البث المباشر

ميلاد سبط الرسول الأعظم محمد (ص)، الإمام الحسين (ع)

الأحد 26 مايو 2019 - 11:15 بتوقيت طهران

أحسين يا صبح التقى يا شعلة

تجتاح ليل الزمرة الرعناء

يا منبع الأعزاز روى فيضه

جدب الورى فغدت من الأحياء

زخرت بمولدك العواطف نشوه

وتفجرت بروائع الإيحاء

رددت ذكرك بالقصيد مودة

فالشعر فيض مودة وولاء


بسم الله الرحمن الرحيم وبه سبحانه نستعين
أحبة الإيمان؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحييكم ونبارك لكم الذكرى الميمونة لميلاد أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) نهدي لحضراتكم تبريكاتنا هذه المعطرة بعطر الياسمين الفواحة من بساتين أهل بيت الرسالة الأكارم الميامين متمنين لكم السرور الدائم.
هذه حلقة خاصة من برنامج أعلام الهداية عن المولد السعيد لسبط الرسول (ص) ثالث أئمة الحق، تابعونا مشكورين.
الإمام الثالث من الأئمة الأطهار الأبرار، أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب، جده أشرف وأكمل الكائنات النبي محمد الصادق الأمين (ص) ووالده الإمام أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين سلام الله عليه ووالدته الطاهرة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام).
من ألقابه: الرشيد – الطيب – الوفي – الشهيد – السبط والسيد..
لقد استلم سيد الشهداء الإمامة مباشرة بعد أخيه كريم أهل البيت الإمام المجتبى (ع) عام ٥۰ للهجرة.
أجل، وهو أشبه الناس بصاحب الخلق العظيم سيد الأنبياء والمرسلين المصطفى (ص) ومنه استمر خط الإمامة الوضاء في التسعة المعصومين من ذريته خاتمهم المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه).
والحسين هو أحد الأربعة الذين باهل بهم النبي (ص) نصارى نجران و أحد الخمسة في حديث الكساء.
نعم، وهو أحد الذين جعل القدير الأعلى مودتهم واجبة، وقد خلد له رسول الله (ص) أوسمة رائعة منها، قوله (صلى الله عليه وآله): "حسين مني وأنا من حسين" "الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا" "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
لقد أثمرت دوحة النبوة وشجرة الرسالة بالوليد الثاني بعد الإمام الحسن (ع) فاستبشرت الملائكة بذلك وأشرقت الأرض بنوره، وانطلقت أسارير النبي الخاتم (عليه أفضل صلوات رب العلى)، تفرح به فرحاً عظيماً، فاستلمه بيديه الكريمتين المباركتين وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، بعدها انطلقت النبرات الحزينة من رسول الله (ص) حتى انفجر بالبكاء وهو يحتضن الإمام الحسين (ع) ويشمه ويقبله، وعندما سئل عن سبب البكاء قال: ( تقتله فئة باغية كافرة لعنهم الله لا أنالهم الله شفاعتي)
وهكذا عرف السبط في يوم ميلاده أنه سيد الشهداء العظام، وسماه حسيناً في سابع يوم من ولادته المباركة بعد أن أنزل ذلك الإسم الكريم من قبل الباري سبحانه على الصادق الأمين (ص)، وهو إسم لم يكن لأحد قبله.
عن معنى إسم الحسين وسر نزول أسماء أهل البيت عليهم السلام من الله تبارك وتعالى يحدثنا السيد سعيد درويش الباحث الاسلامي من بيروت فلنستمع معاً.
درويش: بمناسبة ولادت الامام الحسين عليه السلام نتقدم الى صاحب العصر والزمان والى القائد المفدى الامام الخامنئي بالتهنئة والمباركة في هذا اليوم المعظم. عندما ندخل الى الحديث عن الامام الحسين عليه السلام لابد أن نتحدث عن اليوم الثالث من شعبان المبارك في السنة الرابعة للهجرة حيث زفت البشرى الى النبي صلوات الله عليه وآله بمولود الزهراء فأسرع النبي الى دار علي وفاطمة وهناك كانت أسماء بنت عميس تحمل هذا المولود فأعطته الى النبي صلى الله عليه وآله وهو ملفوف في خرقة بيضاء فإستبشر النبي بهذا المولود وضمه الى صدره وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعه في حجره وبكى. فقالت أسماء فداك أبي وأمي مم بكاءك؟ فقال صلى الله عليه وآله من إبني هذا؟ قالت ولد الساعة! قال تقتله الفئة الباغية من بعدي لاأنالهم الله شفاعتي. ثم قال ياأسماء لاتخبري فاطمة إنها حديثة عهد بولادته. ثم إن الرسول صلى الله عليه وآله قال لعلي أي شيء سميت إبني؟ فأجابه عليه السلام ما كنت لإسبقك يارسول الله بإسمه! هنا نزل الوحي المقدس على حبيب الله محمد خاتم النبيين حاملاً إسم الوليد من الله تعالى. وعندما تلقى النبي إسم المولود أمر علياً بتسميته قائلاً سميه حسيناً. هنا نقول ما قاله صاحب كتاب معالي السبطين بأن الحسين هو تصغير لكلمة حسن في لغة العرب كما أن شبير مصغر شبر لأن إسم الحسين كان موجوداً في التوراة وهذا التصغير من اجل التعظيم ولم يسمى أحد بهذا الاسم قبله كما أن يحيى عليه السلام لم يسمى بإسمه أحد قبله والأسم الكريم الحسين يحوي كذلك معنى الصفة المشبهة في الاشتقاق أي أن حدث الحسن قائم لزوماً به ودائم. وذكر ايضاً بأن الله سبحانه وتعالى حجب اسم الحسن والحسين حتى سمى بهما النبي سبطيه وهما اسمان من أسماء اهل الجنة وما سمت الجاهلية بهما. عندما نتكلم عن سر التدخل الإلهي في التسمية فإنه من صفات الاسلام رعاية الآباء لأبناءهم أن يملكوا عليه حق حسن التسمية ففي رواية عن سؤال عن النبي عن حقوق الابن قال تحسن اسمه وأدبه وتضعه موضعاً حسناً، اذا كانت التسمية من حقوق رعاية الآباء لأبناءهم فإن رعاية الله لأنبياءه وأوصياءهم أولى في إستجابها هداية الأمة بهم وحفظ حقوق الهداية فيما لو عصت تلك الأمة أنبياءها وأوصياءهم وكذلك لإظهار الإحتجاج عليهم في امر هو اوضح وأبسط من أن ترقى اليهم بالتحريف فيبقى الاسم عنواناً ونوراً يهتدى به في ظلمات التحريف والتزييف من قبل من حارب الرسالات السماوية وخاصة رسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله فقد روي عن النبي إستحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة، قم يافلان بن فلان من نورك وقم يافلان بن فلان لانور لك. يروي صاحب كتاب البداية والنهاية حديثاً نبوياً حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط.
نشكر السيد سعيد درويش من بيروت ونتابع تقديم هذه الحلقة الخاصة بالمولد الحسيني من برنامج اعلام الهدى فتابعونا على بركة الله.

تشدو القلوب بيومك الوضاء

فتصوغ في ذكراك لحن ولاء

وتفيض أفراح الهناء ويزدهي

وجه الحياة ببسمة وهناء

فالصبح منطلق الخطى متألق

والأفق مشتمل أرق رداء


أيها الأفاضل مستمعينا في كل مكان؛ لقد قام الإمام الحسين (ع) مع أبيه المرتضى أميرالمؤمنين (ع) في المدينة المنورة والكوفة ولازمه في السلم والحرب، ينهل منه العلم والتجربة ومنطق الحياة مقتدياً به في كل شئ لأن الأمير (ع) نفس النبي محمداً (ص).. فهو بذلك يقتدي بذي الخلق العظيم حبيب إله العالمين.
وقد اشترك خامس أصحاب الكساء مع أخيه الإمام الحسن الزكي المجتبى (ع) في فضائل زاخرة بالعطاء، فهو أحد الخمسة الذين نزل فيهم قوله تعالى ؛ "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً"
وأحد اهل المودة؛ قال سبحانه: "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى". وأحد الثقلين، حيث قال الرسول (ص): "إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي..."
إن قائد الأحرار الإمام الحسين (ع) هو من الذين شملهم حديث السفينة الشريف: "مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى"
ولثالث أئمة أهل البيت، عليهم صلوات ربي، فضائل وخصائص جمة، منها؛
- إن الأئمة الأطهار بعده من نسله.
- وإن الدعاء مستجاب تحت قبته.
- كما جعل الله جل شأنه، في تراب قبره الطاهر الشفاء..
ومن أخلاقه الطيبة الرفيعة أن جارية حيته بباقة ريحان فقال لها: أنت حرة لوجه الله. فقال له أنس: تحييك بباقة ريحان لا خطر لها (أي لا قيمة لها) فتعتقها؟ قال الإمام (ع): كذا ادبنا الله تعالى. قال: " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها" وكان أحسن منها عتقها.
وروي أن الإمام الحسين (ع) مرّ بمساكين قد بسطوا كساءً
لهم وألقوا عليه كسراً من الخبز فقالوا: هلم يابن رسول الله، فأكل معهم ثم تلى: "إنه لا يحب المستكبرين" ثم قال: (قد أجبتكم فأجيبوني) قالوا: نعم، فقاموا معه حتى أتوا منزله فقال للجارية: (أخرجي ما كنت تدخرين).
هكذا نرى أن الإمام الحسين (ع) جبل على التواضع ومجافاة الأنانية والكبرياء وقد ورث هذه الظاهرة الطيبة من جده الرسول الأكرم (ص) الذي رسخ أصول الفضائل ومعالي الأخلاق في الأرض.
فسلام عليك يابن خاتم النبيين حين ولدت سعيداً وحين استشهدت حميداً وحين تبعث حياً شاهداً وشهيداً.
نبارك لكم أيها الأخوة والأخوات الكرام مرة أخرى هذه الذكرى الكريمة ألا وهي ميلاد سبط الرسول الأعظم محمد (ص)، الإمام الحسين (ع) ونترككم في رعاية الباري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة