البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم كما هديتني بولاية من فرضت طاعته..."

السبت 14 سبتمبر 2019 - 13:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم كما هديتني بولاية من فرضت طاعته " من دعاء عصر الغيبة.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة وما تتضمنه من نكات يجدر بقارئ الدعاء ان يقف عندها حتى يستثمرها في تعديل سلوكه العقائدي والاخلاقي، ومن ذلك الدعاء الذي يقرأ في زمن غيبة الامام(ع) حيث حدثناك عن الدعاء المذكور في لقاءات سابقة، ونحدثك الآن عن مقطع جديد منه، بعد ان نستشهد بمقطع سابق حيث ان الكلام يرتبط بعضه ببعض ولابد من تذكيرك بما سبق ان حدثناك عنه يقول المقطع (اللهم لا تمتني ميتة جاهلية، ولا تزغ قلبي بعد اذ هديتني) ...
هنا نحسبك اذا كنت متابعاً لهذا البرنامج تتذكر بان الموضوع يتصل بالمقولة المعروفة (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية)... ولذلك فان الدعاء عندما توسل بالله تعالى يعرفنا حجته عقب على ذلك باننا اذا لم نعرف الحجة وهو امام العصر(عج)فلسوف نموت ميتة جاهلية، ولكن بعد هذا التوسل يأتي توسل آخر هو (ولا تزغ قلبي بعد اذ هديتني) حيث ان الله تعالى بعد ان عرفنا الحجة، فان الاهم من ذلك ان نبقى ثابتين على المعرفة المذكورة، بخاصة اذا وفقنا الى مواكبة ظهوره(ع) حيث تلعب الفتن لعبتها، وحيث يثبت من يثبت وينحرف من ينحرف، لذلك يسأل الدعاء الله تعالى ان يثبتنا على الهداية المذكورة ... هنا يواجهنا مقطع جديد هو (اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته عليَّ من ولاة امرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله حتى واليت ولاة امرك، امير المؤمنين علياً بن ابيطالب والحسن والحسين وعلياً ومحمداً وجعفراً وموسى وعلياً ومحمداً وعلياً والحسن والحجة القائم المهدي صلوات الله عليهم اجمعين فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك ولين قلبي لولي امرك ...). 
هنا ندعوك الى ان تتأمل بدقة هذا الربط بين الائمة عليهم السلام وبين الامام الحجة(ع) في المقطع الذي تلوناه عليك فماذا تستخلص؟
الموضوع كما لاحظت يتصل بامام العصر(ع) لكن هل يعني ان معرفة امام زماننا تنحصر في امام العصر(ع)؟ كلاّ! ان الائمة عليهم السلام بصفتهم خلفاء النبي(ص) وبصفة ان كلاً منهم يجسد امام زمانه وبصفة انهم لا ينفصلون عن الايمان بالنبي(ص)، بناءاً على ما ورد من الامر باطاعة الله تعالى ورسوله وأولي الأمر، (وهم أولو الأمر)، حينئذ فان الايمان بالله تعالى ورسوله والأئمة عليهم السلام لا ينفصل بعضه عن البعض الآخر، بل يجسد باكمله تعلم الايمان المطلوب.
لذلك نجد الدعاء المذكور يقرر اولاً هذه الحقيقة (اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته عليَّ من ولاة أمرك بعد رسولك)... أي: انه يشير الى ان الله تعالى فرض علينا طاعة أولي الامر بعد ان فرض طاعته تعالى وطاعة النبي(ص) ... واذا كان الامر كذلك أي ماذا يترتب على هذه الطاعة لولاة الامر "الائمة عليهم السلام"؟ يقول الدعاء بعد ان يذكر اسماءهم جميعاً "كما لاحظت" (اللهم فبثتني على دينك واستعملني بطاعتك، وليّن قلبي لولي أمرك، وعافني مما امتحنت به خلقك، وثبتني على طاعة ولي امرك الذي سترته ...)، لاحظ جيداً هذا التسلسل من موضوع الى آخر من موضوع طاعة الله تعالى وطاعة رسوله، الى طاعة ولاة الامر بعد الرسول ثم الى طاعة ولي الامر الذي ستره الله تعالى.
الى هنا، نستخلص دلالة خاصة من حيث الوظيفة التي ينبغي ان نضطلع بها وهي: الثبات على طاعة ولي امر الله الذي ستره الله تعالى عنا، ولكن نتساءل ما المقصود من ذلك ومستور عنا؟
قبل الاجابة عن السؤال المتقدم ينبغي ان نذكرك بما جاء في المقطع من جديد، هناك جملة امور وردت هنا فيها:
۱- ان يثبتنا الله تعالى على دينه (اللهم فثبتني على دينك).
۲- ان يستعملنا في طاعته (واستعملني بطاعتك).
۳- ان يليّن قلبنا لولي امره (وليّن قلبي لولي امرك).
٤- ان يعافينا مما امتحن به خلقه (وعافني مما امتحنت به خلقك).
٥- ان يثبتنا على طاعة ولي امره الذي ستره (وثبتني على طاعة ولي امرك الذي سترته).
ان هذه المراحل الخمس تحتاج كل واحدة منها الى اضاءة ولو عاجلة حيث ترتبط عضوياً بمجمل عقيدتنا بالله تعالى وبالنبي(ص)وبالائمة عليهم السلام ... ثم بما يواكب ذلك من موضوعات يجدر بقارئ الدعاء ان يلم بها وهو موضوع سنحدثك عنه في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.
اما الآن فحسبنا ان نستثمر قراءة هذه العبارات التي تتوسل بالله تعالى بان يثبتنا على دينه، ويستعملنا بطاعته، ويلين قلوبنا لولي امره، ويعافينا مما امتحن به خلقه، ويثبتنا على طاعة ولي امره الذي ستره عنا، ينبغي ان نستثمر توسلنا بالله تعالى بتحقيقها وان نرتب اثراً عليها مما يعني ان ندرب انفسنا على ممارسة الطاعة الله تعالى وان نتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة