البث المباشر

شرح فقرة "اللهم اني قرأت ما قضيت لي من كتابك"

السبت 30 أكتوبر 2021 - 18:52 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- شرح أدعية الإمام الصادق: الحلقة 55

 

بسم الله وله كامل الحمد والثناء اذ هدانا للتقرب اليه بعروته الوثقى وحبله المتين، قرآنه الكريم وعترة نبيه المبعوث رحمة للعالمين حبيبنا وسيدنا الهادي المختار محمد صلوات الله عليه وآله الأطهار.

السلام عليكم أيها الاحبة ورحمة الله وبركاته، أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، نخصصها لنظرة اجمالية لدعاء مولانا الامام الصادق –صلوات الله عليه- عند الفراغ من تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، وهدفنا التعرف الى ما يتضمنه من آداب التلاوة لكي نستعين بها على القيام بعبادة تلاوة القرآن الكريم بالصورة التي يرتضيها الله عزوجل ونحصل بها على أفضل بركات الكتاب الالهي العزيز؛ كما فصلنا الحديث عن ذلك في الحلقات السابقة.

جاء في رواية هذا الدعاء المروي في كتاب الاقبال للسيد ابن طاووس –رحمه الله- ان الامام كان يقول (عند الفراغ من قراءة بعض القرآن العظيم) ونفهم من هذه العبارة استحباب التوجه الى الله بهذا الدعاء بعد كل تلاوة مهما كانت قصيرة.

وجاء في المقطع الأول من هذا الدعاء قوله –صلوات الله عليه-:

"اللهم اني قرأت ما قضيت لي من كتابك الذي أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه ورحمتك فلك الحمد ربنا ولك الشكر والمنة على ما قدرت ووفقت".

ايها الافاضل، الأدب المحوري الذي نتعلمه من هذا المقطع هو أن علينا ان نستشعر قلبيا ووجدانياً ان توجهنا لتلاوة القرآن الكريم في كل مرة هو توفيق من الله ونعمة جليلة ينبغي لنا أن نحمده عزوجل ونشكره عليها استزادة منها.

واضافة الى الشكر القولي ينبغي لنا ان نشكر عملياً لهذه النعمة بحسن الاستفادة منها وذلك بالعمل الدقيق بما تدعونا اليه الآيات المباركة التي نتلوها مستعينين بالله من أجل ذلك، وهذا هو الآدب المحوري الثاني الذي نستلهمه من المقطع التالي من الدعاء وهو:

"اللهم اجعلني ممن يحل حلالك ويحرم حرامك ويجتنب معاصيك ويؤمن بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه واجعله لي شفاءً ورحمة وحرزاً وذخرا".

ايها الاطائب، الأدب المحوري الثالث الذي نتعلمه من المقطع المتقدم من دعاء الفراغ من تلاوة القرآن الكريم هو أن نستعين بالله عزوجل للالتزام بالاوامر القرآنية ولكن مع اخذها من العارفين بها اي العالمين بالمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ وهم اهل بيت النبوة المحمدية وحدهم كما صرحت بذلك كثيرٌ من النصوص الشريفة عرضنا لبعض نماذجها في حلقات سابقة.

أما الأدب المحوري الرابع –أيها الاحبة- فهو أن نستعين بالله تبارك وتعالى للاستشفاء بما نتلوه من الآيات الكريمة، اي ان نبحث فيها مستعينين بالاحاديث الشريفة عن شفاء مختلف الأمراض المادية والمعنوية والفكرية وغيرها كما فصلنا الحديث عن ذلك في الحلقات الخاصة بهذا المقطع.

والادب المحوري الخامس احباءنا هو الاستعانة بالله لاتخاذ ما نتلوه من آيات كابه الحكيم حرزاً نتحصن به من مختلف أشكال الانحرافات والاخطار التي تهدد دين المؤمن ودنياه.

كما أن الأدب المحوري السادس أو نأخذ ما نتلوه من الآيات الكريمة ذخراً اي نحفظها لكي نستفيد من كل منها عند الحاجة اليها في الحوادث الواقعة التي يمر بها الانسان.

ايها الاخوات والاخوة، ونقرأ في المقطع اللاحق من هذا الدعاء الشريف قول مولانا الامام الصادق –صلوات الله عليه-:

"اللهم اجعله لي أنساً في قبري، وأنساً في حشري، وأنساً في نشري، وأجعل لي بركة بكل ىية قرأتها، وأرفع لي بكل حرف درجة في أعلى عليين، آمين يا رب العالمين".
أيها الاطائب، الأدب المحوري السابع من آداب التلاوة الذي نستفيده من هذا المقطع هو ان علينا ان نستعين بالله عزوجل لكي نتخذ من القرآن أنساً لنا يدفع عنا أهوال عوالم الآخرة، وقد هدتنا كثير من الأحاديث الشريفة الى الآيات والسور التي يؤدي الالتزام بمضامينها لكي يصبح القرآن أنساً من تلك الأهوال.

اما الأدب المحوري الثامن فهو الاستعانة بالله جل جلاله للاستهداء بجميع آيات كتابه العزيز للرقي المعنوي والتحلي بالفضائل التي نفوز معها بمرافقة بمحمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين- في أعلى عليين وهي مراتبهم السامية التي جعلها الله لهم وللمقتدين بهم –عليهم السلام-،

وهذا المعنى يؤكده المقطع الاخير من الدعاء حيث يكمل به المؤمن حمده لله عزوجل بشكر محمد وآله الطاهرين على تحملهم جميع أشكال الأذى بهدف ايصال معارف القرآن النقية للمؤمنين، وأسمى صور هذا الشكر الصلاة عليهم ولذلك كان مسك ختام الدعاء هو:

"اللهم صل على محمد نبيك وصفيك ونجيك ودليلك والداعي الى سبيلك، وعلى أميرالمؤمنين وليك وخليفتك بعد رسولك، وعلى أوصيائهما المستحفظين دينك، المستودعين حقك، والمسترعين خلقك، وعليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته".

والى هنا ننهي مستمعينا الافاضل هذه الحلقة من برنامجكم (ينابيع الرحمة) استمعتم لها من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة