البث المباشر

تصعيد عمليات المقاومة وذكرى يوم القدس العالمي

الأربعاء 26 مارس 2025 - 11:30 بتوقيت طهران
تصعيد عمليات المقاومة وذكرى يوم القدس العالمي

مع اقتراب يوم القدس العالمي، تتواصل في الدول الأوروبية والغربية التظاهرات والتحركات الشعبية المناهضة للإجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين، والمطالِبة بوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

ويثبت أحرار العالم في العديد من البلدان الأوروبية والغربية أن الضمير الإنساني لا يزال حياً، إذ لم يتوقفوا عن ملء الشوارع والساحات منذ بدء العدوان على غزة، رافعين أصواتهم ضد حكوماتهم الداعمة لحرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون.

ففي لندن، خرجت تظاهرة ضخمة عشية يوم القدس العالمي، ضمن فعاليات كبرى شهدتها الأراضي البريطانية. المتظاهرون، من مؤيدي القضية الفلسطينية، نددوا بجميع أشكال العنصرية والقتل والإبادة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني، مطالبين الحكومة البريطانية بوقف دعمها للكيان الصهيوني واستنكار المجازر اليومية.

وفي تحرك آخر، تجمع ناشطون أمام مقر شركة BAE Systems البريطانية المتخصصة في الصناعات الدفاعية والعسكرية، رافعين شعارات تطالب بوقف آلة القتل التي تستهدف الأطفال الأبرياء، ومناشدين بسرعة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

أما في جامعة غلاسكو، فقد خرج الطلاب من فصولهم الدراسية وانضموا إلى مخيم أقيم تضامناً مع غزة خارج حرم الجامعة، احتجاجًا على علاقات الجامعة بصناعة الأسلحة وتوريدها للكيان الصهيوني.

وفي كندا، وعلى الرغم من قرارات السلطات، تحدى المئات من مساندي القضية الفلسطينية القيود، ونظموا فعالية حاشدة أمام القنصلية الأميركية في تورنتو، تحت شعار “متحدون ضد الاضطهاد والفصل العنصري والإبادة الجماعية في فلسطين”، وذلك ضمن المسيرة السنوية الدولية من أجل فلسطين، التي تتزامن مع يوم القدس العالمي.

الشوارع والساحات الرئيسية في ألمانيا، بلجيكا، السويد وهولندا شهدت تظاهرات غاضبة دعماً للفلسطينيين الصامدين في وجه العدوان. ورغم الصقيع والثلوج، حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ورفعوا شعارات منددة بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال.

وفي شكل آخر لدعم غزة، يواصل الناشطون في حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) تحركاتهم في العديد من الدول الأوروبية، حيث اتُّخذت إجراءات لمقاطعة متاجر كبرى، وتم إزالة المنتجات الإسرائيلية من على الرفوف، في خطوة احتجاجية ضد الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في غزة.

يؤكد حجم هذه التحركات أن الزخم الشعبي الداعم لفلسطين يتنامى، مما يضع حكومات الغرب تحت ضغط متزايد لوقف دعمها غير المشروط للكيان الصهيوني، ويدفع باتجاه مواقف أكثر صرامة ضد الجرائم الإسرائيلية.

ميدانياً شهدت قلقيلية اشتباكات مسلحة خلال محاصرة قوات الاحتلال منزلاً في المدينة، كما اندلعت مواجهات مع العدو في الضفة الغربية، وتتزامن عمليات المقاومة الفلسطينية مع ذكرى يوم القدس العالمي، مما يعكس التحديات المستمرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

وقالت فصائل المقاومة الفلسطينية تواصل عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية خلال 24 ساعة الاخيرة ضمن معركة "طوفان الاقصى".

وشهدت قلقيلية اندلاع اشتباك مسلح خلال محاصرة قوات الاحتلال منزلا في المدينة، كما اندلعت مواجهات في 12 نقطة بأنحاء الضفة الغربية، فيما تصدى الشباب الثائر للمستوطنين، في بلدة حزما بالقدس المحتلة وألقوا حجارة صوب المستوطنين.

كما اندلعت مواجهات في بلدتي سلواد، ودير ابو مشعل في رام الله، ومدينة جنين ومخيمها، وبلدتي عتيل ومخيمي طولكرم ونور شمس، وامتدت المواجهات إلى بيت فجار في بيت لحم، وبيت أمر وخاراس في الخليل.

من جهة أخرى، واصلت اليمن تصعيد عملياتها العسكرية دعماً لغزة، حيث أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ ضربات صاروخية ومسيرة ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك مطار بن غوريون ومنشآت في منطقة يافا المحتلة.

كما استهدفت القوات اليمنية حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" في البحر الأحمر، مؤكدةً استمرار حظر الملاحة البحرية المرتبطة بإسرائيل حتى رفع الحصار عن غزة.

وأكد العميد يحيى سريع، الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، أن العمليات ستتواصل "حتى وقف العدوان على غزة"، داعياً أحرار الأمة إلى التحرك لمواجهة "الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الفلسطينيون.

وأضاف سريع أنه "وانتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني في غزة، واستمراراً في إسناده ودعمه، وفي وقت سابق استهدف سلاح الجو المسير أهدافاً عسكرية للعدو الإسرائيلي، في منطقة يافا المحتلة، وذلك بعدد من الطائرات المسيرة".

كما أكّد "الاستمرار في منع الملاحة الإسرائيلية في منطقة العمليات المعلن عنها سابقاً، والاستمرار في تنفيذ العمليات ضدَّ العدو الإسرائيلي حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة"، مجدداً "دعوة كل الأحرارِ من أبناء أمتنا إلى التحرك لوقف الإبادة الجماعية بحق إخواننا في قطاع غزة".

ذكرى يوم القدس العالمي هذا العام تزامنت مع استشهاد مجموعة من القادة الفلسطينيين، يتقدمهم يحيى السنوار، كما شهدت الساحة اللبنانية استشهاد السيد حسن نصر الله والسيد صفي الدين من حزب الله.

يوم القدس العالمي هو مناسبة سنوية تُحتفل بها في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، وقد أُعلن عنه لأول مرة من قبل الإمام الخميني (قدس سره) في عام 1979، بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

يعتبر يوم القدس العالمي رمزاً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ويعكس التزام الدول والشعوب الإسلامية بقضية القدس، كما يُظهر هذا اليوم أن القضية الفلسطينية لا تزال حية في قلوب الملايين، وأن الدعم الدولي لها مستمر رغم التحديات.

يوم القدس العالمي هو فرصة لتجديد العهد مع القضية الفلسطينية، وللتأكيد على أن القدس ستظل محور الصراع العربي الإسرائيلي، وأن حقوق الفلسطينيين يجب أن تُحترم وتُدعم على جميع الأصعدة. من خلال الفعاليات المختلفة، يُعبر الناس عن تضامنهم مع الفلسطينيين ويؤكدون على أهمية الوحدة في مواجهة الاحتلال.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة