واستعانت السعودية بحلفائها الغربيين وخاصة الولايات المتحدة وبقرار من مجلس الأمن يفرض حصارا خانقا على اليمن لمنع وصول أية إمدادات إلى المناطق التي خرجت من سيطرة حكومة هادي وبايعت أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة علي عبدالله صالح الذي انقلب على الرياض بعد ان سلمت الحكم إلى نائبه الضعيف هادي وتخلت عنه.
وكانت المقاتلات السعودية الاميركية الصنع ومدافعها وفرقاطاتها تقصف ليل نهار أهداف تقول انها عسكرية وادعت انها دمرت القدرات الجوية والصاروخية للجيش اليمني وان الأمر لا يعدو ان يكون اياما أو أسابيع وأنها ستدخل صنعاء فاتحة وأنها ستنقل مباشرة على شاشات التلفزيون هزيمة الجيش اليمني واللجان الشعبية وانصار الله وعلي عبدالله صالح.
لكن على خلاف حساباتها، طالت الحرب وتبين ان الجيش اليمني واللجان الشعبية لا زالا يملكان قدرة الرد على السعودية فانطلقت صواريخها لتفتك بما اشترته السعودية من موالين ومقاتلين ومرتزقة ولا يمكن نسيان ذلك الصاروخ البدائي الذي ضرب تجمعا لهم في محافظة مأرب وكبدهم خسائر بشرية ومادية وكانت مراسم تشييع ضباط اماراتيين واضحة وعلنية تؤكد حجم الخسائر.
ومن بعدها دخلت الإمارات بثقلها العسكري والتسليحي والمالي وما جلبته من شركات أمنية توفر المرتزقة مع وجود الدعم اللوجستي والاستخباري الاميركي والاسرائيلي والفرنسي لهذه الحرب الشرسة على اليمن التي رفعت بشكل مخز بمساندة حصار ظالم ، اعداد الضحايا المدنيين من قتلى وجرحى ودمرت الكثير من البنى التحتية، وفاقمت الأمراض والفقر والمجاعة.
ولكن الأمور لم تبق على هذا المنوال وخرجت من الرتابة التي أريدت لها، لان السعودية والإمارات كانتا تراهن على عامل الزمن والحصار والحرب لاضعاف الجيش اليمني واللجان الشعبية ومشاغلتهم في اكثر من جبهة وبالتالي المراهنة على دخول اليأس في صدور اليمنيين والقبول بأية شروط لوقف الحرب وانهاء الحصار، والاستسلام للتحالف السعودي الإماراتي.
فأصبح اليمنيون ليسوا فقط يتقدمون في جبهات القتال المختلفة، بل نقلوا المعارك إلى داخل الأراضي السعودية بالسيطرة على العديد من نقاط الجيش السعودي في المحافظات الحدودية؛ نجران وجازان وعسير، والصواريخ والطيران المسير ضرب في عمق السعودية من مطارات ومنشآت حيوية حتى وصل إلى مطار أبو ظبي الإماراتي لينكشف فشل التفوق المزعوم في الإمكانات العسكرية والتسليحية واللوجستية وتكون الرياض وأبو ظبي في حرج خاصة وأنهما منخرطتان في التصعيد الاميركي ضد إيران.
ان تفوق الطيران المسير اليمني والصواريخ الباليستية للجيش اليمني وارادة القتال الصلبة لليمنيين، تفرض على صاحب القرار السعودي وكذلك الإماراتي ان يعيدا النظر في حرب دخلت عامها الخامس ولم تحقق أي من أهدافها المعلنة بل عرضت امن البلدين إلى مخاطر حقيقية، وان ينزلا من شجرة المكابرة وان يتحليا بالعقل ويرفعا الراية البيضاء وان يتركا اليمن لليمنيين دون أية وصاية وان يكفا عن سياسة الاستعلاء على اليمنيين لان ذاك الزمن الغابر ولى وانتهى ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء.
احمد المقدادي