والشمس لم تمحها غيم ولا قتم
عقباهم الخزي في الدنيا وإن عظموا
أما رأيت هشاماً إذ أتى الحجر
السامي ليلثمه والناس تزدحم
أقام كرسيّه كيما يخف له
بعض الزحام عسى يدنو فيستلم
فلم يفده وقد سدت مذاهبه
لم يكن يستطع يخطو له قدم
فاخرج الناس إجلالاً لهيبته
حتى كأن لم يكن منهم بها إرم
تجاهلاً قال من هذا فقال له:
أهل المعارف من أقوالهم حكم
*******
محنة السجاد
بأبي أبيَّ الضيم لا يعطي العدى
حذر المنية منه فضل قياد
بأبي فريداً أسلمته يد الردى
في دار غربته لجمع أعادي
حتى هوى ثبت الجنان إلى الثرى
من فوق مفتول الذراع جواد
يا رأس مفترس الضياغم من الوغى
كيف انثنيت فريسة الأوغاد
ما إن بقيت من الهوان على الثرى
ملقىً ثلاثاً في ربى ووهاد
إلا لكي تقضي عليك صلاتها
زمر الملائك فوق سبع شداد
لهفي لرأسك وهو يرفع مشرقاً
كالبدر فوق الذابل المياد
يتلو الكتاب وما سمعت بواعظٍ
تخذ القنا بدلاً عن الأعواد
والهفتاه على خزانة علمك السجاد
وهو يقاد في الأصفاد
ما لي أراك ودع عينك جامدٌ
أو ما سمعت بمحنة السجاد
قلبوه عن نطع مسجىً فوقه
فبكت له أملاك سبع شداد
ويصيح واذلاّه أين عشيرتي
وسراة قومي أين أهل ودادي
منهم خلت تلك الديار وبعدهم
نعب الغرائب بفرقةٍ وبعاد
أترى يعود لنا الزمان بقربكم
*******
الشاعر: الشيخ أحمد النحوي.