البث المباشر

شرح فقرة: (فانك ان لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك...)

السبت 14 سبتمبر 2019 - 12:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " فانك ان لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك " من دعاء عصر الغيبة.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الذي يقرأ في غيبة الامام المهدي(ع) حيث حدثناك "في لقاء سابق" عن فقرته الاستهلالية القائلة (اللهم عرفني نفسك) ... اما الآن نتحدث عن الفقرة الثانية القائلة (فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك)... هذه الفقرة لو وصلناها بسابقتها لامكننا ان نقرر بوضوح ما اوضحناه في لقائنا السابق من ان الله تعالى فطرنا على التوحيد، وحبب الينا الايمان، وكره الفسوق والعصيان، والهمنا نجوا الاشياء وتقواها وقلنا ان هذه المعرفة اجمالية تحتاج الى تفصيل وهذا التفصيل تضطلع به رسل الله تعالى وها نحن نتحدث الآن عن رسول الله(ص) خاتم النبيين حيث نعرف جمعياً ان الرسل جميعاً نشروا مبادئ الله تعالى في التوحيد وفي معرفته نذكرك بان استهلال الدعاء هو (اللهم عرفني نفسك) وفصلوا في ذلك حيث عرفنا الله تعالى من خلال تعريفه ايانا بواسطة رسله بميدان المعرفة عندما تصل الى رسول الله تعالى فان الحكمة الالهية تقتضي ان تصبح خاتمة الرسالات هي الاكمل بطبيعة الحال، فما دام لكل زمان ومكان سياقاته الخاصة فحينئذ يكون الزمان الاخير مضطلعاً بمهمة كاملة اي الوصول الى المعرفة التي ارادها الله لأمة محمد(ص) بخاصة الطائفة المحقة حيث سنرى عندما ننتهي من عبارة (اللهم ان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك) وهي الفقرة الثالثة من الدعاء اقول كما سنصل الى معنى هذه الفقرة فان المعرفة التي وردت على السنتنا من خلال الدعاء اللهم عرفني نفسك هذه المعرفة تأخذ مستوياتها المتفاوتة من رسالة الى اخرى، ومن طائفة الى اخرى ولكنها تنتهي عند الطائفة المحقة. لكن لنتحدث عن الفقرة المتقدمة فماذا نجد؟
تقول الفقرة "كما لاحظنا" اللهم عرفني رسولك فانك لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك، والسؤال الآن هو نحن نعلم بان الله تعالى ما دام لا يعرف احد كنهه سواه حينئذ فان المعرفة النسبية التي يتفضل بها الله تعالى علينا بمعرفته تظل في الواقع معرفة لا مناص عن صدورها عن الله تعالى حيث لا نملك من جانب معرفة سابقة بالميادين او الصفات التفصيلية بقدر ما تتجسد في نظرتنا والهامنا للخير والشر فينحصر الامر عندئذ بمعرفة التفصيلات بالرسل هنا قد يتساءل القارئ اذا كان الرسول(ص) هو الواسطة في تعريفنا بعظمة الله تعالى حينئذ كيف نتعامل مع الرسول(ص) من حيث المعرفة؟ يبدو ان النكتة مهمة هنا هي ان الرسول(ص) بصفته اعظم شخصية بشرية وغير بشرية بالنسبة الى مستواها العبادي اي افضل المخلوقات في الكون اجمع حينئذ ان المعرفة لشخصيتها تحتاج ايضاً الى من يعرفها وهل غير الله تعالى وهو العارف بشخصية محمد(ص) يستطيع ان يعرفنا بدقائق سماتها؟ يبدو ان الامر كذلك هنا يتداعى الذهن الى شخصية ثانية تلي الرسول(ص) وهي شخصية علي بن ابيطالب(ع) حيث يتداعى ذهن قارئ الدعاء الى مقولة معروفة تتصل بالمعرفة الشامخة التي خص الله تعالى بها محمداً(ص) وخليفته حينما يحصر المعرفة بتلك الشخصية لله تعالى ومعرفته تعالى بهما ....
المهم نتساءل من جديد ماذا نستخلص من عبارة (اللهم عرف رسولك)؟ ربما ان الاجابة عن السؤال المتقدم تستاق قارئ الدعاء الى قراءة الفقرة الثالثة (اللهم ان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك) نقول هذه الفقرة نخصص لها لقاءاً لاحقاً ان شاء الله تعالى ... لكن حسبنا الآن ان نقف عند الفقرة الممهدة ذاتها اي معرفة الرسول حيث لاحظنا ان الدعاء يقرر اولاً ان الله تعالى اذا لم يعرفنا نفسه لم نعرف رسوله وكذلك الرسول اذا لم يعرفنا الله تعالى اياه لم نعرف الوظيفة المترتبة على سلوكنا العبادي الذي خلقنا الله تعالى من اجله.
اذن: نحن الآن مع الفقرة القائلة (اللهم عرفني رسولك) هنا تعري الرسول فضلاً عن نمطه الخاص بمعرفة الله تعالى لشخصية محمد(ص) فان المعرفة الثانوية التي اوكلت الينا بتحققها من خلال تعريف الله تعالى لمحمد(ص) تعني ان نقدر رسالة محمد(ص)ونتبين عظمة الرسالة وعظمة المبادئ التي ينبغي ان تصدر عنها اي نمارس تطبيقاً لما دقق ما رسمه النبي(ص).
اخيراً لا مناص لقارئ الدعاء ان يستثمر تلاوته لهذا الدعاء وذلك بمعرفة الرسول(ص) ومعرفة المبادئ التي جاء بها ولمعرفة الحجج علينا ومن ثم بضرورة العمل بالمبادئ والتدريب عليها والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة