البث المباشر

بكاء السماء على الحسين(ع) وطبيعة هذا البكاء السماوي في مصادر أهل السنة

الثلاثاء 21 مايو 2019 - 15:30 بتوقيت طهران
بكاء السماء على الحسين(ع) وطبيعة هذا البكاء السماوي في مصادر أهل السنة

السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، السلام عليك يا وتر الله الموتور في السماوات والارض اشهد ان دمك سكن في الخلد، واقشعرت له اظلة العرش، وبكى له جميع الخلائق، وبكت له السماوات السبع، والارضون السبع، وقتل الحسين وما ادرانا من الحسين، ذلكم سبط رسول الله اذ اصبح به مفجوعاً بعد ان كان بحبه ولوعاً وذلك هو ابن امير المؤمنين، وطالما ذرف دموعه عليه مخبراً بشهادته، فيوم عاد من صفين وحاذى كربلاء فاضت مآقيه ونادى، صبراً ابا عبد الله.
ولما قيل له هذه كربلاء قال: ذات كرب وبلاء ثم اومأ بيده الى مكان وقال ها هنا موضع رحالهم، ومناخ ركابهم، وأومأ مرة اخرى الى مكان فقال ها هنا مهراق دمائهم.
انه الحسين وقد قتل يا الله كيف قتل!! انه ولي الله الاعظم سفكت دماؤه المقدسة، فوضع صلوات الله عليه يده الشريفة تحت الجرح الذي نفذ منه السهم، فامتلأت، فرمى بذلك الدم المهيب الى السماء، فما رجعت منه قطرة.
اجل هكذا نقل ابن عساكر في تاريخ دمشق والخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام وغيرهما، اذ انه الحسين دمه دم فاطمة الزهراء، صديقة الوجود، وسيدة نساء العالمين، من الاولين والاخرين فكيف يهوي الى الارض وقد رمته كف سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين لا والله فقد ارتفع الى العرش عرش الرحمان، فماذا كان؟!
هكذا نتلو في زيارته الشريفة: بأبي انت وامي ونفسي يا ابا عبد الله، اشهد لقد اقشعرت لدمائكم اظلة العرش مع اظلة الخلائق، وبكتكم السماء والارض وسكان الجنان والبر والبحر، وهل السماء تبكي يا ترى كذا الارض؟!
اجل تعالوا نكتشف الحقائق في طيات الصحائف والنصوص هل الانسان وحده هو الذي يبكي؟ 
يقول العلم الحديث: لا فقد ثبت ان النباتات تبكي، والجمادات كذلك تبكي، وهذا الوجود كله احياناً يبكي، من طين وحجر وتراب وسماء قابل ذلك كله لان يبكي وقد بكت السماوات لقتل الامام الحسين عليه السلام، وذلك لسان الروايات جاء معبراً عن ذلك، في تذكرة خواص الامة ص 283 طبعة الغري كتب سبط ابن الجوزي الحنفي المذهب قال السدي لما قتل الحسين بكت السماء، وبكاؤها حمرتها.
وفي ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ص241 نقل ابن عساكر الشافعي عن ابن سيرين قوله: لم تبك السماء على احد بعد يحيى بن زكريا الا على الحسين بن علي.
وجاء ذلك في كفاية الطالب للحافظ الكنجي الشافعي ص289طبعة الغري، وسير اعلام النبلاء للذهبي الجلد الثالث ص210 طبعة مصر، ونظر درر السمطين للزرندي الحنفي ص220 طبعة القضاء والصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي الشافعي ص192 طبعة عبد اللطيف بمصر، ومفتاح النجاء في مناقب اصحاب الكساء للبدخشي، وينابيع المودة لذوي القربى للشيخ سليمان القندوزي الحنفي ص322 طبعة اسلامبول، ونور الابصار في مناقب آل النبي المختار للشبلنجي الشافعي ص123 طبعة مصر نقلاً عن المقريزي في الخطط.
اما ابن كثير الدمشقي الحنفي، فقد جاء في تفسيره للقرآن ج9ص162 طبعة بولاق بمصر، قال ابن ابي حاتم بسند ينتهي الى عبيد الكاتب عن ابراهيم انه قال: ما بكت السماء منذ كانت الدنيا الا على اثنين قلت لعبيد الكاتب اليس السماء والارض تبكي على المؤمن؟ 
قال ذاك مقامه، حيث يصعد عمله ثم قال: او تدري ما بكاء السماء؟ 
قلت: لا، قال تحمر وتصير فظيعاً، فاهتزت معبرة مرة: عن الحزن الفجيع، والبكاء والصريخ والعويل، وعن الكآبة والتألم والوحشة المريرة.
ومرة عن الاستغراب لما حدث والاستفظاع مما وقع وجرى ومرة عن الاستنكار على من ساهم في هذه الجريمة العظمى، ومرة اخرى عبرت العوالم عن الغضب الذي لا يسكت ولا يخفى حتى يرتسم على المظاهر الخارجية.
فكان بكاء السماء حتى روت لنا الاخبار في مؤثقات مصادرها انه لما قتل الحسين صلوات الله عليه مطرت السماء دماً ورماداً وتراباً احمر، وبكت اربعين صباحاً بالدم، كما بكت الارض بالسواد والشمس بالحمرة.
وقد خرج الحسين سلام الله عليه يوماً على ابيه فقال امير المؤمنين عليه السلام، اما ان هذا سيقتل وتبكي عليه السماء والارض وردة كالدهان أي حمراء كالدهن في ذوبانه ثم قال ان يحيى بن زكريا عليه الصلاة والسلام، لما قتل احمرت السماء وقطرت دماً، وان الحسين بن علي رضي الله عنهما، لما قتل احمرت السماء.
وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لابن حجر الهيثمي المصري الشافعي روى باسناده عن ام حكيم انها قالت: قتل الحسين وانا يؤمئذ جويرية مصغر جارية، فمكثت السماء اياماً مثل العلقة! 
نعم قتل الحسين، حبيب الله وحبيب رسوله، وحبيب فاطمة وعلي قتل وهو الفيض السماوي الزاهي، وطعم الحياة الحلو، واحد اركان الدهر فاضطربت العوالم وانقلب حالها، وظهرت آيات المصاب، وكان يظن ان الكون لا حس له ولا شعور، ولا عقل ولا ضمير، الا ان الكائنات والاكوان والمكونات قد تغيرت بطبيعتها، وكأنها احست شيئاً.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة