البث المباشر

استفتاح تلاوة القران بالدعاء الماثور

الإثنين 23 سبتمبر 2019 - 08:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من بركات القران: نتابع معا الحلقة 24 من هذا البرنامج تحت عنوان "استفتاح تلاوة القران بالدعاء الماثور"

السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله
من الوسائل المهمة للفوز ببركات القرآن الكريم العمل بآداب تلاوته التي عرفتنا بها النصوص الشرعية ومن أهم هذه الآداب الاستعاذة اللسانية والقلبية بالله تبارك وتعالى من شر الشيطان الرجيم لكي لايصده عن الانتفاع من التلاوة فيحرمه من بركاتها وكذلك التوجه الى الله عزوجل أثناء التلاوة واستشعار أن الذي يحدثه بما يقرأه من آيات الذكر الحكيم هو الله عزوجل أعظم العظماء وأرحم الراحمين.


وقد تحدثنا عن هذين الأدبين من آداب التلاوة في الحلقة السابقة من البرنامج، ونتحدث الآن عن الادب الثالث وهو افتتاح التلاوة بالدعاء المأثور، تابعونا مشكورين.

روى السيد ابن طاووس في كتاب الاقبال بالاعمال الصالحة أن الامام جعفر الصادق عليه السلام أنه كان يأخذ المصحف الجامع بيده اليمنى ويقول قبل أن يفتحه ويقرأ فيه:
" اللهم اني أشهد ان هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبد الله وكلامك الناطق على لسان نبيك جعلته هاديا ً منك الى خلقك وحبلاً متصلاً فيما بينك وبين عبادك، اللهم اني نشرت عهدك وكتابك، اللهم فاجعل نظري فيه عبادة وقرائتي فيه فكراً وفكري فيه اعتباراً واجعلني ممن اتعظ ببيان مواعظك فيه واجتنب معاصيك، ولاتطبع عند قرائتي على سمعي، ولاتجعل على بصري غشاوة، ولاتجعل قرائتي قراءة لاتدبر فيها بل اجعلني اتدبر آياته وأحكامه آخذا بشرائع دينك ولاتجعل نظري فيه غفلة ولاقرائتي هذرا انك أنت الرؤوف الرحيم ".

ان التوجه الى الله عزوجل بهذا الدعاء وقبل تلاوة كتابه يمثل تجسيداً عملياً لحقيقة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم …فهو من جهة يمثل وسيلة يهدينا اليها أهل بيت النبوة عليهم السلام – لكي نحصل بها على معونة الله عزوجل لأداء عبادة تلاوة كتابه بأفضل صورة وعلى وفق مايرضاه عزوجل لعبده.
وكما لاحظتم مستمعينا الأعزاء فأن نص الدعاء يشتمل على فقرات قصيرة تحمل مضامين جليلة.
فهو أولاً يذكرنا بعظمة الكتاب الذي نتلوه فهو منزل من عند الله عزوجل على سيد خلقه وصفوته من العالمين المصطفى محمد صلى الله عليه وآله لكي يكون وسيلة لهدايتنا الى الحياة الطيبة السعيدة ثم يدعو المؤمن بكل ما يجعل تلاوته للقرآن الكريم عبادة فضلى تستنزل البركات الألهية.

نعم فتالي القرآن يدعو الله عزوجل دعاء الاستفتاح هذا بأن يوفقه للعمل بجميع الامور التي توصله الى بركات القرآن الكريم وهي:
أولاً: أن يجعل نظره في القرآن عبادة وذلك عندما تكون نظرته عن حب لكتاب الله.
ثانياً: أن يجعل التلاوة مقترنة بالتفكر والتدبر في آياته.
ثالثاً: وأن يؤدي هذا التفكر الى الاعتبار والاتعاظ بالمواعظ القرآنية وبالتالي الى العمل بالاوامر القرآنية واجتناب المعاصي فيكون القرآن بذلك عوناً له على بلوغ أعلى مراتب الكمال.

وفي المقابل نلاحظ اخوتنا المستمعين ان الامام الصادق عليه السلام يعلمنا في دعاء الاستفتاح لتلاوة القرآن الاستجارة والاستعاذة بالله عزوجل من العوامل التي تحرمه من الاستفادة من بركات تلاوة كتاب الله المجيد.هي:
أولاً: أن تكون نظرة تالي القرآن لكتاب الله عن غفلة باردة لايشعر فيها بالمودة تجاهه.
ثانياً: أن لاتقترن تلاوته للقرآن بالتدبر في الايات الكريمة وفتح قلبه لها
ثالثاً: أن لايدفعه فهم الآيات الى الاعتبار بما عرف من الحق والاتعاظ بالمواعظ القرآنية.
وفي هذه الحالة يحرم تالي القرآن من أثر التلاوة في دفعه الى طي معارج الكمال والقرب الالهي.
وعند هذه النقطة ينتهي حديثنا اخوتنا مستمعي اذاعة طهران حديثنا في هذه الحلقة من برنامج  من بركات القرآن  شكراً لكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة