بنفسي كماة من لؤي بن غالب
تعادى عليها للعداة كتائب
وكم حاربتهم آل حرب وما اكتفوا
هم غصبوهم إرثهم من أبيهم
ومن عجب إن خضبت من دمائهم
ضباها بيوم الطف وهي الخواضب
فيا لعليل في القيود مغلّل
ترامى به نحو الشئام الركائب
وكل الرزايا دون أرزائك التي
بها انهمرت من مقلتيك السحائب
على خلقه العافي به والمعاقب
كظمت على بلواك غيضك شاكراً
وقد زُلزلت منها الجبال الشناخب
ودسّ إليك السم غدراً بمشرب
هشام فلا ساغت لديه المشارب
فيا لإمام محكم الذكر بعده
قد انطمست علامه والأخاشب
ويا لسقيم غاله السم بعدما
على سقمه قد أنحلته المصائب
ويا لفقيد قد أقامت مآتماً
عليه المعالي وهي ثكلى نوادب
وقد قرّح الأجفان فهي سوارب
وبرّح الأحشاء فهن لواهب
ومات قوام للعلى ومقوّم
وجبّ سنام للفخار وغارب
ولله أكناف البقيع فكم بها
حوت منهم ما ليس تحويه بقعة
ونالت بهم ما لم تنله الكواكب
فبوركت أرضاً كل يوم وليلة
تطوف من الأملاك فيك كتائب
وفيك البحور الفعم جوداً نواضب
وهم صفوة الباري وهم خير عترةٍ
بها يرحم الباري الورى ويعاقب
*******
الشاعر: السيد ميرزا صالح القزويني.