تأتي هذه العملية رداً على الهجوم الإرهابي الذي شنه الكيان الصهيوني على القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق، والذي أسفر عن استشهاد عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين.

تعتبر القاعدة المستهدفة من أبرز المواقع الاستخباراتية الإسرائيلية، حيث تلعب دوراً محورياً في جمع المعلومات الإشارية وتوجيه الطائرات المقاتلة الإسرائيلية في الأجواء السورية واللبنانية.

وقد تم تنفيذ العملية باستخدام عدد كبير من الطائرات المسيرة الانتحارية بعيدة المدى والصواريخ الباليستية والمجنحة، مما يجعلها واحدة من أكبر العمليات الصاروخية والطائرات بدون طيار في العالم.

استهدفت العملية أيضاً قاعدة نافاطيم الجوية، التي انطلقت منها طائرات إف-35 الإسرائيلية لاغتيال قادة الحرس الثوري الإيراني.

وقد جاءت هذه الضربة في وقت كان فيه النظام الصهيوني، مدعوماً من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وبعض الدول العربية، يعمل على تعزيز دفاعاته الجوية لمواجهة الضربات الإيرانية.

تضمنت عملية "الوعد الصادق 1" تكتيكاً معقداً، حيث تم إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ من نقاط مختلفة في إيران، مما أجبر الدفاعات الإسرائيلية على التركيز على هذه الأهداف، مما أتاح الفرصة لصواريخ الحرس الثوري لضرب أهدافها بدقة. وقد أثبتت العملية نجاحها في تحقيق أهدافها، مما يعكس تطور القدرات العسكرية الإيرانية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

تشير التحقيقات إلى أن هذه القاعدة تتبع وحدة 8200 في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، وهي المسؤولة عن جمع المعلومات الإشارية وتوجيه الطائرات الإسرائيلية في الأجواء السورية واللبنانية.

تقع قاعدة شلاشيم في أعلى نقطة من سلسلة جبال جبل الشيخ، مما يمنحها السيطرة الكاملة على المنطقة الجنوبية الشرقية من لبنان وجزء كبير من سوريا، بما في ذلك العاصمة دمشق.

منذ احتلال إسرائيل لهذه المنطقة خلال حربي 1967 و1973، تمكنت من تعزيز وجودها الاستخباراتي من خلال تجهيز القاعدة بأحدث أنظمة الرادار واعتراض الإشارات.

تعتبر قاعدة شلاشيم مركزاً حيوياً للعمليات الجوية الإسرائيلية، حيث تم توجيه العديد من الهجمات، بما في ذلك الهجوم على قاعدة تي-4 الجوية في سوريا، من خلالها.

ومع ذلك، لم تكن عملية وعد صادق 1 هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الحرس الثوري الإيراني هذه القاعدة، حيث سبق أن قام بقصفها رداً على استشهاد عدد من مستشاري القوة الجوية الفضائية للحرس الثوري.

لكن الأضرار التي لحقت بقاعدة شلاشيم خلال عملية وعد صادق 1 كانت أكبر بكثير من تلك التي نتجت عن الهجمات السابقة، مما أتاح لقوات حزب الله اللبناني توسيع عمليات الطائرات بدون طيار ضد إسرائيل.

إن استهداف وتدمير جزء كبير من قاعدة شلاشيم في هذه العملية لا يعكس فقط التفوق الاستخباراتي الإيراني، بل يبرز أيضاً القدرة على تحديد الصواريخ الإيرانية وتدميرها، مما يغير من معادلات القوة في المنطقة.