لا بد أنكم سمعتم لمن يقول... لن يحدث إنقلاب في أمريكا أبداً... لأن الولايات المتحدة ليست لها سفارة في أمريكا!.
"لماذا استولى الإيرانيون على السفارة الأمريكية في 4 نوفمبر 1979 وأغلقوها إلى الأبد؟ هذا الحدث والذي أصبح يعرف باسم الاستيلاء على وكر التجسس، حدد موقف إيران تجاه القوى الإمبريالية منذ انتصار الثورة الإسلامية فيها".
"الحقيقة هي أن تسخير السفارة الأمريكية لم يكن عملاً من دون أسباب. وكان أحد أهمها هو دعم الولايات المتحدة لمحمد رضا شاه البهلوي بعد هروبه. و هو الذي كان مسؤولا عن سنوات من الاستبداد و القمع في إيران والذي كان يحظي بدعم كبير من قبل أمريكا.
وأثار قرار أمريكا في استمرار الدعم للشاه الهارب، غضب الإيرانيين وجعلهم يعتقدون أن أمريكا لا تزال تؤيد عودة الدكتاتورية إلى البلد. وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت الوثائق التي تم العثور عليها في السفارة أن السفارة الأمريكية أصبحت القاعدة الأساسية لتنسيق المجموعات المناهضة لإيران والتخطيط للانقلاب على الثورة الإسلامية الفتية".
"وطبعا لم تكن هذه المسألة مجرد شأن معاصر. فلايزال الإيرانيون كانوا يتذكرون مرارة الانقلاب الأمريكي-البريطاني عام 1953، عندما أطاحت أمريكا بحكومة الدكتور محمد مصدق الديمقراطية والمنتخبة من قبل الشعب وعاد الشاه إلى السلطة.
فهذا الانقلاب كان لدى العديد من الإيرانيين بمثابة رمز التدخل الأمريكي المباشر في مصير بلادهم، و كان الطلاب الذين استولوا على السفارة يعتقدون أنهم إذا لم يوقفوا هذه المؤامرات فإن التاريخ سيعيد نفسه".
"و بعد الاستيلاء على السفارة، حصل الطلاب على الكثير من الوثائق التي تؤكد تورط السفارة الأمريكية في أنشطة تجسسية والتخطيط للانقلاب. وحتى وجدوا بعض الأدلة على خطط لاغتيال قادة الثورة ومن بينهم الإمام الخميني.
فأطلق الإمام الخميني علي هذا الفعل العفوي للطلاب، اسم "الثورة الثانية" وقررت إيران منذ ذلك اليوم قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. ورداً على هذا القرار فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية صارمة وجمدت احتياطيات إيران المالية."
"كما واستمرت عملية تسخير السفارة لمدة 444 يوم وانتهت بوساطة الحكومة الجزائرية وتوقيع الاتفاقية الجزائرية. فهذه الحادثة لم تغير فحسب مسار العلاقات بين البلدين وتقطعها إلى الأبد، بل أصبحت رمزًا لـ استقلال إيران ضد القوى العالمية. ومن المثير للاهتمام أن بعض المحللين يعتقدون أن أحد أسباب فشل أمريكا في الإطاحة بالجمهورية الإسلامية هو عدم وجود سفارة وقاعدة مباشرة لها في هذا البلد. فهل يمكن القول إن هذه الخطوة غيرت مسار تاريخ إيران إلى الأبد"؟.
"يعد هذا الحدث ضمن النقاط المفصلية والمهمة في تاريخ إيران المعاصر.
ما هو رأيكم بذلك؟.
هل كانت خطوة تسخير السفارة الأمريكية خطوة صحيحة للحفاظ على استقلالية البلاد أم قرار يجب أن نناقشه مرة أخرى؟.
شاركونا بآراءكم."