البث المباشر

الحجة بن الحسن (عج)

الأحد 26 مايو 2019 - 11:34 بتوقيت طهران

تم إلهنا واستبشر الأمجاد

وحق أن تتخذ الأعياد

فقائم الأطهار من قد شادوا

ربع الهدى كان له ميلاد

بسم الله الرحمن الرحيم وبه سبحانه نستعين، صل يا رب على أحمد وآل أحمد ما على الأشجار غرد طائر أو لاح فرقد....
حضرات المستمعين الأفاضل سلام عليكم ورحمة من الباري اللطيف وبركات نحييكم أجمل وأطيب تحية .. نبارك لكم جميعاً ذكرى المولد الميمون السعيد للثاني عشر من أئمة الحق الإمام المهدي (عج) ونقدم لكم هذه الحلقة الخاصة لمولده الشريف، وضمن حلقات برنامج أعلام الهدى نرجو أن تكونوا معنا..
في معجم أحاديث الإمام المهدي عن الإمام الحسن العسكري (ع) قال لعمته حكيمة، وذلك في ليلة النصف من شعبان؛(اكو) يا عمتا بيتي الليلة عندنا فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عزوجل الذي يحيي الله عزوجل به الأرض بعد موتها"
السلام عليك يا حجة الله في أرضه، السلام عليك يا عين الله في خلقه، السلام عليك يا نورالله الذي يهتدي به المهتدون ويفرج به عن المؤمنين.
نعم أيها الأكارم .. مستمعينا .. مستمعاتنا..
ولد الإمام المهدي المنتظر(سلام الله عليه) في دار أبيه الإمام الحسن العسكري (ع) في مدينة سامراء سنة ۲٥٥ للهجرة أو آخر ليلة الجمعة الخامس عشر من شهر شعبان وهي من الليالي التي يستحب إحياؤها بالعبادة وصوم نهارها طبقاً لروايات شريفة مروية في الصحاح مثل سنن ابن ماجة وسنن الترمذي وغيرهما من كتب أهل السنة، إضافة الى ما روي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وأمه الفاضلة الكريمة الطاهرة نرجس.. و قد أخبرت الكثير من الأحاديث الشريفة بأن ولادة المهدي (عج) بن الإمام الحسن العسكري (ع) ستحاط بالخفاء والسرية ونسبت الإخفاء الى الله تبارك وتعالى وشبهت بعضها إخفاء ولادته بإخفاء ولادة النبي موسى أوالنبي ابراهيم (عليهما السلام) وبنيت على ذلك بحفظه (عج) من الطواغيت المتربصين به حتى يؤذي مهامه المقدسة.. فمثلاً: في حديث رواه الشيخ الصدوق بطريقين عن الإمام علي أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال: "... إن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة، فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه".
وروي عن الإمام الحسين (ع) إنه قال: "في التاسع من ولدي سنة من يوسف وسنة من موسى بن عمران وهو قائمنا أهل البيت، يصلح الله أمره في ليلة واحدة"
"اللهم بلغ مولانا الإمام المهدي القائم بأمرك صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين عن جميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها، سهلها وجبلها وبرها وبحرها وعني وعن والدي من الصلوات زنة عرش الله ومداد كلماته وما أحصاه به علمه وأحاط به كتابه".
إن وظيفة الإمام هي قيادة الأمة والناس وهدايتهم وتعليمهم وحمايتهم وإيصالهم للهدف الذي تريده الرسالة الشريفة، ولكن يقوم الإمام المهدي (عج) بذلك في عصر الغيبة؟ هذا السؤال نوجهه لسماحة السيد حسن الكشميري الباحث الإسلامي من قم المقدسة، لنستمع الإجابة:
الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله آل الله. الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه هو البقية الباقية من الأئمة الإثني عشر وتحدث رسول الله وهكذا الأئمة واحداً بعد واحد عن دور هذا الامام العظيم حينما يظهر، ويظهر سلام الله عليه وقد جمدت أحكام الاسلام وعطلت حدود الاسلام ولم يبق إلا أسمه ويظهر الامام المهدي كأمل للإنسانية المعذبة التي فتكت بها الحروب ودمرتها اطماع المستكبرين وبالتالي هذه الأمة تتطلع الى منقذ يقيم فيها حكم الله تعالى الذي لاغنى فيه لأحد وتنتظر الأمة قيام امام عادل صارم ينشر العدالة ويمحو الظلم والجور ويسحق الإستعباد ويشيع الفضيلة والرحمة والمواساة والسلام ويبسط الإيثار والمودة بين الناس. هناك وللأسف من ينطلق من منطلق ضيق ويصور او يوهم بأن الامام المهدي اذا خرج يقتل كذا ويفعل كذا فهذا في الواقع عبث بالحقائق وتضليل للأفكار. الأمة الاسلامية كلها والانسانية كلها تنتظر هذا الامام العادل الذي ينشر الامامة في مساحتها التي وردت في القرآن وبحسب بيانات رسول الله صلى الله عليه وآله فهو امام عادل وهبة الله وهو نعمة كبرى على الناس، يملأ قلوب البؤساء والمحرومين رجاءاً ورحمة وينشر خيرات الله سبحانه وتعالى. الامام المهدي سلام الله عليه أعده الله تعالى لإصلاح العالم لتغيير مناهج الأنظمة الفاسدة، السائدة والتي كما نرى اليوم هبطت بالانسان وللأسف الى مستوى سحيق ماله من قرار. الله سبحانه وتعالى وعد العباد "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" (سورة القصص٥) أعد الله سبحانه وتعالى الامام المهدي للقيادة بأداء أعظم رسالة إصلاحية وإختاره الله تعالى لهذه المهمة من بين الأئمة ومن بين الأولياء لأن الامام المهدي من أصفى الناس طبعاً وأرقهم قلباً ومن انفذهم بصيرة ومن أكثرهم نكراناً للذات فهو من اهل بيت زكاهم الله تعالى وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. اليوم قضية الامام المنتظر هي من أبرز القضايا الاسلامية وضوحاً ومن اكثرها جلاءاً. كما قلت بشر به الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والنبي لاينطق عن الهوى، كذلك بشر به الأئمة سلام الله عليهم الذين هم خزنة علم رسول وسدنة حكمته وأخبارهم عن الامام المهدي ليست أخباراً قابلة للطعن او التشكيك او التجريح، في سند رواتها هي اخبار متواترة، موثقة حازت درجة القطعية وصدقها أئمة الحديث وآمن بها الحفاظ وأجمع الكل على تدوينها في السنن والصحاح. وأصبح التشكيك فيها نعوذ بالله ضرورة من ضروريات الدين، النبي صلى الله عليه وآله يقول "من انكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله". ختاماً أقول إن خروج الامام ونشره الامامة في ظروف عصيبة تجتازها الانسانية وكما نرى اليوم الأمة والانسانية مروعة بالويلات والكوارث الامام المهدي ينقذ هذه الأمة والانسانية كمصلح عظيم يشيع في أرجاءها الأمن والرخاء وينشر العدل والمساواة إن شاء الله ويغطي الأرض بالقيم الكريمة التي تتطلع اليها الانسانية إن شاء الله. نسأل الله أن يجعلنا من اعوانه وأنصاره ولو بكلمة إن شاء الله.
نشكر سماحة السيد حسن الكشميري الباحث الاسلامي من مدينة قم المقدسة على إجابته.
ونتابع البرنامج بالإشارة الى أن حياة الإمام المهدي تقسم الى أربع مراحل متمايزة وهي:
الأولى: حياته في ظل أبيه أي من الولادة سنة ۲٥٥ للهجرة حتى يوم استشهاد أبيه الإمام الحسن العسكري (ع) سنة ۲٦۰ للهجرة وهي خمس سنوات تقريباً.
ثانياً: حياته منذ استشهاد والده أي سنة ۲٦۰ للهجرة حتى انتهاء الغيبة الصغرى سنة ۳۲۹ للهجرة وهي تناهز السبعين عاماً.
المرحلة الثالثة: حياته في الغيبة الكبرى والتي تبدأ بعد رحيل سفيره الرابع عام ۳۲۹ للهجرة وهي مستمرة حتى يوم ظهوره (عجل الله فرجه).
والمرحلة الرابعة حياته في مرحلة الظهور التي تبدأ بعد انتهاء الغيبة الكبرى وهو عهد الدولة المهدوية المرتقبة والتي أخبرت عنها نصوص الكتاب والسنة.
"اللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة واكحل ناظري بنظرة مني اليه وعجل فرجه وسهل مخرجه وأوسع منهجه واسلك بي محجته وأنفذ أمره وأشدد أزره واعمراللهم به بلادك وأحيي به عبادك"

تبلج الأمر وانجابت دياجينا

ورفرف النصر واهتزت مواضينا

يا ليلة النصف من شعبان مابرحت

ذكراك تغري ينجواها أمانينا

عودي علينا كما تهوى مفاخرنا

وطالعينا بما ترضي معالينا

مولودك البكر ما انفكت خواطره

تثيرنا، ومعانيه تسلينا

أيها الأفاضل.. إخوة الإيمان
كانت تواجه الإمام الحسن العسكري (ع) مهمة على درجة كبيرة من الحساسية، فكان عليه أن يخفي أمر الولادة عن أعين السلطات العباسية بالكامل والحيلولة دون اهتدائهم الى وجوده وولادته ومكانه، وذلك حفظاً للوليد المبارك من مساعي الإبادة العباسية المتربصة به ولذلك أخفي خبر الولادة تقريباً كما نلاحظ أوامره المشددة لكل من أطلعه على خبر الولادة من أرحامه والخواص بكتمان السر بالكامل، فهو يقول مثلاً لأحمد بن اسحاق: " ولد لنا مولود فليكن عندك مستوراً ومن جميع الناس مكتوماً"
ومن جهة ثانية، كان عليه الى جانب ذلك وفي ظل تلك الأوضاع الإرهابية وحملات التفتيش العباسية المتواصلة إن يثبت خبر ولادته (ع) بما لا يقل الشك إثباتاً لوجوده ثم إمامته، فكان لابد من شهود على ذلك يطلعهم على الأمر لكي ينقلوا شهاداتهم فيما بعد ويسجلها التأريخ للأجيال اللاحقة، ولذلك قام (ع) بإخبار عدد من خواص شيعته بالأمر وعرض الوليد الميمون عليهم، بعد مضي ثلاثة أيام من ولادته السعيدة المفرحة.. كما عرضه على أربعين من وجوه وخلص أصحابه بعد مضي بضع سنين والإمام يومئذ غلام صغير وأخبرهم بأنه الإمام من بعده، كما كان يعرضه على بعض أصحابه فرادى بين الحين والآخر ويظهر لهم منه من الكرامات بحيث يجعلهم على يقين من وجوده الشريف.
ومن جهة ثالثة كانت تواجه الإمام الحادي عشر (ع) مهمة التمهيد لغيبة ولده المهدي وتعويد المؤمنين على التعامل غير المباشر مع الإمام الغائب، وقد قام (ع) بهذه المهمة عبر سلسلة من الإجراءات كإخبارهم بغيبته وأمرهم بالرجوع الى سفيره العام، عثمان بن سعيد، فهو يقول لطائفة من أصحابه بعد أن عرض عليهم الإمام المهدي (ع) وهو غلام:
" هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم، ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر، فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا الى أمره وأقبلوا فهو خليفة إمامكم والأمر إليه.."
يلاحظ، أحبة الحق، بأن الأحاديث الشريفة تصرح بأن خفاء الولادة من العلائم البارزة لهوية الإمام المهدي المبشر به، وهذا أحد الأهداف المهمة للتصريح بذلك وهو تعريف المسلمين بإحدى العلائم التي يكشفون بها زيف مزاعم مدعي المهدوية كما شهد التأريخ الإسلامي الكثير منهم ولم تنطبق على أي منهم هذه العلامة فلم تحط ولادة أي منهم بالخفاء كما هو ثابت تأريخياً.
إن بني العباس كانوا على علم بأن المهدي الموعود هو من ولد السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وإنه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وقد انتشرت الأحاديث النبوية المصرحة بذلك بين المسلمين ودونها علماء الحديث قبل ولادة الإمام الحجة (ع) بعقود عديدة، كما علم العباسيون أن الإمام الحسن العسكري هو الإمام الحادي عشر من أئمة العترة النبوية، لذا فمن الطبيعي أن يسعوا لقطع هواجس ظهور المهدي الموعود بالإجتهاد من أجل قطع نسل والده العسكري (ع) ولذا فقد أخفي ولادة منقذ البشرية جمعاء.

طوبى لقوم آمنوا بالغيب

ولم يثب إيمانهم بالريب

قد كشف الله حجاب القلب

فاستوت الغيبة والأشهادا

متى نرى ذاك المحيا الأنوارا

بين الورى بلاحجاب مزهرا

وأشرقت بنور ربها الثرى

منه وعم الرشد والإرشاد


نعم أحبة الخير والفضيلة، يقول الإمام الحسن العسكري معللاً الحرب المحمومة ضدهم فيما رواه عنه معاصره الشيخ الثقة الفضل بن شاذان؛ قال: حدثنا عبد الله بن الحسين بن سعد الكاتب قال: قال أبو محمد (الإمام العسكري) " قد وضع بنو أمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين، أحدهما أنهم كانوا يعلمون أنه ليس لهم في الخلافة حق فيخافون من إدعائنا إياها وتستقر في مركزها، وثانيتهما أنهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أن زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منا، وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة والظلمة، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله (ص) وإبادة نسله طمعاً منهم في الوصول الى منع تولد القائم (ع) أو قتله، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم.. إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون".
وقد واصل الإمام المنتظر (ع) ارتباطه بأتباعه من خلال نوابه الأربعة خلال مرحلة الغيبة الصغرى وبقي بعدها يمارس مهامه القيادية وينفع الأمة كما ينتفع بالشمس إذا ظللها السحاب. وهو لايزال يمارس مايمكنه من مهامه الإلهية خلال مرحلة الكبرى تمهيداً لظهوره ليملأ الأرض عدلا بعد أن تملأ ظلما وجورا.. وذلك بعد أن تتهيأ الظروف الموضوعية اللازمة من حيث العدد والعدة وسائر الظروف العالمية التي ستمهد لظهوره كقائد رباني عالمي، وتفجير ثورته الكبرى وتحقيق أهداف الدين الحنيف المبين.
جاء في أمالي الصدوق قدس سره: ... رواية عن رسول الله (ص) أنه قال: " لما عرج بي الى السماء السابعة ومنها سدرة المنتهى، ومن السدرة الى حجب النور، ناداني ربي جل جلاله: يامحمد، أنت عبدي وأنا ربك، فلي فاخضع وإياي فاعبد وعلي فتوكل وبي فثق، فإني قد رضيت بك عبداً وحبيباً ورسولاً ونبياً، وبأخيك علي خليفة وباباً فهو حجتي على عبادي وإمام لخلقي، به يعرف أوليائي من أعدائي وبه يميز حزب الشيطان من حزبي وبه يقام ديني وتحفظ حدودي وتنفذ أحكامي، وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي، وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا، وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني.

ومن سنا غرته زها

الليل النهار في البها

بحر المحيط ماؤه ازدها

منه استمدت وبه الإمداد

فقم نهني المصطفى والأنبيا

والملة الغرا وكل الأوصيا

واتل مديحة بنادي الأوليا

فقد حلا الإنشاء والإنشاد


مرة أخرى من خلال برنامجكم (اعلام الهدى) نبارك لحضراتكم أيها الأكارم ذكرى ميلاد خاتم الأئمة الحجة المنتظر (عج) الأغر ونقدم لكم أعطر باقة ورد من الرياحين والياسمين متمنين لكم من الباري الكريم أسعد الأوقات وأنفعها.. دمتم بألف وألف خير وسعادة ولكم منا أحلى دعاء وأجمل تهاني.... الى اللقاء..

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة