يقع المسجد في قلب محافظة سمنان، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني الهجري، ويُعد من أقدم المساجد ذات القباب في العالم ومن أقدم المباني الإسلامية في إيران. يتميز المسجد بهندسة معمارية فريدة تمزج بين الطراز الساساني والإسلامي، مع تصميم مميز للمئذنة والمسجد نفسه.

بدأت عملية التسجيل أواخر العام الماضي، ووصلت الآن إلى مراحلها النهائية. ويعد المسجد رمزاً لهوية مدينة دامغان وكنزاً ثقافياً يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

وعُقد اجتماع في المحافظة لوضع خطة لإزالة المعوقات، أسفر عن توقيع اتفاقية تعاون بين بلدية دامغان ومديرية التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في سمنان. وتشمل الاتفاقية إزالة الطوابق الإضافية في المباني المحيطة ونقل المصلى المجاور، بالإضافة إلى تسليم مبنى للصناعات اليدوية للبلدية لدعم المشروع.

وأكد مدير عام التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في سمنان أن مسجد "تاريخانة" فخر لإيران ولمدينة دامغان، وأن جميع الإجراءات اللازمة للتسجيل في اليونسكو تُتخذ بكل جدية. وأشار إلى أن المدينة، كونها إحدى عواصم الإمبراطورية الاشكانية والتي تمتد تاريخها إلى سبعة آلاف عام، تمتلك إمكانات كبيرة يمكن استثمارها ثقافيًا وسياحيًا.

وشدد المسؤولون على دعم الصناعات اليدوية وإنشاء أسواق ومعارض ومتاحف لتعزيز السياحة والثقافة المحلية، فيما أكد رئيس المجلس الإسلامي لدامغان أن استقبال نحو 20 مليون زائر سنويًا يمكن أن يسهم في تطوير الاقتصاد المحلي.

من جهته، أشار مدير التراث الثقافي في دامغان إلى أن المسجد يمتلك كامل الإمكانات للتسجيل العالمي، وأن الحفاظ على محيطه يمثل خطوة حاسمة لتحقيق هذا الهدف، مع استعداد ممثلي اليونسكو لزيارة المدينة قريبًا لإتمام إجراءات التسجيل.

يُذكر أن مسجد "تاريخانة" مُدرج ضمن قائمة الآثار الوطنية الإيرانية منذ 15 يناير 1932، ويعود تاريخه بين 130 و170 هجرياً.