موضوع البرنامج:
المهدويون الأنقياء من الظلم
ما يحجب عن لقاء المهدي عج
إقرأي القرآن
يا من أناديه في دنيا تزلزلها
سود النوائب والاهوال والخطر
يا صاحب الامر عجل فالضمير ثوى
وقد تطاول وهم الغرب والغير
عد للانام صراطا يستبان به
وجه الحقيقة وهو الساطع النضر
واكشف بنورك نورا ظل مستترا
ليفرق الحق من والوا ومن هجروا
اسفر حنانيك موعودا اهيم به
ففي هواك لظى الاشواق تستعر
اسفر حنانيك فالايام مثقلة
بالحزن والليل جور كاسر اشر
ايه ابا صالح حييت من خلف
قم وامض بالركب حيث الامن يزدهر
قدها الى الخير افواجا مهللة
فمنك ياتي السنا والجود ينبهر
بسم الله والحمد لله الذي هدانا للتمسك بحبله المتين نبيه المبعوث رحمة للعالمين وأهل بيته الطيبين الطاهرين صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم أحبتنا المستمعين
على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج فأهلاً بكم الابيات التي استمعتم لها آنفاً أيها الاطائب هي من قصيدة مهدوية للأديب الولائي المعاصر الدكتور نجاح العطية –حفظه الله-.
وبعد قليل سنكون معكم في الفقرة الخاصة بالوصايا المهدوية وعنوانها في هذا اللقاء هو: المهدويون الأنقياء من الظلم.
تليها اجابة البرنامج على سؤال الاخ منير الطريحي بشأن: ما يحجب عن لقاء المهدي عج
وقد أعددنا لكم في هذا اللقاء حكاية موثقة أخرى من حكايات الذين من الله عليهم بالشفاء ببركة التوسل بوليه وخليفته خاتم الأوصياء –عليه السلام-، عنوان الحكايه هو: إقرأي القرآن.
تابعونا مشكورين:
ايها الأكارم
الفقرة التربوية من فقرات برنامجكم (شمس خلف السحاب) عنوانها هو:
المهدويون الانقياء من الظلم
قال مولانا الحجة المهدي –أرواحنا فداه- في دعائه الجامع المعروفة بدعاء (توفيق الطاعة:(
اللهم إرزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية وصدق النية وعرفان الحرمة واكرمنا بالهدى والاستقامة وسدد السنتنا بالصواب والحكمة وأملا قلوبنا بالعلم والمعرفة وطهر بطوننا من الحرام والشبهة واكفف أيدينا عن الظلم والسرقة وأغضض أبصارنا عن الفجور والخيانه وأسدد أسماعنا عن اللغو والغيبة... بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
أيها الاخوة والأخوات، إن السبيل العملي للفوز بوسام النصرة الحقيقية لإمام العصر –عليه السلام- هو التحلي بخصال أنصاره الحقيقيين الصادقين، والسبيل العملي للتحلي بهذه الخصال الكريمة هو العمل بوصاياه –عجل الله فرجه-، ومنها الوصايا التي تتضمنها فقرات الدعاء المشار اليه... وهذه الوصايا هي التي نسعى معاً لاستلهامها منذ عدة حلقات من هذا الدعاء الشريف، وقد انتهى بنا الحديث في الحلقة السابقة الى الوصية التي تتضمنها فقرة (وأكفف أيدينا عن الظلم والسرقة).
كما عرفنا في الحلقة السابقة أن هذه الفقرة تتضمن وصية من امامنا المهدي للمؤمنين بان يستعينوا بالله لرعاية حقوقه عزوجل وحقوق عباده وخلقه وكذلك رعاية الانسان حقوق نفسه أيضاً لأن كف اليد عن الظلم يشمل التجاوز على هذه الحقوق جميعاً.
والظلم بالعدوان وعدم رعاية أي من هذه الحقوق يعني فقدان العدالة في إحدى مراتبها وهذه من لا يتناسب مع نصير المهدي والمنتظر الصادق لظهوره –عجل الله فرجه- ولمؤازرته في ملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وواضحٌ ان فاقد العدالة لا يمكن ان يكون عاملاً صادقاً في اقرارها واحقاق الحق لا يتأتى ممن يسلب الحقوق ويعتدي عليها.
وقد حذرت كثيرٌ من النصوص من عواقب الظلم وانتزاع حقوق الغير وبينت سوء عواقبه في الدنيا والأخرة، نستنير ببعضها مما اورده الشيخ الصدوق في كتاب (عقاب الاعمال) في باب (عقاب من ظلم) فأبقوا معنا مشكورين.
روى الصدوق –رحمه الله- بسنده عن الامام الباقر –عليه السلام- قال:
"الظلم في الدنيا هو الظلمات في الآخرة".
وبسنده عن الامام الصادق –عليه السلام- في قول الله عزوجل "إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ" قال: "الْمِرْصَادِ" قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة""
وفيه عن الصادق –عليه السلام- أنه جاء في الحديث القدسي:
"إن الله عزوجل يقول: وعزتي وجلالي لا أجيب دعوة مظلوم في مظلمة ظلمها ولأحد عنده مثل تلك المظلمة".
وفيه أيضاً عن الباقر (عليه السلام): "ما أحدٌ يظلم بمظلمة الا أخذه الله بها في نفسه، فأما الظلم الذي بينه وبين الله عزوجل، فاذا تاب غفر الله له) وقال الباقر –عليه السلام- أيضاً: (من إقتطع مال مؤمن غصباً بغير حقه لم يزل الله معرضاً عنه ماقتاً لأعماله التي يعملها من البر والخير لا يثبتها في حسناته حتى يتوب ويرد المال الذي أخذه الى صاحبه".
ايها الافاضل، ونلاحظ في دعاء الامام –عليه السلام- : (وأكفف أيدينا عن الظلم والسرقة) ذكر السرقة على نحو التخصيص رغم كونها من مصاديق الظلم، ولعل تخصيصها بالذكر يرجع ترتبط أولاً بحقوق الآخرين وقد لا حظنا في الأحاديث المتقدمة شدة التحذير من ذلك. وثانياً لأن السرقة تعني أخذ المال بغير حق بصورة خفية وعليه يكون معنى الوصية المهدوية النهي عن ظلم الأخرين حقوقهم علانية أوسراً علموا بذلك أم لم يعلموا.
ويستفاد من الاحاديث الشريفة أن مصاديق السرقة لا تنحصر بالمصداق المعروف اي أخذ مال الآخرين ظلماً... بل تشمل أيضاً عدم أداء الحقوق، فمثلاً روي في البحار عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- قال:
"لسراق ثلاثة: مانع الزكاة ومستحل مهور النساء وكذلك من استدان ولم ينو قضاءه"
كما تشمل المصاديق المعنوية كأخذ العلوم الالهية من غير طريق أهل البيت –عليهم السلام- كما يشير لذلك مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- في إحدى خطب نهج البلاغة ذكر فيها فضائل أهل البيت –عليهم السلام- وقال:
"نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقاً".
وهذا يعني أيضاً ان السرقة لا تنحصر بالامور المادية بل تشمل المصاديق المعنوية كالسرقات الأدبية ونسبة الانسان علوم غيره لنفسه ونظائر ذلك.
وعليه تكون الوصية المهدوية المستفادة من فقرة "وأكفف أيدينا عن الظلم والسرقة" تعني الاستعانة بالله عزوجل في التطهر من جميع أشكال الظلم وعدم رعاية حقوق الآخرين هذا أولاً وثانياً التورع عن أخذ الانسان ما هو حق لغيره سواءً كان مادياً أو معنويا.
نتابع أيها الافاضل من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم برنامج (شمس خلف السحاب) بتقديم حكاية اللقاء وهي بعنوان:
إقرأي القرآن
حكاية هذه الحلقة نترجمها لكم مما نشره الموقع الرسمي لمسجد صاحب الزمان –عليه السلام- في جمكران على شبكه إنترنت وهي مسجلة تحت رقم (الكرامة ۱۷۲) في سجل توثيق الكرامات في المسجد المذكور بتاريخ ۱۰/٤/۱۳۷۸ هجري شمسي، وتتضمن افادة صاحبة الحكاية ووالدها وإثنين من الأطباء الذين إطلعوا على مسار معالجتها قبل أن يتفضل الله عليها بالشفاء وبعد ذلك؛ إنها الأخت التي رمزت لنفسها بحرفي (طاء ميم) وهي من أهالي مدينة (نوشهر) وتسكن في طهران وهي تعمل معلمة.
ونبدأ بما قاله في شهادته الدكتور (محسن توانانيا) عن هذه الحالة، قال:
(راجعت هذه الأخت وعمرها يومذاك احدى وعشرون عاماً) إحدى مستشفيات طهران بتأريخ (۱٤/۷/۱۳۷٥) هجري شمسي الموافق للسادس من تشرين الاول سنة ۱۹۹٥ ميلادي، وذلك بسبب آلام شديدة إنتابتها في الحوض والأقدام والرأس بحيث ان هذه المريضة كانت تمشي بصعوبة بالغة مستعينه بالعكازات، وقد أظهرت الفحوصات وجود أورام سرطانية في عظام منطقة الحوض ثبت فيما بعد عن طريق الصور التي أخذت بواسطة جهاز (سي، تي، اسكن) أن الآلام التي تعاني منها المريضة ناتجة من إنتشار الأورام السرطانية من النوع العالي الحظورة في عظام بدنها جميعاً وليس في منطقة الحوض وحدها).
وقد أجريت لها عملية جراحية لاستئصال الغدة السرطانية من منطقة الحوض ولكن النتيجة لم تكن مرضية وفي هذه الحالات تنتشر الأورام بسرعة تجعل عمر المريض قصيراً حتى مع أفضل أساليب العلاج، ولكن الفحوصات التي أجريت على هذه المريضة بعد سنتين من ذلك بواسطة جهاز (ال سي، تي، أسكن) أظهرت عدم وجود أي أثر لتلك الأورام السرانية في أي نقطة من بدنها!
وقالت الطبيبة الأخصائية (السيدة أديبي) في شهادتها وبعد توضيحاتها بشأن حالة هذه الأخت: (إن ما نتوقعه في مثل حالة السيدة (طاء، ميم) هو قصر عمر المصاب. بهذا الانتشار السريع للأورام حتى لو أتيحت له أفضل أنواع العلاج ولكن الذي حدث لهذه الأخت هو الشفاء وهذه حالة غير طبيعية أبداً، لقد طالعت ملف تشخيص حالتها ولم أشك في اصابتها بهذا النوع الخطير من السرطان في أنحاء بدنها).
ولكن أيها الأطائب، ما الذي حصل لكي يمن الله عزوجل على هذه الأخت المعلمة بالشفاء الذي تعتبره قوانين الطب المتطور محالاً، هذا ما توضحه لنا الأخت طاء ميم في إفادتها حيث كتبت تقول:
عندما بلغ عمري إحدى وعشرين سنة بدأت تظهر آلام قاسية في قدمي بحيث سلبتني القدرة على الحركة ثم سرت تلك الالام الى يدي ثم رأسي، ومرت علي سبعة شهور رقدت فيها في خمس مستشفيات للعلاج دون جدوى حتى جئت الى مسجد جمكران ومكثت فيه سته عشر يوماً رأيت في آخرها سيداً جليلاً فارع الطول وعليه ملابس بيضاء، لم استطع ان اتبين سيماء وجهه، لقد اعطاني مصحفاً وقال لي: (اقرئي القرآن).
وإثر هذه الحادثة شملنى لطفه –عليه السلام- فعوفيت من مرضي.
ويبدو أن دعاء الوالد الرؤوف كان الوسيلة التي استجلبت الشفاء الالهي لهذه الاخت كما نلمح في افادة والدها حيث قال ما ترجمته:
في بداية مراجعة إبنتي للأطباء بسبب الآلام التي شعرت بها في الأقدام، قالوا لها: ليس الأمر مهما انها تشنجات في العضلات، ولذلك واصلت عملها في التعليم، ولكن بعد شهور قليلة انتشرت الالام في جميع بدنها وشملت رأسها وأصابها الشلل.. راجعنا مستشفى الامام الحسين –عليه السلام- في طهران، وبعد اجراء فحوصات جهاز السي تي اسكن شاهدوا الاورام فقالوا يجب ان ترقد في المستشفى للعلاج، وبالفعل رقدت ولكن العلاج لم يجد نفعاً، وبسبب شللها وسرعة انتشار مرضها تم نقلها للعلاج في مستشفى (شهداء تجريش) ثم الى مستشفى (المدرس) وهناك قالوا لي بعد اجراء الفحوصات:
إن ابنتك مصابة بسرطان العظام ولن تبقى اكثر من ستة شهور.
فتوسلت الى الله بشفاء ابنتي بمولاي امام الزمان –عليه السلام-، ونقلتها الى مسجد جمكران حيث بقينا (۱٦) يوماً وهناك رأيت أنا رؤيا علمت منها أن علي ان انقلها الى المستشفى ورأت ابنتي رؤيا قال فيها لها امام الزمان –عليه السلام- (إقرئي القرآن ختمة).
أيها الأطائب، لم يعرف والد هذه الأخت الطهرانية في البداية المستشفى التي يجب ان ينقلها اليها، وكان امر مولانا امام العصر –عليه السلام- نقلها الى دار شفاء جده الامام الرؤوف علي الرضا –عليه السلام- كما هداه الله لذلك لا حقاً، يقول هذا الأب المشفق:
أرجعت ابنتي أولاً الى مستشفى (شهداء تجريش) التخصصية وأجريت لها فحوصات جديدة تحت اشراف الجراح المتخصص الدكتور الموسوي فأكد وجود الغدد السرطانية، وهنا نذرت لله ان اذهب اربعين ليلة اربعاء الى مسجد جمكران المقدس طلباً لشفاء ابنتي، لقد اجريت لها عملية استئصال هذه الغدد من منطقه الحوض ولكن الشلل لم يذهب عنها وبعد أيام قال لي الدكتور الجراح:
إن حالة ابنتك محيرّة لقد اخذت الغدة التي في عظام حوضها بالانتشار السريع بعد العملية!
وهنا قررت ان اذهب بها الى مدينة مشهد المقدسة للتوسل الى الله بالامام الضامن علي بن موسى الرضا –عليه السلام- وذهبت بها وبقيت مجاوراً للحرم الرضوي المبارك كنت آتي كل ليلة اربعاء لزيارة مسجد جمكران في قم وفاءً بالنذر.
وبعد عودتي بها الى طهران أوصى الاطباء ببدء العلاج الكيماوي لمواجهة السرطان وهذا ما أتموا القيام به دون فائدة، ولكننا لم نفقد الايمان بالله عزوجل وبلطف حصول كرامة ببركة مولاي امام العصر – روحي فداه- فواصلت زيارة مسجده في جمكران ليالي الاربعاء، وبمجرد انتهاء الليلة الاربعين طبق ما نذرته لله جاء الفرج الالهي ببركة مولاي صاحب الزمان ومن الله بالشفاء على ابنتي رغم ان جميع الاطباء قد يأسوا من حياتها، ولكنها اليوم بحمد الله وببركة بقيته –عليه السلام- في أتم الصحة والعافية تواصل حياتها وقد برئت من هذا المرض الخبيث بالكامل.
نشكر لكم أيها الأطائب طيب الاصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) الى لقائنا المقبل وما بعده دمتم بكل خير ولكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران خالص الدعوات.