مرحلة الماجستير في فرع الدراسات الشيعيّة في التاريخ الإسلامي و منشغل الآن بإعداد أطروحته . وهو يشعر بالرضا التام عن الإمكانيّات الرفاهيّة والتعليميّة في هذه الجامعة .
ويصرّح السيّد داود جكسي بأن الدراسة في هذه الجامعة تختلف عن الجامعات التي يعرفها والفرق هو أن هذه الجامعة تتمتّع بأساتذة متخصّصين في جميع فروعها وهو ما تفتقر إليه الجامعات في بلده وفي البلدان الأخري . ومن الخصوصيّات الأخري التي يذكرها جكسي فيما يتعلّق بالدراسة في إيران صعوبةُ تعلّم لغة البلدان الأخري ولكن الطالب بمستطاعه أن يتعلّم اللغة الفارسيّة في إيران خلال ستة أشهر تحدّثاً وكتابة . وهو يعبّر عن شكره في النهاية للشعب الإيراني ويؤكّد أنه لم يواجه أيّة مشكلة خلال الفترة التي كان خلالها في إيران وهو ما يدلّ علي أن إيران تتميّز بشعب ودود وطيّب للغاية .
مستمعينا الأكارم !
حتي الحلقة القادمة من برنامجكم
صروح حضاريّةنشكر لكم كرم متابعتكم ، وانتظرونا عند صرح حضاري آخر ، وفي أمان الله ....