البث المباشر

المهدويون اهل المعرفة القلبية/ كثرة الزلازل وعلامات الظهور/ وزال الحزن ونشطت الروح

السبت 13 إبريل 2019 - 13:51 بتوقيت طهران

(الحلقة : 339)

موضوع البرنامج:
المهدويون اهل المعرفة القلبية
كثرة الزلازل وعلامات الظهور
وزال الحزن ونشطت الروح

سلامٌ على الغائب المنتظر

سلام يحاكي نسيم السحر

سلام المحب الذي قد كواه

انتظار الحبيب وطول السهر

فراح يسائل عنه النجوم

وسرب السحاب ووجه القمر

ينادي بصوت شجته الخطوب

ودمع كغبث الغمام انهمر

ترى هل ساحظى بلقيا الحبيب

قريباً قبيل ارتحال البصر

ترى هل سأسمع ذاك النداء

بأن امام الزمان ظهر

ترى هل سأنظر طلعته

ونوراً بغرته قد زهر


بسم الله وله خالص الحمد والثناء اذ رزقنا التمسك بعروته الوثقى وحبله المتين ثقلي هدايته للعالمين كتابه المبين وعترة نبيه المصطفى الأمين محمد صلوات الله عليه وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم اخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته
اطيب تحية نهديها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج افتتحناها بتحية شعرية لمولانا امام العصر –أرواحنا فداه- وهي من قصيدة مهدوية للأديب الولائي المعاصر سماحة الشيخ احمد الدر العاملي.
أما عنوان الفقرة الخاصة بوصايا امام العصر –ارواحنا فداه- في هذا اللقاء فهو: المهدويون اهل المعرفة القلبية
وفي الفقرة الخاصة عن اجابتكم تأتيكم الاجابة عن سؤال الاخ محمد رحيم وهو عن: كثرة الزلازل وعلامات الظهور
ومن كتاب العبقري الحسان اخترنا لكم حكاية من عصر المجتهد الاكبر الشيخ مرتضى الانصاري –رضوان الله عليه- تحت عنوان وزال الحزن ونشطت الروح
أطيب الاوقات نرجوها لنا ولكم مع فقرات هذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب)، معكم وفقرة الوصايا المهدوية وعنوانها هو:

المهدويون اهل المعرفة القلبية

قال مولانا الامام –عجل الله فرجه- في دعائه الجامع المعروف بدعاء توفيق الطاعة:
"اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية وصدق النية وعرفان الحرمة واكرمنا بالهدى والاستقامة، وسدد السنتنا بالصواب والحكمة وأملا قلوبنا بالعلم والمعرفة وطهر بطوننا من الحرام والشبهة واكفف ايدينا عن الظلم والسرقة واغضض ابصارنا عن الفجور والخيانة واسدد اسماعنا عن اللغو والغيبة".
ايها الاكارم المتابعون للبرنامج، كما تعلمون اننا ومنذ عدة حلقات نسعى لمعرفة وصايا امامنا بقية الله المنتظر –ارواحنا فداه- التي وجهها بصورة غير مباشرة من خلال هذا الدعاء الشريف.
وقد انتهى بنا الحديث في الحلقة السابقة الى فقرة "وأملا قلوبنا بالعلم والمعرفة" فعرفنا انها تتضمن وصية مهدوية بأن يجتهد المؤمنون مستعينين بالله عزوجل لنقل العلم والمعرفة من دائرة العقل الى القلب، لكي تظهر آثارهما في سلوكهم اذ أن القرآن الكريم يصرح بان دخول الايمان الى القلب هو علامة الايمان الصادق.
ونستلهم من هذه العبارة –مستمعينا الافاضل- وصية مهدوية ثانية هي ان امامنا المهدي –ارواحنا فداه- يوصينا ايضاً بطلب امتلاء قلوبنا بالعلم والمعرفة فقال "وإملأ قلوبنا" ولم يقل مثلاً "وادخل في قلوبنا"، وفي ذلك اشارة الى انه ينبغي للمؤمن ان يطمح الى المراتب العالية من الايمان بحيث يستولي العلم والمعرفة على كل قلبه، أي على سلوكياته وتحركاته، فلا يفعل شيئاً الا عن علم ومعرفة ويقين بأنسجامه مع ما يريده الله عزوجل منه، وهذا هو كمال الايمان الذي دعتنا اليه النصوص الشريفة، وهو الذي يضمن عدم انحراف الانسان عن الصراط المستقيم لان اي عمل يقوم به عن جهل وبدون علم بكونه يحظى برضا الله سبحانه انما يعني السير على غير بصيرة فلا تزيده سرعة السير الا بعداً عن الصراط المستقيم كما صرحت بذلك الاحاديث الشريفه.
وهذا يستلزم ان يعرف المؤمن حكم الله في كل عمل ويقوم به.
ايها الاخوة والاخوات، وهنا نسأل: لماذا قال الامام المهدي –عليه السلام- "واملا قلوبنا بالعلم والمعرفة"، ولم يقل مثلاً: "واملا قلوبنا بالعلم" وحده او بالمعرفة وحدها؟ للاجابة عن هذا السؤال ينبغي ان نعرف الفرق بين معنى العلم ومعنى المعرفة، وبذلك نصل الى وصية مهدوية ثالثة تشتمل عليها هذه العبارة الكريمة.
أيها الاطائب جاء في كتاب اللغة كما في كتاب التحقيق في كلمات القرآن الكريم ما ملخصه، ان العلم يعني ادراك الشيء بحقيقته والمعرفة اخص منه لانها علمٌ بعين الشيء مفصلاً ومميزاً عما سواه في حين ان العلم قد يكون مجملاً وقد يكون مفصلاً، فالعلم يفيد الانسان لانه يطلعه على حقيقة كل امر، اما المعرفة فهي علمٌ تفصيلي تفيد الانسان بتمييز كل امر عن غيره من الامور المشابهة، وهذا يعني ان في المعرفة ثمرة اضافية هي انقاذ الانسان من الشبهات والوقوع من الخلط والالتباس بين الأمور؛ وفي ذلك احدى أعظم وسائل النجاة من الضلالة.
من هنا نعرف ايها الاحبة الوصية المهدوية الثالثة التي تشتمل عليها عبارة "وأملا قلوبنا بالعلم والمعرفة"، وهي ان امامنا المهدي –ارواحنا فداه- يوصينا هنا ان نجتهد في الحصول بالعلم بحقيقة كل امر اولاً وثانياً ان يكون هذا العلم معرفة تفصيلية بخصائص الامر لكي لا يشتبه علينا فتنزلق في اتباع المتشابهات المؤدية الى الضلالة.
مستمعينا الافاضل، ومما تقدم نفهم سر تاكيد الامام –عليه السلام- على ان نطلب من الله عزوجل ان يملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة؛ اذ ان الحصول على المعلم بحقيقة الامور والمعرفة التفصيلية بها للنجاة من الضلالة، أمر ليس باليسير ولابد من الاستعانة بالله للحصول عليه، وذلك لان الاهواء النفسانية والوساوس الشيطانية وتلبيسات الائمة المضلين التي تظهر الباطل بصورة الحق، كلها وغيرها عوامل مؤثرة في اخفاء حقيقة الامور ودفع الناس لاتباع الباطل وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً ويتبعون الحق.
وهذه الوصية مستلهمة من قول رسول الله –صلى الله عليه وآله-: (العلم نورٌ وضياء يقذفه الله في قلوب اوليائه وينطق به على لسانهم)، وكذلك قول الامام الصادق عليه السلام: (ليس العلم بكثرة التعلم، انما هو نورٌ يقذفه الله في قلب من يريد هدايته، فاذا اردت العلم فاطلب اولاً في نفسك حقيقة العبودية واطلب العلم باستعماله واستفهم الله يفهمك).
مع شكرنا لمتابعتكم لفقرات البرنامج ندعوكم أيها الاكارم للاستماع الى الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم بشأن قضية امامنا المهدي –عجل الله فرجه-، معكم وزميلنا الاخ عباس الباقري:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب. في هذه الحلقة نتناول إجابة العلماء على سؤال اخينا الكريم محمد رحيم، هذا الأخ يسأل عن كثرة الزلازل التي يشهدها عالمنا المعاصر يقول: هل ورد في الأحاديث الشريفة بأن كثرة الزلازل من علامات ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ الأخ محمد رحيم نعم وردت عدة روايات عن أئمة اهل البيت عليهم السلام وعن جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله تصرح بذلك، هنالك رواية رواها الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله قال فيها "أبشروا بالمهدي" قالها ثلاث "يخرج حين إختلاف من الناس وزلزال شديد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يملأ قلوب عباده عبادة ويسعهم عدلاً". هنالك ايضاً رواية عن الإمام الباقر سلام الله عليه بالطبع هذه نماذج من روايات متعددة وكثيرة ولكن نأخذ منها بعض النماذج هنالك رواية عن الإمام الباقر رواها الشيخ النعماني في كتاب الغيبة يقول فيها "لايقوم القائم" يستفاد من هذا التعبير أن هذه العلامة من العلامات الحتمية التي يترجح وقوعها قبل ظهور الإمام المهدي يعني بعيداً يحدث فيها البدع، قال عليه السلام "لايقوم القائم إلا على خوف شديد من الناس وزلازل" يعني هنا نلاحظ تعبير زلازل يعني تعدد او كثرة الزلازل "وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك وسيف قاطع بين العرب وإختلاف شديد في الناس وتشتت في دينهم وتغير في حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءاً من عظم مايرى من كلب الناس" يعني تكالب الناس على الدنيا وأكل بعضهم بعضاً "فخروجه عليه السلام اذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجاً فطوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن ناواه وخالفه وخالف امره وكان من اعداءه". هنالك رواية ثالثة عن الإمام الصادق عليه السلام قريبة من هذا المضمون ايضاً رواها الشيخ النعماني في كتاب الغيبة إضافة الى مصادر أخرى يقول فيها سلام الله عليه "لابد أن يكون" تعبير لابد ايضاً يفيد معنى التأكيد على هذه العلامات "قدام القائم" أي قبيل ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف "سنة تجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس". كذلك هنالك عدة روايات بهذا المضمون يستفاد منها أن هنالك خوف ولعل أحد أسباب الخوف هو هذه الزلازل الكثيرة التي تحدث ولعله من الأسباب المهمة هي إمتلاء الأرض ظلماً وجوراً يعني كلما احدث الناس أنواعاً جديدة من الذنوب والمعاصي كلما رأوا تبعات ذلك في أنماط معينة من العذاب ومن الأذى وفي الحقيقة لعل كثرة الزلازل نوع من العقاب على بعض الذنوب. على أي حال الحوادث الطبيعية عموماً كثرتها وتنوعها من العلامات المهمة التي أكدت عليها كثير من الأحاديث الشريفة قبيل ظهوره صلوات الله وسلامه عليه وعجل فرجه الشريف وجعلنا من خيار أعوانه وأنصاره. نشكر الأخ محمد رحيم على سؤاله ونشكر لكم أيها الأخوة طيب المتابعة، تابعوا مشكورين ماتبقى من فقرات برنامج شمس خلف السحاب.
اعزاءنا مستمعني اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، حان الآن موعدكم مع حكاية هذا اللقاء وهي تحمل درساً مؤثراً في الرأفة المهدوية بالصابرين المسلمين لقضاء الله، العنوان الذي اخترناه للحكاية هو:

زال الحزن ونشطت الروح

الحكاية التالية نقلها العالم الرباني الورع آية الله الشيخ علي اكبر النهاوندي –رضوان الله عليه- في كتابه الموسوعي القيم (العبقري الحسان في احوال الامام صاحب الزمان عليه السلام)؛ عن العبد الصالح الحاج المولى علي محمد الكتبي –قدس سره- وهو من اخيار النجف الاشرف في عصر المرجع الديني الكبير الشيخ مرتضى الانصاري –رضوان الله عليه- قال هذا العبد الصالح:
أبتليت قبل سنين بمرض (السل) وطال بي المرض ولم يجد العلاج شيئاً حتى ضعفت قواي حتى يئس من شفائي (بالاسباب الطبيعية) طبيبي وهو سيد الفقهاء والمجتهدين السيد علي الشوشتري، وبالطبع فانه لم يكن يمتهن الطبابة ولم يكن يعالج سوى الشيخ الانصاري.
كنت أعلم ان السيد الشوشتري –رضوان الله عليه- قد يئس من علاجي (بالاسباب الطبيعية) ولكنه كان يعطيني بعض الأدوية تخفيفاً عن خاطري.
وذات يوم زارني احد الاصدقاء وقال لي: قم لنزور مقبرة وادي السلام، فاجبته: وكيف أذهب معك وانت ترى ضعفي عن الحركة؟
ولكنه اصر على يذهب بي الى وادي السلام وذهب بي بالفعل.
ايها الاخوة والاخوات، وقبل ان نتابع نقل هذه الحكاية نشير الى ان المولى السيد علي الشوشتري –رضوان الله عليه- هو من كبار عرفاء الامامية في القرون الاخيرة وهو استاذ المدرسة العرفانية التي تخرج منها امثال آية الله السيد علي القاضي وتلاميذه امثال الشيخ محمد تقي بهجت والعلامة الطباطبائي والملكي التبريزي والسيد عبدالكريم الكشميري وغيرهم، وكان الشيخ مرتضى الانصاري يحضر الدرس الاخلاقي للسيد الشوشتري فيما كان السيد الشوشتري يحضر الدروس الفقهية للشيخ الانصاري، من هنا فليس ببعيد ان يكون السيد التستري وراء دفع المولى علي محمد الكتبي للذهاب الى مقبرة وادي السلام التي تضم احدى مقامات الامام المهدي –عجل الله فرجه- لكي يأتيه الفرج الالهي فيها، يقول هذا العبد الصالح في تتمة حكايته:
وفي وادي السلام رأيت فجأة رجلاً بزي عربي عليه سيماء الجلالة والبهاء الرباني، كان مقبلاً علي وعندما وصل الي مد يده الي مفتوحه وقال لي: خذ
فوجدت نفسي مندفعاً الى ان اخذ يده فوجدت فيه قطعة خبز صغيرة بقدر (الإضفر)، أعطاني هذه الكسرة من الخبز وغاب عن ناظري، فسرت خطوات ثم قبلتها ووضعتها في فمي وأكلتها، فشعرت بان الحياة اخذت تدب في قلبي، وذهب عني ضيق الصدر واحسست بحياة جديدة تدب في بدني، فزال عني الهم والحزن بالكامل وشعرت بنشاط عظيم يغمر روحي.
ايها الاكارم، وكان من جميل لطف الله عزوجل بهذا العبد الصالح الراضي بقضائه والفائز في صبره على ما ابتلاه به من المرض، ان الهمه هوية الوسيلة التي فرج الله عزوجل بواسطته عنه وجازاه على صبره مثلما جازى نبيه أيوب –عليه السلام-، ثم أراه من العارف آية الله السيد علي الشوشتري تصديقاً لما ألهمه لكي يزداد يقيناً وطمأنينة قلبية، يقول الحاج علي محمد الكتبي –رضوان الله عليه- في تتمة قصته:
لم أشك بان هذا الرجل الذي اعطاني كسرة الخبز هو كعبة المقصود وولي المعبود امام العصر –ارواحنا فداه- شعرت باليقين من هويته، فعدت الى منزلي مسروراً والى ان حان المساء لم يبق لمرضي العضال اي اثر.
وفي صباح اليوم التالي ذهبت –على العادة- الى السيد الجليل سماحة الحاج السيد علي الشوشتري، ولما أخذ بيدي ليقيس نبضي، تبسم في وجهي وقال: ماذا فعلت؟ أجبت: لم أفعل شيئاً، قال: أصدقني القول ولا تخف عني، فلما رأيته مصراً، أخبرته بالامر، فقال:
لقد علمت ان نفخة انفاس عيسى آل محمد –صلى الله عليه وآله- قد وصلتك، فارتحت ، قم لا حاجة بك الى الطبيب بعد الآن لقد ذهب عنك المرض وشفيت... يقول الحاج علي محمد الكتبي في ختام قصته –رضوان الله عليه-:
ولم ار ذلك الرجل الجليل الذي رأيته في وادي السلام بعد ذلك سوى مرة واحدة في الحرم المطهر لأمير المؤمنين –عليه السلام- فقد اشرقت عيناي برؤية جمال طلعته النوراني، فهرعت اليه لكنني عندما وصلت الى حيث كان غاب عن ناظري...
وبهذا ننهي من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران حلقة اخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) نشكر لكم مستمعينا الاطائب طيب الاستماع ودمتم في رعاية الله سالمين والحمدلله رب العالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة