البث المباشر

قائد الثورة: المرأة ليست عاملة في المنزل، بل هي مديرة

الأربعاء 3 ديسمبر 2025 - 14:46 بتوقيت طهران
قائد الثورة: المرأة ليست عاملة في المنزل، بل هي مديرة

أكد قائد الثورة الإسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي، أن المرأة في الإسلام ليست عاملة في البيت بل مديرة للأسرة، وتمتلك حقوقاً وفرصاً متساوية في العمل والمشاركة الاجتماعية والسياسية والارتقاء المعنوي.

واستعرض سماحته شخصية السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بوصفها إنساناً كاملاً مزيّنا بأرفع الصفات في جميع الساحات، من العبادة والخشوع، والإيثار والصبر على الشدائد، إلى الدفاع عن الحق، وتبيين الحقائق، والإدارة الأسرية، وتربية الأبناء، والحضور المؤثر في أحداث صدر الإسلام. وأشار إلى أنّ المرأة الإيرانية تستلهم من هذا النور الإلهي العظيم وتسير على خطاه.

وأضاف أنّ المرأة في الرؤية القرآنية تحمل هوية سامية ومكانة رفيعة، وأنّ الآيات الكريمة تجلّي دور المرأة والرجل معًا في صناعة التاريخ الإنساني وإمكان وصولهما إلى الكمالات العليا دون تمييز.

وشدّد قائد الثورة على أنّ الإسلام يقرّ المساواة في الحقوق بين المرأة والرجل في ميادين النشاط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وغيرها، وأنّ ما ورد في الشريعة من أحكام تتعلّق بالضوابط بين الجنسين، والحجاب، وتشجيع الزواج، إنما يهدف إلى حماية كرامة المرأة وضبط الشهوات المدمّرة التي أهملها الغرب بالكامل.

وأكد سماحته أنّ الرجل والمرأة في الإسلام عنصران متكاملان، لكلٍّ منهما خصوصيات جسمية وفطرية، لكنهما يشتركان في مسؤولية إعمار الحياة البشرية، وتقدّم الحضارة، وتشكيل الأسرة باعتبارها الركيزة الأساسية للمجتمع. وأشار إلى أنّ الإسلام أولى الأسرة — المرأة والرجل والأبناء — حقوقًا واضحة ومتبادلة، خلافًا للثقافة الغربية التي همّشت هذا البناء الإنساني.

وبيّن سماحته أنّ من أهم حقوق المرأة العدالة في التعامل الاجتماعي والأسري، وصيانة الأمن والكرامة والحرمة، مؤكّداً أنّ الإسلام يرفض النظرة الغربية التي تقوم على ابتذال المرأة وإهانة مكانتها. ونقل عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّ المرأة «كالسَّوسَن» ينبغي أن تُعامَل بلطف ورعاية، لا كعاملة تُكلَّف بالأعمال المنزلية.

كما شدّد على أنّ القرآن الكريم حين يذكر مريم وآسية كنماذج للمرأة المؤمنة، إنما يبرز الدور العقلي والعملي العظيم للمرأة. وأكّد ضرورة حفظ الحقوق الاجتماعية للنساء، مثل المساواة في الأجر للعمل نفسه، والتأمين، والإجازات الخاصة بالمرأة، وغيرها من الحقوق المشروعة دون أي تمييز.

وأوضح سماحته أنّ المحبة الزوجية هي أعظم حقوق المرأة في المنزل، وأن الإسلام ينهى عن كلّ أشكال العنف ضدّ النساء، ويرفض الانحرافات الشائعة في الغرب مثل القتل أو الإيذاء الممنهج للنساء. كما دعا إلى عدم تحميل المرأة أعباء المنزل بالقوة، ومساعدة الزوج لزوجته خلال مراحل الحمل والولادة، وترك المجال أمامها للتقدّم العلمي والمهني.

وأشار القائد المعظّم إلى تقييم الإسلام للمرأة بوصفها مديرة البيت ورئيسته، معتبرًا أنّ النساء الإيرانيات ينجحن في إدارة بيوتهن بتدبير وحكمة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.

وفي المقابل، انتقد سماحته رؤية النظام الرأسمالي الغربي التي تحوّل المرأة إلى أداة للمتعة والاستهلاك وتسلبها هويتها واستقلالها، مؤكدًا أنّ الجرائم والانحرافات التي ظهرت حديثًا في الولايات المتحدة هي نتاج طبيعي لهذا النموذج الثقافي المنحطّ.

وتحدّث سماحته عن التدمير المتعمّد لمؤسسة الأسرة في الغرب وما ينتج عنه من ظواهر خطيرة مثل تفكّك الروابط العائلية، واستغلال الفتيات، وانتشار الانحلال الأخلاقي تحت عنوان «الحرية». وأشار إلى أنّ تسمية هذا الانحطاط بـ«الحرية» ليس إلا تضليلًا وتزييفًا للوعي.

وأكّد أنّ إصرار الغرب على تصدير ثقافته المنحرفة إلى العالم يواجه ردًّا عملياً من الجمهورية الإسلامية، التي أثبتت أن المرأة المحجّبة الملتزمة قادرة على التقدّم والمشاركة الفاعلة في كل المجالات. واستشهد سماحته بالإنجازات غير المسبوقة للمرأة الإيرانية في ميادين العلم والرياضة والفكر والبحث والسياسة والصحة، ودور زوجات الشهداء في ميادين الجهاد الاجتماعي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة