البث المباشر

شرح فقرة: "حتى يعود دينك به وعلى يديه غضاً جديداً.."

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 11:31 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " حتى يعود دينك به وعلى يديه غضاً جديداً " من دعاء عصر الغيبة.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة حيث وردت التوصية بتلاوته بعد العصر من يوم الجمعة وهو الوقت الذي خصص غالباً لادعية صاحب العصر(ع) من حيث الندب ومن حيث الدعاء بالتعجيل لظهوره(ع) وقد سبق ان حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونتقدم بعرض احد مقاطع المتوسل بالله تعالى بان ينعش به المجتمعات ويبيد الطغاة وفي هذا السياق يقول النص متجهاً بخطابه او توسله الى الله تعالى «حتى يعود دينك به وعلى يديه غضاً جديداً صحيحاً لا عوج فيه، ولا بدعة معه» ان هذه الفقرات من مقطع الدعاء امتداد لمقاطع سابقة تتحدث على هذا النسق ويعنينا منه الآن ما لاحظناه من العبارة التمثيلية او الاستعارة القائلة «حتى يعود دينك به وعلى يديه غضاً جديداً صحيحاً». 
اذن لنتحدث عن هذا الجانب، ان اهمية وجمالية هذه الصورة تتمثل في كونها متحدثة عن التغيرات الجادة الحاصلة مع ظهور الامام(ع) في مجتمعاتنا من حيث الظاهرة العبادية التي خلقنا الله تعالى من اجلها وهي العمل بمبادئ الشريعة وفق ما اراده تعالى لعباده ولذلك توسل الدعاء بالله تعالى بان يحيي دينه على يد الامام(ع) بعد ان انحرف عنه المنحرفون في شتى اتجاهاتهم سواء كانوا بمنأى عن السماء ومبادئها او كانوا متشبثين في الظاهر ببعضها كأمثال المبتعدين عن سنة رسوله(ص) وأهل بيته عليهم السلام ... والمهم هو ان النص عندما يتوسل بالله تعالى بان يعود الدين على يد الامام غضاً وجديداً وصحيحاً فهذا يعني ان المسألة ليست مجرد عزلة عن السماء ومبادئها بل العزلة عن الاتجاه الصائب الذي اراده الله تعالى وهو مذهب النبي(ص) واهل بيته عليهم السلام ولذلك وردت الصورة المعبرة عن هذا المعنى بثلاث سمات هي ان يعود الدين غضاً وجديداً وصحيحاً والا كان يمكن القول بعودته صحيحاً مثلاً او غضاً او جديداً دون ان يقترن بهذه السمات الثلاث وهذا ما يتطلب منا القاء المزيد من الانارة عليه لان عودة الدين غضاً له دلالة تختلف عن كونه جديداً ويختلفان عن كونه صحيحاً لماذا؟
بالنسبة الى وسم الدين بانه غض يعني الغضارة والنعومة والطراوة وهي اوصاف تتداعى بذهن الانسان الى ما هو زاه ونظر وغض من النبات ونحوه من الطبيعة ونحوه.
ان الازهار مثلاً عندما تظهر لاول مرة نجد غضارتها من الوضوح بمكان ولكن ما ان تمسها الايدي حتى تتعرض الى الذبول والتشويه، وهذا ما حدث بالفعل عندما بدء الانحراف عن المبادئ التي رسمها النبي(ص) واوصلها الى الائمة عليهم السلام وقرنهم بكتاب الله تعالى واطلق مصطلح الثقلين على الكتاب وعليهم تعبيراً عن التمسك الصائب بهما دون سواهما.
ولا نجد اننا بحاجة الى توضيح هذا الجانب بخاصة في فتراتنا المعاصرة حيث نجد ان الانحراف عن الثقلين من جانب وشراسة العدو المنحرف من جانب آخر حيث شوه المنحرفون غضارة هذه المبادئ وجاؤوا ببدع لا علاقة لها بمبادئ الله تعالى ثم اتجهوا الى المتمسكين بالثقلين وحاربوهم بوحشية لا مثيل لها في التاريخ من حيث التمثيل بهم او تهجيرهم او قتلهم على الاسماء المرتبطة بأهل البيت عليهم السلام اولئك جميعاً تجسد لنا معنى ان الدين قبل ظهور الامام(ع) قد فقد غضارته على يد هؤلاء الاعداء من كفار ومن شرائح تشوه معالم الشريعة متخلفة في ذهنيتها ووحشية في عدائها.
وهذا فيما يتصل بالتوسل بالله تعالى بان يعيد الدين على يد الامام(ع) غضاً.
ولكن كما لاحظنا فان فقرات الدعاء اضافت الى ذلك بان يعيد الله تعالى الدين على يد الامام المهدي جديداً وصحيحاً وهذا ما نحدثك به لاحقاً ان شاء الله تعالى.
ختاماً نتوسل بالله تعالى بان يجعلنا من المتمسكين بالثقلين ومن المجاهدين بين يدي الامام المهدي(ع) في معركته الاصلاحية وان يوفقنا لممارستنا العبادية والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة