بل هو مفتاح مفاتيح الهدى
وعنده الغيب شهود ابداً
به تجلَّت صفوة المعارف
في قلب كلِّ سالك وعارف
بذكره اطمأنّت القلوب
وانكشفت به لها الغيوب
القت له اربابها عنانها
حيث رأت بيانها عيانها
فالغيب عندهم بدا شهودا
نالوا به مقامه المحمودا
بل عاينوا وعانقوا الحقيقة
مذراقبوا وظائف الطَّريقة
وانتشرت بجدِّه العلوم
وانحفظت بحدِّه الرُّسوم
حتّى تجلَّت لاولي الالباب
حقائق السُّنَّة والكتاب
احكمها بمحكم الاساس
جلَّت عن الرَّأي او القياس
وسدَّ باب الظَّنِّ والتَّخمين
وبابه المفتوح باب الباري
هل يترك العين ويطلب الاثر
فما اضلَّ من تولّى وكفر
واستحسنوا البنا على اساسه
واتَّخذوا سبيله سبيلاً
ما راقبوا الله ولا الرَّسولا
صدُّوا عن الحقِّ وتاهوا في العمى
في مثله تحبس قطرها السَّما
حادوا عن العترة والكتاب
بل نكسوا قدماً على الاعقاب
وانَّ اشباه ابي حنيفة
نتائج السُّوء من السَّقيفة
هي الاساس للمساوي كلِّها
ويستظلُّ الكلُّ تحت ظلِّها
عمَّ بلاء دائها المستور
وليس ينجلي الى الظُّهور
الى ظهور خاتم الولاية
من هو مأمول لكلِّ غاية
فهو معيد الملَّة البيضاء
نقية من زلل الآراء
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.