البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم صل على محمد نبيك وصفيك ونجيك"

السبت 30 أكتوبر 2021 - 19:01 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- شرح أدعية الإمام الصادق: الحلقة 48

 

بسم الله وله الحمد أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين والصلاة والسلام على حفظة قرآنه العظيم ومبيني حقائقه للطالبين نبيه المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين.

السلام عليكم اخوة الايمان ورحمة الله وبركاته، اطيب تحية نهديها لكم في مستهل لقاء اليوم من هذا البرنامج ونحن نتابع استجلاء معالم الصورة الفضلى لتلاوة القرآن الكريم من خلال التأمل في فقرات الدعاء المبارك الذي يستحب التوجه به الىالله عزوجل بعد الفراغ من تلاوة ما يتيسر من آياته الكريمة في كل تلاوة، وقد انتهى بنا الحديث الى آخر مقاطعه وفيه يقول مولانا ناشر السنة المحمدية النقية الامام جعفر الصادق –عليه السلام-:

"اللهم صل على محمد نبيك وصفيك ونجيك ودليلك والداعي الى سبيلك، وعلى أميرالمؤمنين وليك وخليفتك بعد رسولك، وعلى أوصيائهما المستحفظين دينك، المستودعين حقك، والمسترعين خلقك، وعليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته".

أعزاءنا المستمعين، بهذه العبارات يختم مولانا الامام الصادق –عليه السلام- دعاءه بعد الفراغ من تلاوة القرآن، وفي ذلك أولاً ضمان لاستجابة الدعاء المتقدم بالفوز بشمولية الانتفاع من البركات القرآنية، وذلك لما ورد في الاحاديث الشريفة أن اختنام الدعاء بالصلاة على محمد وآله- صلى الله عليه وآله- من أهم وسائل استجابة الدعاء.

وثانياً فان في هذه العبارات تنبيه الى أن الأخذ من محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين هو الذي يمكن قارئ القرآن من فهم آياته بالصورة الصحيحة والغور في حقائق المكنونة؛ وهذا ما تحدثنا عنه مفصلاً في حلقات سابقه ضمن شرح فقرات الدعاء السابقة للبدء بتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم؛ ويأتي ختم الدعاء بتجديد الاشارة اليه تأكيداً لأهميته وحفظاً لقارئ القرآن في دائرة فهم القرآن الكريم عن طريق البيان النبوي المعصوع؛ وهذا ما تؤكد الاوصاف التي ذكر بها النبي الاكرم وآله –صلى الله عليه وآله-، في هذه العبارات، وكلها تشير الى اختصاصهم –عليه السلام- بالعلم الالهي والقرآني الكامل ومسؤوليتهم في تغذية الخلق وتربيتهم على أساسه وهدايتهم اليه، وهذا ما نبدأ بتفصله بعد قليل فأبقوا معنا مشكورين:

أيها الافاضل، يصف النص المتقدم النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- بخمس صفات هي: نبي الله وصفيه ونجيه ودليله والداعي الى سبيله عزوجل.

ومعنى النبي معروف، أما الصفي فهو كما ورد في كتب اللغة والتفسير الخليل الخاص المخلص الذي يختاره المصطفي لنفسه لصفائه ونقائه وقد ورد في نهج البلاغة قول الوصي المرتضى –عليه السلام-: "وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصفي وأمينه الرضي صلى الله عليه وآله".

وفي هذا النص اشارة الى النبي الأكرم –صلى الله عليه وآله- هو صفي الله ومختاره تبارك وتعالى من جميع خلقه وبضمنهم الانبياء والمرسلين –عليهم السلام- ولذلك فهو أمين الله المرضي.

وهذا المعنى ينسجم بالكامل ويتكامل مضمونه ينسجم مع الصفة الثالثة التي يذكرها النص لرسول الله، فهو –صلى الله عليه وآله- (نجي الله) فالنجي هو المقرب الذي يحادثه الانسان بأسراره كما ورد في كتب اللغة والى هذا المعنى وردت الاشارة في القرآن الكريم في قوله عزوجل في الآية الثانية والخمسين من سورة مريم ضمن ذكر موسى –عليه السلام-:

" وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً".

مستمعينا الافاضل، أما صفة الدليل فمعناها واضح والداعي الى سبيل الله هو الذي يدعو الناس الى ما فيه عبودية الله وطاعته الموصلة الى قربة فهو –صلى الله عليه وآله- هو داع الى الله في الحقيقة كما وصفه الله بذلك في الأيتين ٤٥و٤٦ من سورة الاحزاب حيث قال:

{يا ايها النبي انا ارسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجاً منير"

فدعوه النبي الاكرم الى الله وسبيله هي بأذنه عزوجل فهي توحيدية بالكامل تنقل العباد الى نور العبودية الخالصة، قال مولانا أميرالمؤمنين في احدى خطبه المروية في كتاب الكافي:

"وأشهد أن محمداً –صلى الله عليه وآله- أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله دليلاً عليه وداعياً اليه فهدم اركان الكفر وانار مصبايح الايمان" وقال –عليه لاسلام- في خطبة ثانية: "ان الله بعث محمداً –صلى الله عليه وآله بالحق ليخرج عباده من عبادة عباده الى عبادته ... ومن ولاية عباده الى ولايته.."

اذن مستمعينا الافاضل، فان النبي الاكرم هو صفي الله وأمينه الرضي الذي اختاره الله لأسراره واطلعه عليها لكي يكون دليلاً عليه وداعيا اليه وبالتالي فهو –صلى الله عليه وآله- القادر عن نقل العباد الى ولاية الله وطاعته النقية لانه العارف بالأسرار الالهية التي اشتمل عليها القرآن الكريم فلا سبيل اليها الا هو وورثة علمه اهل بيته الطاهرون –صلوات الله عليهم أجمعين.

وبهذا نصل مستمعينا الاكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (ينابيع الرحمة) استمعتم لها من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة