البث المباشر

شرح فقرة: يا ربنا، يا الهنا، يا سيدنا

الإثنين 19 أغسطس 2019 - 13:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا ربنا، يا الهنا، يا سيدنا " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها الدعاء الموسوم بـ (الجوشن الكبير) حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الان عن احد مقاطعه الباديء بما يأتي: (اللهم اني أسالك باسمك يا ربنا، يا الهنا، يا سيدنا، يا مولانا، ...). ان هذه المصطلحات او الاسماء او المظاهر لله تعالي، تنطوي علي دلالات متقاربة من جهة ومتفاوتة من جهة اخري، ويحسن بنا الان ان نحدثك عنها ونبدا باولها وهي عبارة (يا ربنا). فماذا نستلهم منها؟
ان لله تعالي بعض الاسماء التي يختص بها مثل (الله) وبعض الاسماء الخاصة ايضاً ولكنها ذات دلالة مشتركه مثل (رب) حيث تنسحب علي جملة دلالات مثل: المصلح، السيد، المالك وبعضها يشترك في المصطلح مثل السيد ويعنينا من ذالك ان نشير الي السياقات التي يرد فيها احد اسماء الله تعالي هو الذي يحدد هذا الاسم او ذاك. فمثلاً في سوره الناس نقرأ ثلاثة اسماء هي:الرب، الملك الاله، عبر قوله تعالي: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، ...» هنا كان من الممكن - كما ورد في مواقع اخري من القرآن الكريم - ان يكتفي باسم واحد هو: الرب او الملك او الاله الا ان السياق يتطلب هذه الاسماء مجتمعه لاننا قبالة الاعاذة من الشيطان الرجيم الذي يمتلك قوي يخدع بها الناس، ويمارس مختلف الحيل للايقاع بهم. لذلك فان من يستعين بالله تعالي علي الشيطان فانه تعالي يوفقه الي ذلك مهما كانت القوي او الوساوس من القوي الشيطانية، لذلك استخدم القرآن الكريم مصطلح (الرب) ليشير الي المربي، ومصطلح (الملك) ليشير الي السلطان ومصطلح (الاله) ليشير الي المعبود، فاذا استعان الانسان بمن هو يتولي اموره (الرب) واذا استعان بمن هو مسيطر علي الرعية وهو السلطان، واذا استعان بمن هو المعبود الوحيد وهو الاله: حينئذ فانه يمتلك جميع القوي التي يستطيع بها ان يتغلب علي الشيطان.
نخلص مما تقدم الي ان المقطع من الدعاء الذي نحدثك عنه الان قد استخدم اكثر من مظهر ومصطلح لاسماء وصفات الله تعالي منها: الرب حيث قالت العبارة: (اللهم اني اسالك باسمك يا ربنا) وحيث قالت العبارة الثانيه (يا الهنا) مما يعني ان لكل واحد من الاسماء المتقدمة دلالته المختلفة عن الاخر علي الاشتراك في الاسم التوحيدي بطبيعة الحال. فكما لاحظنا في سورة الناس ان مصطلح الرب يعني: تولي الامر، او التربية ونحو ذلك ومصطلح الاله يعني: المعبود حينئذ تبين بوضوح ان الرب هو غير الاله في دلالته الثانوية ولكنه نفسه في دلالته الاولية وهو الله تعالي.
اذن عندما يقول قاريء الدعاء (يا ربنا) انما يشير الي المعني المنسحب علي تولي الامر او الولاية او التولية او التربية، بينما ينسحب مصطلح (يا الهنا) علي معني (يا معبودنا) الوحيد ومن الطبيعي كل واحد من الاسمين المتقدمين يجسد عطاء هو: ان الله تعالي عندما يستجيب دعاء عبده فان الاستجابة تتناسب مع دلالة المصطلح: كما لو كان الداعي يطلب من الله تعالي ان يكفل امور عبده وهكذا بالنسبة الي سائر المصطلحات ومنها (يا سيدنا) حيث وردت العبارة المتقدمة بعد عبارتي (يا ربنا) و (يا الهنا). فماذا نستخلص من عبارة (يا سيدنا)، هذا ما نحدثك به لاحقا ان شاء الله.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة