كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أعلنت عبر الناطق العسكري باسم الكتائب، أبو عبيدة، الإفراج عن الجندي الإسرائيلي عيدان الكسندر الذي يحمل الجنسية الأمريكية.
وأوضح أبو عبيدة أن القرار اتخذته قيادة الكتائب دون الكشف عن تفاصيل الصفقة أو أي وساطات محتملة، مشيرًا إلى أن قرار الإفراج عن الجندي عيدان الكسندر تم بما يتناسب مع المتطلبات والظروف الميدانية.
وأشارت مصادر في حماس إلى أن عملية تسليم الجندي تمت وفقاً للظروف الأمنية في الميدان، مع التأكيد على ضرورة وقف جميع الهجمات الإسرائيلية في غزة خلال عملية التسليم.
وذكرت التقارير أن عملية التسليم تمت دون أي مراسم شعبية أو عسكرية، في إطار اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار يبدأ عند الساعة 12:00 ظهرًا، وفقًا لما نقلته القناة 12 العبرية.
يُعتبر عيدان الكسندر من أبرز الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام، وقد أُسر خلال العملية العسكرية الأخيرة في قطاع غزة.
على صعيد آخر، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، منذ أن استأنفتها قبل 57 يومًا، وبعد 585 يومًا على بدء العدوان، عقب تنصل نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار، مستندًا إلى دعم سياسي وعسكري أمريكي، وسط صمت دولي وخذلان غير مسبوق من المجتمع الدولي.
وشنت قوات الاحتلال عشرات الغارات، في وقت تصاعدت آثار منع إدخال المواد الغذائية الأساسية منذ بداية مارس الماضي، وهو ما يرسم مشهدًا قاسيًا للمجاعة التي يواجهها سكان القطاع.
واستشهد الصحفي حسن إصليح وأصيب آخرون في قصف من مسيّرة إسرائيلية على قسم الحروق في مجمع ناصر الطبي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
الاستهداف المتكرر للمستشفيات وملاحقة الجرحى وقتلهم داخل غرف العلاج يؤكد تعمد الاحتلال إلحاق الضرر الأكبر بمنظومة الخدمات الصحية وتهديد فرص علاج الجرحى والمرضى حتى على أسرة المستشفيات.
من جهة أخرى، طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في غزة، وإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ونقل موقع "كلاش ريبورت" أن أكثر من 550 مسؤولًا أمنياً إسرائيليًا سابقًا راسلوا ترامب للضغط لوقف إطلاق النار وإعادة المحتجزين، وطالب المسؤولون الإسرائيليون السابقون ترامب باستغلال زيارته للمنطقة لوقف الحرب وإعادة المحتجزين.
وقال رئيس العمليات السابق بالجيش الإسرائيلي، يسرائيل زيف، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيبعث وفدًا إلى قطر بعد إدراكه سعي ترامب لوقف الحرب.
وأضاف زيف أن الحكومة ورئيسها لا يهتمان بالمختطفين، واعتبر أن نجاح ترامب في إعادة الأسير عيدان الكسندر سيكون إهانة موجعة لفشل نتنياهو.
يتزامن ذلك مع ارتفاع الأصوات الإسرائيلية المطالبة بالتوصل إلى صفقة مع حماس تؤدي إلى عودة الأسرى ووقف إطلاق النار.
على صعيد آخر، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات الأساسية ستدفع بالأوضاع إلى تجاوز عتبة المجاعة.
وحذر من أن حرب التجويع الإسرائيلية تفتك ببطء بأرواح المدنيين في غزة، وخاصة الأطفال وكبار السن، ولفت إلى أن استمرار الفشل الدولي في إنقاذ حياة أكثر من مليوني مدني فلسطيني في غزة يُشكل تقويضًا صارخًا لحقهم الأساسي في الحياة والصحة والغذاء والحماية.