البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم إني أسألك أن تريني ولي امرك ظاهراً"

الأحد 15 سبتمبر 2019 - 11:22 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم إني أسألك أن تريني ولي امرك ظاهراً " من دعاء عصر الغيبة.

 

نواصل حديثنا عنالادعية المباركة'> الادعية المباركة ومنها الدعاء الذي يتلى في زمان الغيبة (غيبة امام العصر(ع))، المطلوب، حيث حدثناك عن جملة مقاطع منها ووصلنا الى مقطع يقرر ما يأتي: (اللهم اني أسألك ان تريني ولي امرك ظاهراً، نافذ الأمر، مع علمي بان لك السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشية والحول والقوة، فاعل ذلك بي وبجميع المؤمنين حتى ننظر الى ولي أمرك ظاهر المقالة ...)، هذا المقطع حدثناك عن شطره الاول وهو التوسل بالله تعالى بان يرينا ولي امره ظاهراً نافذ الامر حيث قلنا بان المقصود بين ذلك هو ان يرينا الله تعالى واقعة الظهور متجسدة في نفاذ الأمر أي ظهوره(ع) واضطلاعه بحركته الاصلاحية للمجتمعات ... ولكننا لم نحدثك عن القسم الاخير منه وهو التعقيب على توسلنا المذكور باننا نطمح الى مشاهدة حركة الظهور مع علمنا بان السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشية والحول والقوة هي لله تعالى ان هذا التعقيب يلفت نظرك بلا شك حيث يمكنك ان تتساءل اولاً ما هي العلاقة بين توسلنا بان ندرك زمن الظهور وبين تسليمنا بان السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشية والحول والقوة هي لله تعالى؟ هذا سؤال ...
واما السؤال الآخر، ما هو المقصود من هذه المصطلحات التي تبدو وكأنها متماثلة او مترادفة ولكنها تحمل دلالات تختلف احداها عن الاخرى ونعني بها مصطلحات السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشية والحول والقوة؟ ... هذا ما نحاول القاء الاضاءة عليه ...
ونجيبك عن السؤال الاول وهو العلاقة بين توسلنا بان ندرك زمن الظهور وبين تسليمنا بان السلطان والقدرة ....، هي لله تعالى.
هنا، يمكننا ان نجيب عن السؤال المتقدم بما يلي بما ان ادراك زمن الظهور يظل مرتبطاً بعملية التحديد الزمني من جانب حينئذ اذا قدر لك ان تكون متابعاً لاحاديثنا بان التحديد الزمني للظهور قد نهانا الله تعالى عنه حيث ارجع ذلك الى الكتمان لان المصلحة تتطلب ذلك دون ان ندركها نحن القراء للدعاء ... نقول اذا تذكرنا هذه الحقيقة حينئذ ندرك ايضاً بان التوفيق بادراك زمن الظهور ينطوي على اسرار ايضاً لا يمكننا ان نتبينها لكن الفارق هنا هو ان التوسل بالله تعالى بان يجعلنا مدركين زمن الظهور ينطوري على حقيقة نفسية هي اننا نطمح الى المشاركة في معركة الامام(ع) حيال الانحراف بعكس الحالة الاولى التي تجسد سلوكاً نفسياً هو: الفضول المعرفي أي ان تحديد زمن الظهور ينطوي على تعطش لمعرفة امر لا ضرورة له بينما تظل المشاركة في المعركة التي يخوضها(ع) لها مسوغاتها ولذلك فان التوسل بالله تعالى بان يجعلنا مدركين لزمن الظهور يحمل مشروعية ولكن مع ذلك فان اامر عائد في نهاية المطاف الى الله تعالى وهذا ما جسدته العبارات القائلة: (مع علمي بان لك السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشية والحول والقوة) ... وهذا يعني ان الله تعالى هو الذي يتدخل في تسيير امورنا ومنها التوفيق في ادراك لزمن الظهور والمشاركة في المعركة...
ما تقدم يرتبط بالسؤال الاول وهو العلاقة بين توسلنا بالله تعالى بادراك زمن الظهور وبين تسليمنا بان السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشية والحول والقوة هي لله تعالى.
واما السؤال الآخر فهو ما هو المقصود بدقة بين هذه المصطلحات التي لاحظناها الآن وهي مصطلحات السلطان القدرة الحجة البرهان المشية الحول القوة هذه العبارات تبدو من جانب وكانها متماثلة مثل الحول القوة ومثل البرهان الحجة ومثل السلطان والقدرة ومثل المشية ....
ولكن الامر ليس كذلك بل ان كل واحدة منها تحمل دلالة دقيقة يتعين على قارئ الدعاء ان يتبينها حتى يعي ما يقرأ من العبارات التي يرددها يومياً وهذا ما نحدثك عنه في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.
اما الآن فحسبنا ان نذكّر انفسنا بضرورة ان نستثمر تلاوة هذا الدعاء ونهيء انفسنا فعلاً لادراك زمن الظهور من اجل المشاركة مع الامام(ع) في مقارعة الظلم، وهو امر يحملنا على ان نتوسل بالله تعالى بان يوفقنا الى ذلك وان يوفقنا لممارسة وظيفتنا العبادية والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة