تجمع هذه السواحل بين مناظر طبيعية فريدة مثل الجبال المريخية، والبحيرات الملونة، والسواحل البكر، ما يمنح الزائر تجربة مميزة بين الطبيعة والتاريخ الإيراني.
تمتد سواحل مَكُران في محافظة سيستان وبلوشستان على طول يزيد عن 541 كيلومتراً، وتضم نحو 700 موقع طبيعي وتاريخي، ما يجعلها من أبرز المناطق السياحية القادرة على استقبال ملايين الزوار سنوياً. وتشتهر بالشواطئ الرملية والصخرية، والموانئ للصيد والسياحة، ووجود الدلافين في سواحل قوار وبرز، ما أكسبها لقب "الجنة المخفية لإيران".

تعتبر مدينة تشابهار قلب سواحل مَكُران وأكبر منطقة حرة بحرية في إيران، ويبلغ عدد سكانها نحو 200 ألف نسمة. تتمتع بموقع استراتيجي على مسار ممرين عالميين للنقل، ويستقبل رصيفاها الرئيسيان السفن ذات الحمولة الكبيرة حتى 70 ألف طن.
كما يُعد ميناء تشابهار أقرب منفذ للدول المحصورة في آسيا الوسطى للوصول إلى المياه المفتوحة، ما يمنحه أهمية اقتصادية واستراتيجية خاصة.
يشكل الصيد وتربية الأسماك والروبيان جزءاً رئيسياً من اقتصاد المدينة، حيث تغطي نحو 60% من احتياجات البلاد من الأسماك، وتشتهر بإنتاج الروبيان في جنوب شرق إيران. كما يسهم القطاع الزراعي في اقتصاد تشابهار من خلال زراعة الموز، والمانجو، والليمون، والخضروات، إلى جانب السياحة وبيع الحرف اليدوية المحلية مثل التطريز، والصناعات البحرية، والحصير.
وتشمل المشاريع السياحية في تشابهار وكنارك وداشتياري أكثر من 20 مشروعاً، بما في ذلك فنادق، ومجمعات سياحية، ومواقع إقامة بيئية، باستثمارات تزيد على 80 مليار تومان، وقد أُنشئت منها حتى الآن 136 وظيفة.
كما تم اقتراح مشاريع جديدة لإنشاء منصة سياحية ومركز إعلامي، واستكمال المشاريع السابقة، إلى جانب تطوير البنية التحتية، ونقل المياه، وإنشاء أكبر مركز للمعارض، وبناء مدن حديثة، وتطوير الطاقة المتجددة.
وأكدت خيرالنسا أميري، رئيسة إدارة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية في تشابهار، أن سواحل مَكُران بما تحويه من آثار تاريخية، ومعالم طبيعية وسياحية، وحرف يدوية، وإمكانات بيئية خاصة، قادرة على أن تصبح قطباً سياحياً واقتصادياً وتجارياً هاماً، ومساهمة فعالة في التنمية المستدامة للمنطقة.