البث المباشر

شرح فقرة: يا نعم الرقيب، يا نعم القريب

الإثنين 19 أغسطس 2019 - 13:34 بتوقيت طهران
شرح فقرة: يا نعم الرقيب، يا نعم القريب

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا نعم الرقيب، يا نعم القريب " من دعاء الجوشن الكبير.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها الدعاء الموسوم بـ (الجوشن الكبير) حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا نعم الرقيب، يا نعم القريب، يا نعم المجيب،...). 
ونتحدث الآن عو المظهر الاول وهو (يا نعم الرقيب). فماذا تعني هذه السمة؟ 
(الرقيب) تأتي لتشير الى اكثر من دلالة، منها: الحارس، ومنها، الحافظ، ومنها: المراقب للشيء، وهكذا. 
ولو اخترنا اية سمة من السمات المذكورة لوجدنا ان الله تعالى هو الحارس لنا، يحرسنا من الاسواء، وهو الحافظ لنا يحفظنا من الشرور، وهو المراقب لما ولأعمالنا، وما يترتب على ذلك من النتائج، انه تعالى في الحالات جميعاً هو: الرحيم بنا دون ادنى شك ولعل الفقرة او المظهر الذي ورد بعد الكلمة المذكورة، وهي (يا نعم القريب)، تفسر دلالة الرحمة التي اشرنا اليها، ولعلك تتساءل عن الصلة بين (الرقيب) وبين (القريب) ثم ما بينهما وبين السمة الثالثة وهي (يا نعم المجيب)، وحينئذ ستندهش من هذه المظاهر من حيث تجانسها ايقاعياً. فهناك التجانس ايقاعياً بين كلمة (رقيب) وكلمة (قريب) حيث تتماثل الحروف الاربعة (الراء، والقاف، الياء، الباء). 
وهذا التماثل الايقاعي اذا اخترناه، حينئذ سنواجه تجانساً دلالياً بين كلمة (القريب) وبين الكلمة الثالثة وهي (المجيب). 
يقول الله تعالى في كتابه الكريم «فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ...». هذه الفقرة من النص الكريم تقول عن الله تعالى بانه (قريب) وتقول بانه تعالى (مجيب) للداعي، تأمل من جديد كلمة (أجيب) وكلمة (قريب) من الآية المتقدمة، ثم تأمل عبارتي (يا نعم القريب) و (يا نعم المجيب) حينئذ ستتبين بوضوح: الصلة الدلالية والجمالية بين هاتين الكلمتين في الدعاء، وبينهما في النص القرآني الكريم. 
بعد ذلك نواجه عبارة (يا نعم الكفيل). فماذا نستخلص من السمة المذكورة؟
ايضاً لنتأمل قليلاً حتى ندرك بوضوح بان الله تعالى عندما يتفضل بإنجاز حاجاتنا من خلال استجابته تعالى، فان تعالى يتكفل بذلك، ونعم الكفيل حينئذ، انه (يتكفل) عباده برحمته، انه تعالى يقوم بأمرهم، انه تعالى يعيلهم، وهكذا. 
وهذا هو معنى الكفالة لغوياً، واذا ادركنا بان رحمته تعالى لا حدود لها، حينئذ نفهم معنى عبارة (يا نعم الكفيل) اي: انه تعالى نعم من يتولى امور عباده برعايته. 
بعدها نواجه عبارة (يا نعم الوكيل). فماذا نستخلص من العبارة المتقدمة؟ 
الوكيل هو من يفوض اليه أمر العاجز وهل ثمة من نفوض امورنا اليه غير الله تعالى؟ ان الله تعالى قرر على لسان احد عباده وهو الشخصية التي كانت تكتم ايمانها زمن فرعون، حيث نصحته وذكرته بالله تعالى وبنبيه (عليه السلام) ولكن جوبه بالتهديد لحياته، وحينئذ هتف قائلاً: «وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ».
اذن لا احد غير الله تعالى اشد رحمة بعباده منه، انه تعالى خير من نفوض امورنا اليه في الدنيا والآخرة وهذا ما تنسحب عليه عبارة (يا نعم الوكيل).

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة