قلب العروبة قبلة الإسلام
فيض الشعور ومصدر الإلهام
قُدِّستِ من أرضٍ وطِبتِ مرابعا
حق تزار رُباك بالإحرام
يا قدس قلب في هواك متيم
إن الهوي رحم من الأرحام
من هو شاعر هذه الأبيات باعتقادكم؟
هو شاعر اشتهر بأسلوبه الفذ والتي تجاوزت أشعاره الحدود الإيرانية، مما يدل على إبداعه الفني الذي يميزه عن غيره.
أسس جمعية الشعراء في محافظة خوزستان، مما يبرز إسهامه في تطوير المشهد الثقافي والأدبي في المنطقة.
ألف كتاب النقد الأدبي (قواعده وأصوله) والذي يعتبر مادة دراسية في الجامعات، مما يشير إلى خبرته ومعرفته العميقة في مجال الأدب والنقد.
نظم 50 فرقة موشحات في إيران، والتي أصبحت دولية، مما يظهر تأثيره وتألقه في مجال الشعر.
وهو صديق لقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي والشهيد الحاج قاسم سليماني (ره)، مما يعكس تفانيه في دعم وخدمة القضايا الوطنية والإنسانية.
تعالوا لنغوص سوياً في العالم الجميل لهذا الأديب الذي جمع بين الفن والتعبير والثقافة.
هوالأديب عباس علي الحزباوي من أشهر شعراء خوزستان ولد في شادكان وهاجر إلي الأهواز وسكنها.
بدأ الشاعر حياته الأدبية مبكرا وقال الشعر وهو في الصف الرابع الابتدائي وكان عمره آنذاك لا يتجاوز الحادية عشرة.
يجيد الشعر باللغة الفصحي (القريض) واللغة الشعبية (العامية) وأحدث الشاعر ثورة أدبية شعرية بإيجاده لمجموعة لفرق الموشحات الإسلإمية فجاء بالجديد فيها حتي وصل شعره إلى العالم الإسلامي كله حيث حملت هذه الفرق شعره في رحلاتها إلي جميع الدول الإسلامية.
شارك عباس علي الحزباوي في المواقف الحرجة في البلاد كالحرب المفروضة على ايران. وعين عميدا لجمعية الشعراء في الأهواز، وألف آثارا كثيرة في النظم والنثر.
ولد عام 1944 في قرية (أم الصخر) أو (الحاي) الكائنة في شادكان مسقط رأس الأديب الشاعر ابن السكيت الدورقي ويؤكد ذلك قول الشاعر نفسه في قصيدته التي القاها في مهرجان ابن السكيت في مدينة شادكان حيث يقول:
"أتيت وتطربني الذكريات فيا دورقي أنا دورقي"
ولد الشاعر لأب وام مومنين فوالده هو المرحوم الملا علي ابن راهي الذي كان يحفظ القرآن ويعلمه لكثير من الناس وكان معروفا بتقواه وورعه وطيب أخلاقه وحسن سلوكه. وكان أحد المشاركين في جهاد العشائر ضد الإنجليز.
وأما والدة الشاعر هي إحدي خادمات الحسين –عليه السلام- وابنة المرحوم «الملا كاظم الحزباوي» الذي عرف بإيمانه وورعه وتقواه وهو شاعر أيضا.
فكانت أسرة شاعرنا تتكون من أربعة إخوة وخمسة أخوات بالاضافة إلي والديه. ولكن الشاعر سرعان ما أصيب بكارثة مروعة فقد خلالها سبعة من أفراد أسرته (والدته وأربع من أخواته واثنين من إخوته) فتركت هذه الحادثة الأليمة أثرها علي مجري حياة الشاعر وما تزال بصمات تلك الحادثة ظاهرة جلية علي رغم مرور الليالي والأيام.
تلقي الشاعر دروسا في القرآن الكريم قبل أن يدخل المدرسة الابتدائية ومعلمه هو المرحوم والده الذي كان يعلم القرآن لأبناء القرية في بيته.
وبعد ذلك أكمل الدراسة الابتدائية في مدرسة القرية نفسها ثم شارك بصورة فردية في امتحانات المرحلة المتوسطة واستطاع النجاح فيها وعند بلوغه الثامنة عشرة من العمر هاجر غلي خارج وطنه واستمر في هجرته حتي قبيل انتصار الثورة الإسلامية المباركة حيث اهتم وهو في الهجرة بتثقيف نفسه ودخل «معهد الشرق الأوسط للدراسات العليا» الكائن بدروازة عبد الرزاق بدولة الكويت.
واستمر طوال أربعة أعوام في الدراسة وفي نفس الوقت كان يقتني الكتب والمجلات والصحف العربية والمترجمة. وبعد عودته وانتصار الثورة الاسلامية أخذ قسطا وافرا من الدراسة الدينية علي يدي العلماء المرموقين وهو يعمل الآن كمسوول ثقافي في مركز الشوون الثقافية والاجتماعية لعشائر خوزستان.
كان الحزباوي أستاذا في شعر الهوسات وله فيه باع طويل ولا يكاد يجاريه فيه أحد من شعرآء زمانه.
ثم عاش الشاعر الهجرة بكل ما فيها من غربة عن الأهل والأصدقآء والقرية و الوطن وعاناها بكل مصاعبها ومصائبها وتحمل مشاقها وتبعاتها فكانت الدافع الحقيقي والحافز علي صقل موهبته وتفتح قريحته وانفجار بركان عواطفه وأحاسيسه فبدأت الصحف تنشر له قصائده والإذاعات تذيع له مقطوعاته الشعرية التي لاقت الاستحسان والإاقبال من الجماهير في داخل إيران وخارجها.
فقد نشرت له مجلة اليقظة الكويتية ومرآة الأمة الكويتية الكثير من القصائد مازال الشاعر يحتفظ ببعض تلك المجلات كما نشرت له مجلة الإخاء ومجلات أخري حتي أصبح له ديوان شعري كامل تحت عنوان « ليلي الفنطاس».
ذلك أن الشاعر قد أقام في منطقة « الفنطاس » ما يقارب الخمسة أعوام ويقول في إحدي مقطوعاته التي ضمها الديوان المذكور:
أيا ساحر جميع الناس****حبك في الگلب و الراس
جسمي ساكن فنطاس****و روحي بالعديليه
***
يلابس ثوب المگصب****وفوگ الوجه بوشيه
جمالك گمر و محجب****وسهرني ابلياليه
وبعد عودته إلي وطنه عمل معلما في وزارة التعليم والثقافة في المدارس الابتدائية لعدة سنوات.
وعند اشتداد الثورة الإسلامية اتجه بجميع ما يملك من طاقات فكرية وجسمية وأدبية إلي العمل من أجل الإسلام والثورة الإسلامية المقدسة وحين انتصرت الثورة الإسلامية المباركة.
أسس الشاعر مع المرحوم الشيخ جعفر المحمودي (أحد علماء قم المقدسة) «جمعية شعراء خوزستان العرب» ثم كانت الحرب بين العراق وإيران.
انظم الشاعر إلي حرس الثورة الإسلامية وكان أحد المؤسسين للقسم العربي لحرس الثورة الإسلامية في خوزستان كما كان أحد الكتاب في مجلة حرس الثورة الإسلامية وسرعان ما أصبح الشاعر مديرا مشرفا للبرنامج الإذاعي العربي لحرس الثورة الإسلامية وأحد الكتاب والمترجمين في هذا البرنامج الذي استمر ما يقارب العشرة أعوام وترأس إدارة جمعية شعراء خوزستان.
كذلك أخرج الشاعرالحزباوي برنامجا أدبيا تحت عنوان « دروس في الشعر » وما زالت له مشاركات أخري في عدة برامج إذاعية مثل برامج الأسرة المسلمة وبرنامج جهاد البناء وغيره.
كما خاض حرب الثماني سنوات وشارك في الكثير من العمليات العسكرية مثل فتح بستان وفتح خرمشهر وفتح الشوش وفتح الفاو وحاج عمران وغيرها...
وأن أجمل ذكريات الشاعر هي تلك الأيام التي قضاها في جبهات القتال في مرافقة قائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي – حفظه الله تعالي- حيث كان في ذلك الحين رئيسا للجمهورية الإسلامية وكذلك تشرف الشاعر بزيارة الإمام الخميني –رحمة الله تعالي- مفجر الثورة الإسلامية المباركة.
ومن تأليفاته:
موسوعة الشعر الشعبي ثلاثة أجزاء . أناشيد الأطفال خوزستان . من هو الشهيد . مشاعل على الطريق . سلوة الروح في اللطم والنوح . ديوان أحلى القصائد في رثاء الإمام القائد . ديوان القصائد الخمينيات . ديوان دمعة على شاطي الفرات . ديوان ونت گلب . الموشحات 3 أجزاء . جويد الصلاة الأئمة الجمعة والجماعات . دروس في الشعر الشعبي . دروس في الشعر العربي . الألعاب الشعبية لعرب خوزستان.
كله فان هذه الفرق حملت شعره في رحلاتها إلي جميع الدول الإسلامية وهو الشاعر العربي الوحيد في إيران كله الذي ابتكر هذا النوع من شعر الموشحات حتي شهدت له المحافل الأدبية بذلك وتناقلت أخباره الصحف المجلات في شتي أنحاء العالم.
من أشعار الأديب عباس علي الحزباوي يمكن أن نذكر قصيدته في قائد الثورة الإسلامية التي قال فيها:
قلب العروبة قبلة الإسلام
فيض الشعور ومصدر الإلهام
قُدِّستِ من أرضٍ و طِبتِ مرابعاً
حق تزار رُباك بالإحرام
يا قدس قلب في هواك متيم
إن الهوي رحم من الأرحام
*******
وله قصيدة حول مدينة أهواز، قال فيها:
غنيت اهواز، لحنا لامثيل له
علي الربابة معزوفا به نغمي
اصيلة اللحن من طبعي اصالتها
والخير شيمتها المزروع في شيمي
إلي أن يقول:
غنيتها قلب ايران ومهجتها
خيراتها تغمر الايران كالديم
*********
وقال في قصيدة، يرثي بها الشهيد الحاج قاسم سليماني:
قد مات قاسم: قال قائــــــــــــــــلهم
نوا بســـــــــــــــهم الموت ارداني
لا لم أمت فالمـــــــــــوت خلدني
من نظن اني مت احيـــــــــــــاني
فأنا الحسين السبـــــــط مدرستي
فأنا خميــني سليـــــــــــــــــــماني
والخامنـــــــــــــائي القرم قائد لي
من فكره الثــــــــــــــوري غذاني
فبساطي الاسلام ساحته
انا حارس لدين متـــــــــــــــــفان
***********
ومن أشعاره باللغة الشعبية، نذكر لكم هذه الأبيات:
يلّي اِنكتب عهد العشيگ ما بينچ و ما بيني
ما بين زلفچ و الفَرگ ماشَت شَعَر شِيلِيني
مِن يوم ما اظعونچ سَرَن و النوم حارب للجِفِن
و اعيوني كل ليلي اسهرن و دموعي دمَّ لجلچ جرن
و اجفوني ما طّبها الوسَن و اطيافچ اتناديني
ما بين زلفچ و الفرگ ماشت شعر شيليني
يلّي ابهواچ اتعذّبت و ابسهم فرگاچ اِنصِبِت
مهمه ابعدت مهما غبت مهمه اتعبت مهمه شِبِت
*********
هذا هو الأديب والكاتب والمترجم والمعلم والشاعر والاذاعي وحارس الثورة الإسلامية الأستاذ الحاج عباس علي راهي الحزباوي.
لكنه لا يعتز بكل هذه الألقاب والأسماء والمسميات كاعتزازه بلقب خادم أهل البيت -عليهم السلام- و شاعر الثورة الإسلامية.