نجح باحثون إيرانيون في كسر الاحتكار الأمريكي لإنتاج أدوية تشخيص السرطان من خلال توطين التكنولوجيا المتقدمة في مجال "الدواء الإشعاعي النانوي".
ويسمح هذا الإنجاز، المعروف باسم "شيمانوسيبت"، بالتعرف الدقيق على الأورام في أقل من 15 دقيقة وبدقة تزيد عن 95 بالمائة.
الحرب الخفية في الجهاز الليمفاوي
ينمو السرطان في ظلال الجسم كعدو صامت، ولكن طرق التشخيص التقليدية، مثل الخزعة الغازية والانتظار لمدة تتراوح بين يومين إلى سبعة أيام للحصول على نتائج الفحص المرضي، لا تكون فعالة بما فيه الكفاية في بعض الأحيان.
إن "شيمانوسيبت" باعتباره مادة تتبع نطاق النانو، يكشف عن الموقع الدقيق للآفة السرطانية عن طريق التحرك عبر مسارات الجهاز الليمفاوي (100 نانومتر عرضا) وامتصاصه بواسطة مستقبلات الأورام.
الجسيمات النانوية التي كسرت الاحتكار العالمي
إن مفتاح فعالية الدواء هذا يكمن في أبعاده النانومترية (أقل من 100 نانومتر)، ولكن الوصول إلى هذا الحجم كان التحدي الرئيسي في التصنيع. ونجح باحثو البلاد في هندسة عملية الإنتاج من خلال إجراء أكثر من 300 اختبار مختبري، بما في ذلك 250 تحليل "GPC" لتحديد كتلة البوليمرات.
في السابق، كان على المرضى أن يدفعوا آلاف الدولارات في مراكز أجنبية لاستخدام هذه التكنولوجيا، ولكن الآن انخفضت تكلفة الخدمات ذات الصلة (بما في ذلك فحص الجهاز الليمفاوي في تركيا) من 3000 دولار إلى عُشر إلى عشرين من السعر العالمي.
نهاية انتظار المرضى عام 1405هـ
إن هذا الدواء، الذي تم تطويره بالتعاون مع منظمة الطاقة الذرية وباستخدام "تكنيشيوم 99م" (نظير يتم إنتاجه محليا)، يخضع حاليًا للمراحل النهائية من الدراسات السريرية.
وبحسب المسؤولين، إذا اكتملت الأبحاث بنجاح، فسيتم توزيع "شيمانوسيبت" بشكل جماعي في المراكز الطبية في البلاد اعتبارًا من أوائل عام 1405هـ.
وعلى الرغم من تحقيق تخفيضات كبيرة في التكلفة، فإن التسعير الدقيق للدواء لا يزال خاضعاً للموافقة النهائية للدراسات السريرية من قبل السلطات التنظيمية.
لقد فتح هذا الابتكار الإيراني أفقا جديدا في تشخيص السرطان بسرعة وبتكلفة منخفضة وأبقى على أمل الآلاف من المرضى في الوصول إلى التقنيات المتقدمة دون الاعتماد على البلدان الأجنبية.