البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم... وأعنه على ما وليته وإسترعيته..."

الأحد 15 سبتمبر 2019 - 14:30 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: "اللهم... وأعنه على ما وليته وإسترعيته" من دعاء عصر الغيبة.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الذي يتلى في زمان الغيبة (غيبة الامام المهدي(ع))، حيث حدثناك عن مقاطع منه، وانتهينا من ذلك الى المقطع القائل عن الامام(ع) (بانه الهادي المهدي، والقائم المهتدي، ...) ان هاتين العبارتين اللتين نلاحظهما الان تسم احداهما الامام(ع) بانه "الهادي المهدي" والاخرى بانه القائم المهتدي ... والسؤال الآن هو ماذا نستخلص من تلك العبارتين؟
من البين ان العبارتين المذكورتين تتناولان سمتين هما "الهدى والقيام" أي قيام الامام المهدي(ع) واقتران ذلك بالهدى بيد ان النكات التي نستهدف توضيحها الان هي لماذا جاءت السمة المتصلة بالهدى على ثلاث صيغ هي (الهادي، المهدي، المهتدي)؟ ثم لماذا ازدوجت الصفتان (الهادي، والمهدي) وانفردت صفة المهدي مقترنة بصفة القائم؟ ان امثلة هذه الاسئلة لها اهميتها بالنسبة الى من يحرص على قراءة الدعاء بوعي تتطلبه مبادئ القراءة الشرعية أي مطالبة النصوص الشرعية بان نقرأ ونعي ما نقرأ ولا اقل فان الامام المهدي(ع) حينما نندبه او نسأله تعالى بان يجعلنا من اعوانه اليس المفروض بان نعي الكلمات التي نندب او نتوسل من خلالها؟
اذن تكرر الاسئلة المتقدمة ونحاول الاجابة عنها، ومن ذلك السؤال عن مفهوم الهدى اولاً واقترانه بقيام الامام المهدي(ع) ثانياً، والنكات الكامنة وراء العبارة المزدوجة أي عبارة "الهادي المهدي" منجانب و"القائم المهتدي" من جانب آخر.
بالنسبة الى مفردات الهدى نعتقد ان قارئ الدعاء يعرف تماماً بان رسالة السماء اساساً هي هدى للبشرية أي ترشدهم الى ما هو لهم خير مع ملاحظة ان الخير له مستويات متنوعة وان المطلوب هو الذروة من مستويات الخير، بصفة ان الله تعالى هو الخير المطلق ومن ثم فانه تعالى لابد وان يرشدنا الى ما هو الخير في اعلى صعده من هنا يمكننا ان نفسر اولاً سبب ما ورد من تكرار "الهدى" بالنسبة الى سمات الامام(ع)، حيث لاحظنا بان الدعاء وسم الامام(ع) مرة بانه "الهادي" وثانية بانه "المهدي" وثالثة بانه "المهتدي" وهذا يفصح عن الاهمية، وبالاحرى يفصح بان قيام المهدي(ع) اساساً مرتبط بهداية البشرية وليس سواها.
اذن الهداية او الهدى هو الهدف اساساً ولكن السؤال من جديد ما هي الفلسفة او النكتة الكامنة وراء تعدد صيغ الهداية؟ ... هذا سنحاول الاجابة عنه ...
لنفسر اولاً دلالة كل من العبارات او الصيغ الثلاث الهادي والمهدي والمهتدي ...
ولنضرب مثلاً على هذا الموضوع بمفرده هي العلم حتى نتبين الموضوع بجلاء هنا يمكنك ان تتبين ثلاث صيغ هي المعلَّم، والمعلَّم، والعالم، فهناك مثلاً شخصية تمارس وظيفة تعليم الآخرين وهذه الشخصية قد تلقت تعليمها من قبل بحيث اصبحت قادرة على التعليم للآخرين، ولذلك فهي تحمل سمة العلم حيث اصبحت عالمة وتضطلع بوظيفتها والان اذا قدر لنا ان نطابق بين سمة العلم وصيغته التي وضحناها وبين سمة الهدى بالنسبة الى علاقتها بالامام المهدي(ع) نخلص من ذلك الى انه(ع) هاد للآخرين لانه مهدي من الله تعالى الا ان الله قد اودع فيه قابلية الهدى فاصبح مهدياً ونتيجة لذلك اصبح الامام(ع) بعد ذلك مهتدياً بالمبادئ التي اودعها تعالى عنده وهي مبادئ الهدى حيث تقترن بنهوضه وقيامه الذي تنتظره المجتمعات اذن الامام(ع) تتوفر فيه جميع الشروط او الامكانات التي تسمح له بان يهدي البشرية بـ "قيامه" تبعاً لقوله تعالى بان الارض يرثها عباده الصالحون...
للمرة الجديدة امكننا ان نتبين ـ ولو سريعاً ـ معنى الهادي والمهدي والمهتدي والنكتة الكامنة وراء اقتران صفة المهتدي بـ قيام الامام(ع) في حركته الاصلاحية.
ونسأله تعالى ان يوفقنا الى خدمة الامام(ع) انه ولي التوفيق، وان يوفقنا الى ممارسة عملنا العبادي والتصاعد به الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة