موضوع البرنامج:
المهدويون وطهارة الأسماع
زيارة امين الله وظهور المهدي
استشف بالقرآن
يا بلسم الجرح المبرح في الحشا
ونسيم روح يكشف الكربات
قد أثقلت ظهري همومٌ جمة
فهرعت نحوك مسرع الخطوات
من لي سواك وليس غيرك يرتجى
مولاي يتمي هد ركن ثباتي
فامدد يديك إلي وأرحم ذلتي
وانقد بقايا الروح قبل فوات
السلام عليكم مستمعينا الاطائب ورحمة الله وبركاته
طبتم وطابت أوقاتكم بكل ما تحبون... ما استمعتم اليه في مطلع هذه الحلقة من برنامجكم المهدوي هذا هي أبيات من قصيدة في التشوق للامام المنتظر –عجل الله فرجه- اخترناها من ديوان (مرآة الشعور) للعالم الاديب الشيخ احمد الدر العاملي حفظه الله.
وفي الفقرة اللاحقة من البرنامج نتابع استلهام وصايا امام زماننا –ارواحنا فداه- تحت عنوان: المهدويون وطهارة الأسماع
ثم نستمع لخلاصة اجوبة العلماء عن سؤال للأخ كاظم جواد حفظه الله بشأن: زيارة امين الله وظهور المهدي
ثم نقدم لكم رواية موثقة لاحد الفائزين بالشفاء ببركة التوسل الى الله بخاتم الاوصياء –عليهم السلام- عنوانها هو: استشف بالقرآن
نسأل الله لنا ولكم أطيب الاوقات واعظمها بركة مع فقرات لقاء اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب).
كونوا معنا ايها الاخوات والاخوة والفقرة التربوية التي اخترنا لها في هذا اللقاء العنوان التالي:
قال مولانا إمام العصر المنتظر –عجل الله فرجه- في دعائه المبارك الموسوم بدعاء (توفيق الطاعة):
اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية وصدق النية وعرفان الحرمة وأكرمنا بالهدى والاستقامة وسدد ألسنتنا بالصواب والحكمة واملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة وطهر بطوننا من الحرام والشبهة واكفف أيدينا عن الظلم والسرقة واغضض أبصارنا عن الفجور والخيانة واسدد أسماعنا عن اللغو والغيبة.
نتابع أيها الاخوة والاخوات ما بدأناه منذ عدة حلقات من استلهام للوصايا التي يوجهها مولانا المهدي للمؤمنين بصورة غير مباشرة وذلك عبر هذا الدعاء المبارك؛ سائلين الله عزوجل حفظه ودوام التوجه به اليه عزوجل وذلك ترسيخاً للوصايا المهدوية التي يشتمل عليها في قلوبنا.
وقد انتهى بنا الحديث الى الفقرة التالية من الدعاء وهي: (وأسدد أسماعنا عن اللغو والغيبة)، فما هي الوصية التي نستلهمها منها؟
عندما نلاحظ أن هذه الفقرة من الدعاء المبارك تتعلق بالأذن وليس باللسان نفهم ان الوصية المهدوية تتوجه للمؤمنين بأن يتنزهوا عن سماع اللغو والغيبة فضلا عن النطق بهما.
فهي اذن مستمعينا الافاضل وصية تشتمل ضمنياً على الامتناع عن النطق باللغو والغيبة اولاً وثانياً عن الاستماع اليهما.
وللعمل بهذه الوصية المهدوية ينبغي أن نعرف اولاً أضرار اللغو والغيبة، لان معرفة ذلك ينفر النفس منها فيسهل ترويضها على التورع عنهما نطقاً واستماعاً.
أيها الافاضل، يستفاد من كتب اللغة ان (اللغو) هو أشد من (اللهو) –في مجال الكلام- يشمل الكلام الذي لا فائدة عقلائية منه وأن ضرره يكون في اشغال قلب الانسان عما ينفعه في حياته اما الكلام اللغوي فهو الذي يشتمل اضافة الى ذلك على أضرار اكبر تكمن في تكدير القلب وتلويثه وجعله شديد التوجه الى ما فيه ضرره.
أما الغيبة –نطقاً او سماعاً- فأضرارها اشد من اللهو ومن اللغو فهي من أهم اسباب اغفال الانسان عن معائبه وجعله يشتغل بعيوب الناس، كما انها من أهم العوامل التي تثير الاحقاد والضغائن وتزيل المودة والمحبة في علاقات الانسان مع الآخرين وكل ذلك ينغص كما هو مشهود الحياة الطيبة للانسان.
أيها الاخوة والاخوات، كما ان مما يعين على العمل بهذه الوصية المهدوية معرفة المصاديق العملية للغو والغيبة التي يجب اجتنابها، وهذا ما سنتناوله بأذن الله في الحلقة المقبلة من برنامجكم (شمس خلف السحاب) أما الآن فندعوكم للاستماع الى زميلنا الأخ عباس الباقري وهو يلخص جواب العلماء على سؤال هذه الحلقة ... نستمع معاً.
الباقري: في زيارة امين الله، الزيارة المشهورة التي يزار بها امير المؤمنين سلام الله عليه الإمام علي ويستحب زيارة جميع الأئمة بها مع تغيير السلام عليك يا امير المؤمنين يقول يابن أمير المؤمنين. يقول في هذه الزيارة قرأت قول الباقر، مضمون قول الإمام الباقر "إن من قرأها كتب إسمه في درج من نور واعطي بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف". يسأل الأخ كاظم عن معنى هذا التعبير يعني ما الذي يعنيه أن يكتب قارئ او زائر الأئمة او زائر امير المؤمنين بزيارة امين الله يكتب بدرج من نور ويعطى للإمام المهدي؟ في الواقع هناك إشارات للإجابة عن سؤالكم اخ كاظم وردت في بحار الأنوار وكذلك في عدة من كتاب رسائل ولائية للعلامة الجليل رضوان الله تعالى عليه ملا زين العابدين الكلبايكاني وغيرهم، الذي يستفاد وبالنسبة لدرج من نور يشير الى أن هناك صفات في زيارة امين الله. بعض المؤمنين رحمه الله كان يقول بأن لم أجد في النصوص الشريفة نصاً يقوي محبة الله في قلب العبد مثل زيارة امين الله ولم أجد نصاً يقوي محبة اهل البيت ومودة اهل البيت في القلب مثل حديث الكساء. محبة الله تبارك وتعالى في زيارة امين الله تنميها من خلال الصفات التي تذكرها يعني تلاحظون أن أصل التوجه للإمام هو كوسيلة الى الله تبارك وتعالى، في حدود سطرين او ثلاث أسطر سلام مختصر على الإمام "السلام عليك ياأمين الله في أرضه" ثم أكثر من ۹۰ او ۸۰% من أصل الزيارة هو دعاء فهذا الدعاء والفقرات التي يشتمل عليها "اللهم إجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضاءك، مولعة بذكرك ودعاءك..." هذه الصفات في الحقيقة تمثل أهم صفات المؤمنين الصادقين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. اذن التحلي بهذه الصفات يكسب الإنسان نورانية فهذا الذي أشير اليه أنه يكتب أسمه في درج من نور يعني تتحلى شخصية المؤمن الذي يصدق في التحلي بهذه الصفات وبالتوسل بأمير المؤمنين وأئمة الهدى للتحلي بهذه الصفات يعني أن تكون نفسه مطمئنة بقدر الله كإمتداد او إشعاع او قبس من رضا أمير المؤمنين او رضا الإمام الجواد او رضا الإمام المهدي بقضاء الله تبارك وتعالى هذا الأمر الأمر الله تبارك وتعالى يجعل فيه النورانية لأحبابه المتخلقين بأخلاقهم أما بالنسبة لقضية الإمام المهدي يعطي إعطاء اسمه في درج من نور للإمام المهدي هو في الواقع إشارة الى أن السبل العملية لأن يصبح الإنسان من خاصة اصحاب الإمام المهدي سلام الله عليه هو التحلي بالصفات المذكورة في زيارة امين الله يعني هذا هو السبيل العملي أن تصرح الرواية بأنه يعطى للإمام المهدي يعني يصبح من أصحاب الإمام المهدي، اذا أدرك ظهوره فنصره واذا لم يدرك ظهوره أعادة وأحياه الله تبارك وتعالى في الرجعة كما تواترت الأحاديث الشريفة بأن الله تبارك وتعالى يحيي طوائف من المؤمنين لكي يفوزوا بنصرة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف عند ظهوره. نشكر الأخ كاظم جواد على سؤاله ونشكركم أيها الأحبة على متابعة هذه الفقرة وماتبقى من فقرات برنامجكم شمس خلف السحاب.
أيها الأكارم، تحمل الحكاية الموثقة التي اخترناها للقاء اليوم درساً مهماً في اهمية التوسل الى الله عزوجل بالثقلين معاً، فتأملوا فيها ونحن نرويها لكم تحت عنوان:
إستشف بالقرآن
الحكاية التالية نترجمها لكم مستمعينا الافاضل، مما نشره الموقع الرسمي لمسجد (صاحب الزمان –عليه السلام- في جمكران)، وهي مسجلة بوثائقها وتأييد الأطباء المختصين لها في سجل الكرامات في هذا المسجد تحت رقم الكرامة (۳۲۲)، ويرجع تأريح وقوعها الى سنة (۱۳۷۸) هجري شمسي أي سنة ۱٤۲۰ هجري قمري.
وقد جرت هذه الواقعة لرجل من أهل مدينة قم المقدسة عمره ستون عاماً رمز لأسمه بحرفي (حاء نون)، قال راويا حكايته ما ملخصه:
)منذ ثلاثين عاماً وأنا اعمل سائق شاحنة ثقيلة انقل البضائع بها عبر الطرق الصحراوية وبين المدن، وقبل مدة نقلت من ميناء الامام الخميني بضائع الى مدينة (كرج) وبعد إفراغ الحمولة عدت الى مدينة قم في الساعة الثانية ظهراً، وكان من المقرر ان نذهب –انا وزوجتي في صباح الغد الى كرج لعيادة أخي المريض... ولكن الذي حدث انني شعرت بالعجز عن القيام عند استيقظت في الصباح الباكر، ظننت في البداية ان الخدر قد استولى على قدميّ، لكنني احسست انهما الى الركبة اصبحا كالخشبة اليابسة، فكان اول من استغثت به متوسلاً الى الله عزوجل هو امام العصر فصرخت: يا امام الزمان...
اجتمع أولادي حولي وهم يسألوني عما جرى لي دون أن أعرف الجواب.(
مستمعينا الاحبة لقد اتضح ان الرجل قد أصيب بمرض الفقرات بدرجة حادة تؤدي في كثير من الأحيان الى شلل الأقدام، وهذا المرض يصيب عادة الذي يمتهنون السياقة لفترات طويلة، وقد أعرب الأطباء عن صعوبة الشفاء من هذا المرض الا بالعملية الجراحية ونتائجها مؤقته وغير مضمونة.
يقول هذا الاخ في تتمة حكايته:
)قاسيت من الآلام كثيراً وانا راقد في المنزل سبعة عشر أو ثمانية عشر يوماً، وطوال هذه المدة كنت اتوسل فقط بمولاي امام العصر وسائر المعصيومين طالباً من الله الشفاء بشفاعتهم...
وبعد مراجعتي للأطباء تقرر اجراء عملية جراحية لي، وعند غروب الشمس من ليلة النصف من شعبان جرت الدموع من عيني دونما اختيار، وقلت لزوجتي، الليلة ليلة عيد مولد صاحب الزمان، فأوقدي جميع مصابيح البيت.
وتحركت على أطرافي الاربعة بصعوبة بالغة من سريري لكي أو قد مصابيح ايوان المنزل...
في تلك الليلة خاطبت مولاي امام العصر –روحي فداه- قائلاً:
يا مولاي، منذ ان وعيت في بدايات عمري طلبت منك ان تقرّب اجلي اذا نزل القضاء بان اصبح مقعداً عاجزاً حبيس المنزل...
يا سيدي، الأطباء يريدون اجراء عملية جراحية لي، فلا تدعني ادخل غرفة العمليات ان رأيت في مصلحة).
مستمعينا الأعزاء، واثر هذا الاستشفاع ببقية الله عزوجل بدأت بوادر اللطف الالهي بهذا الاخ المؤمن تظهر تباعاً وقد تحلى هو –حفظه الله- بجميل التسليم لمشيئة الله، يقول اخونا (حاء نون) القمي متابعاً سرد حكايته:
(طلبت من ولدي الأكبر أن يدعو جميع أرحامي يوم الجمعة لكي أودعهم قبل اجراء العملية الجراحية يوم السبت، وفي صباح ذلك اليوم جاءت ابنتي وقد خنقتها العبرة، وقالت لي:
يا أبي، لقد رأيت في منامي ليلة مولد إمام الزمان –عليه السلام- وكان دكتوراً قد زارك وهو يريد تدليك قدميك، فجاء سيد بهي الطلعة وقال له:
دعه انا سأقوم بتدليك قدميه.
يا ابي لقد وقع في قلبي ان نذهب الى مسجد جمكران، لقد نذرت لله لشفائك ان أطبخ (الشوربة) وأوزعها في المسجد باسم صاحب الزمان –عليه السلام-.
اجبت ابنتي قائلاً: يا عزيزتي، لقد نذرت انا ايضاً لله هدية للسيد علي، وهو –مستمعينا الافاضل- من أجلاء ذرية أبي الفضل العباس –عليه السلام- وله مزارٌ مبارك في مدينة قم المقدسة.
ثم أعطيت مبلغاً من المال لشراء ما يلزم لاعداد الطعام وتوزيعه في مسجد صاحب الزمان –عليه السلام- في جمكران، وقد أعنتهم قليلاً بتنظيف مقدار من خضروات الشوربة بنفسي، وطلبت من عديلي ان يأخذني الى الحمام لكي ادخل المسجد نظيفاً.
ايها الاخوة والاخوات، وشاء الرب الرحيم تبارك وتعالى أن ينزل رحمته الخاصة على هذا العبد المؤمن المتوسل اليه ببقيته وخليفته المهدي الموعود ويزيد محبته –أرواحنا فداه- في قلبه. قال في تتمة حكايته (عندما أردت القيام في الصباح للذهاب الى مسجد مولاي صاحب الزمان شعرت بألم شديد منعني من مغادرة سريري، فخاطبت مولاي قائلاً يا صاحب الزمان، أنا قادم الى مسجدك ولن أرجع من جمكران الا بعد شفائي.
ثم أعدوا سيارة لنقلي فركبتها بصعوبة ومشقة، وطلبت من السائق أن ينزلني عند أقرب نقطة من باب المسجد... وعندما نزلت منها أخذت زوجتي لكي تعينني على المشي، فقلت لها: إذهبي لاعداد الطعام، فدخلت المسجد وحدي فلم اجد فيه مكاناً لشدة الازدحام، وبصعوبة بالغة القيت بنفسي الى جانب مكتبة المصاحف وأنا أقاسي الالم الشديد، فناجيت مولاي قائلا: يا صاحب الزمان اريد منك سلامة قدمي، فأخذتني سنة نوم بسبب التعب والالم، فرأيت فيها سيداً يهزني وهو يقول لي خذ المصحف وأمسح به رأسك ووجهك وصدرك، ففعلت، ثم احتضنت القرآن الكريم... ثم انتبهت من نومي وقمت أركض على قدمي مدهوشاً فاصطدمت بالجدار ثم هدوني الى باب الخروج فخرجت الى باحة وقد ذهب عنى الالم بالكامل رغم انني كنت اركض بسرعة لقد شفيت قدماي ولم احتج للعملية الجراحية –والحمدلله- ببركة التوسل بمولاي امام العصر –روحي فداه- ولم أعد أشعر باي ألم.(
ايها الاخوة والاخوات، بقي ان نشير الى ان الطبيب المتخصص الدكتور سعيد اعتمادي قد فحص هذا الاخ بعد شفائه وبعد أن اطلع على الوثائق الطبية لحالته قال: إن هذه الحالة هي –بالمفهوم الطبي- معجزة بالكامل لا يمكن انكارها.
وبهذا نصل ايها الاطائب الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) شاكرين لكم طيب المتابعة
ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران خالص الدعوات، دمتم باطيب الاوقات.